يتواصل العدوان الإسرائيلي السافر على لبنان وشعبه برا وجوا، دون موقف دولي صارم لوقف الجرائم التي يرتكبها نحو بلد لديه سيادة كاملة وعضو في الأمم المتحدة، وكثّفت الكيان الإسرائيلي غاراته الجوية على الأراضي اللبنانية موسعا من نطاقها، وفي ظل الصمت الدولي تمادت السلطات الإسرائيلية في عدوانها على المؤسسات الأممية.
وهدد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة، وقال في مقطع مصور متوجها إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش «ابعدوا قوات اليونيفيل عن الخطر. يجب القيام بذلك الآن وفورا»، وذلك بعدما أصيب خمسة على الأقل من عناصر اليونيفيل في الأيام الاخيرة خلال عدوان القوات الإسرائيلية علي جنوب لبنان.
اشتباكات مستمرة
ومن جانبه قال حزب الله، أمس، إن مقاتليه يخوضون «اشتباكات مستمرة» مع جنود إسرائيليين عند تخوم بلدة حدودية في جنوب لبنان، في وقت تواصل إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل برا في الجنوب اللبناني.
وأورد الحزب في بيان «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو الإسرائيلي إلى بلدة القوزح من الناحية الجنوبية، اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية معها بالأسلحة الرشاشة وما زالت الاشتباكات مستمرة».
وأكد انّ مقاتليه فجروا عبوة ناسفة بقوة من جنود إسرائيليين و»اشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل» من موقعين إلى بلدة رامية». كما أفاد بأنّه استهدف تجمّعا لجنود إسرائيليين في بلدة مارون الراس التي تبعد بضع كيلومترات شرقا من رامية.
وأضاف الحزب أن مقاتليه اشتبