أعلنت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن اطلاق مسابقة بحثية سنوية موجهة لمعلمي وطلاب المدارس، بنين وبنات، حكومية وخاصة في قطر، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
جاء الإعلان عن المسابقة خلال مؤتمر صحفي، عقد أمس بمقر وزارة الأوقاف، حضره سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيد خالد بن شاهين الغانم وكيل الوزارة المساعد للشؤون الإسلامية، والأستاذ غانم سعد الحميدي، رئيس قسم البحث والموهبة والابتكار في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وصرح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بأن جائزة «المدارس للقراءة والبحث»، مبادرة تطرحها الإدارة، ضمن مجموعة المبادرات والمشروعات الثقافية التي تضطلع بها، بهدف دعم وتشجيع البحث العلمي، والارتقاء بالمستوى الثقافي والفكري لدى شرائح المجتمع القطري المختلفة، وخاصة شريحة المعلمين وطلاب المدارس.
وأضاف: إن الجائزة تُطرح تحت شعار: «نقرأ لنفكر.. ونكتب لنرتقي»، تنهض على فرعين رئيسيين: فرع يستهدف المعلمين، ويتناول قضايا تتعلق بالتعليم والتربية، وفرع يستهدف الطلاب، الذين يُطلب منهم تلخيص كتب مختارة.
وأشار د. أحمد بن محمد في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر إلى أن المسابقة تستهدف قطبي التعليم «الطالب والمعلم»، وبالنسبة للمعلمين تعمل على سماع آرائهم وتوصياتهم، أما بالنسبة للطالب فتعمل المسابقة على تعليم الطلاب كيفية البحث وقراءة الكتب وتلخيصها، ما يُكسبهم المهارات ومحبة القراءة، ما يدعم مهارات الكتابة والتلخيص لدى الطلاب.
ونوه إلى أن الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت من الإشكاليات في كافة المسابقات، سواء الرسائل العلمية أو الأبحاث المحكمة أو الجوائز المحكمة، لافتاً إلى أن من الآليات المتبعة في هذه المسابقة للتأكد من عدم استعانة الطالب بتقنيات الذكاء الاصطناعي هي أن توضع الأبحاث في برامج تختبر نسب الاقتباس بها، فإن كانت النسبة عالية يُستبعد البحث، كذلك يراعي المحكمون الاسلوب في الكتابة، خاصةً وأن أسلوب الابحاث بالذكاء الاصطناعي ما زال حتى الآن يمتاز بميزات خاصة تختلف عن الصياغة التي يقوم بها الباحث، فضلاً عن صحة الاحالات، فحتى الآن هي من الأمور غير الدقيقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتي يتعرف من خلالها المحكم على أن البحث تم الاستعانة فيه بهذه التقنيات.
وأكد أن الثلاثة الأوائل من الفائزين بالمسابقة يتم عمل اختبار لهم، وأن هذا يوضح إن كان الطالب لديه خلفية عن الكتاب أو لا، مشيراً إلى أن الجائزة ليس الهدف منها هو الفوز وحسب، بل حث الطلاب على البحث وثقل أدواتهم، وأن هذا ما يجب على المعلم والطالب إدراكه جيداً.
غانم الحميدي: التسجيل عبر الموقع الإلكتروني
قال الأستاذ غانم سعد الحميدي، رئيس قسم البحث والموهبة والابتكار في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: نحرص في الوزارة؛ بالمسابقات التي يتم تنظيمها مع عدد من مؤسسات الدولة؛ على وضع خط زمني يتناسب مع المسابقة وظروفها، ونحرص على تشجيع الطلاب المتميزين على المشاركة في المسابقة، وكذلك المعلمين، فلدينا العديد من المسابقات العلمية الموجهة للفئتين.
وأضاف: هذه المسابقة تتميز بجمع الفئتين معاً، المعلمين والطلاب، وستكون لنا خطة تشغيلية ترتبط بالمسابقة، بما يشجع الطلاب والمعلمين على المشاركة.
ونوه إلى أن التسجيل يكون من خلال الموقع الالكتروني، حيث يمكن للطالب أو المعلم الدخول على الرابط وتسجيل بياناته.
التعريف بالقيم الإسلامية وأهميتها في بناء الفرد
يهتم الفرع الخاص بالمعلمين، بطرح موضوع واحد، ومحاور متعددة، كل عام، يتناول قضايا تتعلق بالتعليم، والتربية، وما يمس هموم المعلم العلمية، والفكرية، ويشتمل موضوع هذا العام على خمسة محاور رئيسية.
يتناول المحور الأول: الإطار المفاهيمي والتأصيلي للقيم الإسلامية في التعليم (تعريف القيم الإسلامية وأهميتها في بناء الفرد والمجتمع، والأسس الشرعية للقيم الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية، والعلاقة بين القيم الإسلامية والتربية والتعليم في الفكر الإسلامي).
ويتناول المحور الثاني: أثر القيم الإسلامية في بناء بيئة تعليمية إيجابية (تأثير القيم الإسلامية في تكوين شخصية الطالب المتزن أخلاقياً وفكرياً، والقيم الإسلامية ودورها في تعزيز العلاقات الإيجابية بين الطلاب والمعلمين، وأثر الالتزام بالقيم الإسلامية في الحد من الظواهر السلبية في البيئة المدرسية.
ويناقش المحور الثالث: آليات دمج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية (استراتيجيات توظيف القيم الأخلاقية للإسلام في المواد الدراسية المختلفة، ونماذج ناجحة لتضمين القيم الإسلامية في المناهج التعليمية، ودور المعلم في غرس القيم الإسلامية).
ويهتم المحور الرابع بدراسة: دور المعلم والإدارة المدرسية في تعزيز القيم الإسلامية (مسؤولية المعلم في تعزيز القيم الإسلامية من خلال السلوك والتوجيه التربوي، ودور الإدارة المدرسية في توفير بيئة داعمة للقيم الإسلامية، وتأثير الأنشطة اللاصفية والبرامج التربوية على تعزيز القيم لدى الطلاب).
أما المحور الخامس فيدرس التحديات والحلول في دمج القيم الإسلامية في التعليم (التحديات التي تواجه دمج القيم الإسلامية في المناهج الدراسية، ووسائل التغلب على التحديات من خلال المناهج والسياسات التربوية، ودور المجتمع وأولياء الأمور في دعم القيم الإسلامية في المدرسة، واقتراح نموذج متكامل لتضمين القيم الإسلامية في المناهج التربوية الحديثة).
تتمثل جائزة الطلاب في طرح مجموعةٍ من الكتب المختارة، بحيث يختار الطالب واحداً منها، يجتهد في تلخيصه وعرضه بطريقة علمية.
وتنقسم إلى مجموعتين، يُراعى في كل مجموعة المرحلة العمرية والمرحلة الدراسية للطلاب.. فالمجموعة الأولى تضم طلاب وطالبات الصف السابع والثامن والتاسع (المرحلة الإعدادية)، ويتنافسون حول تلخيص كتاب: «القواعد العشرة» لعبد الكريم بكار (إصدار إدارة البحوث)، و«عمرو بن العاص القائد المسلم والسفير الأمين» لمحمود شيت خطاب (كتاب الأمة، رقم 51)، و«عمرو بن العاص القائد المسلم والسفير الأمين» (كتاب الأمة، رقم 52)، و«التبيان في آداب حملة القرآن» للإمام النووي (إدارة الشؤون الإسلامية).
وتضم المجموعة الثانية طلاب وطالبات الصف العاشر والحادي عشر والثاني عشر (المرحلة الثانوية)، ويتنافسون حول تلخيص أربعة كتب أيضاً: «تدبر القرآن الكريم بين الأقفال والمفاتيح» لفؤاد البنا (كتاب الأمة، رقم 193)، و«القيم الحضارية في معارك النبي صلى الله عليه وسلم» لموفق سالم نوري (كتاب الأمة، رقم 184)، و«أسبقية العلوم الإسلامية عند فؤاد سزكين» لأحمد قشطة (كتاب الأمة، رقم 195)، و«الشمائل المحمدية» للإمام الترمذي (إدارة الشؤون الإسلامية).
وتشترط الجائزة الخاصة بالمعلمين، عدة شروط، منها ما يتعلق بالباحث، ومنها ما يتعلق بالبحث.
فمن الشروط التي تتعلق بالباحث: أن يكون معلمًا بإحدى المدارس الحكومية أو الخاصة بدولة قطر، وأن يلتزم بالمحاور المعلنة جميعها، وأن لا يكتب اسمه إلا في صفحة العنوان فقط، وأن يرفق مع البحث السيرة الذاتية، وصورة من البطاقة الشخصية، وأن يلتزم الباحث الفائز بتنفيذ جميع استدراكات، وملاحظات المحكمين.
أما الشروط التي تتعلق بالبحث، فأهمها: أن يكون البحث قد أُعِدَّ خصيصاً للجائزة، وأن تتوفر فيه شروط البحث العلمي، ومنها: المقدمات والفهارس والتوثيقات، وأن يقدم باللغة العربية (إضافة إلى ملخص باللغة الإنجليزية)، ويرسل من خلال موقع إدارة البحوث، وأن لا تقل مساحته عن (150) صفحة (A4)، ولا تزيد على (250) صفحة (A4)، بدون فهارس، بخط (Traditional Arabic)، بحجم (16) للمتن، و(12) للهامش.
يُضاف إلى ذلك أن الجائزة، تسمح بمشاركة باحثَيْن أو أكثر في كتابة البحوث المقدمة، بشرط أن يكونوا جميعاً معلمين بإحدى المدارس الحكومية أو الخاصة بدولة قطر، بينما لا يسمح للباحث الفائز بالمشاركة مرة أخرى إلا بعد مرور سنة.
وتحجب الجائزة في حال عدم ارتقاء البحوث للمستوى المطلوب، كما تسحب قيمتها المالية إذا تم اكتشاف أن البحث مخالف لأي من الشروط المعلنة.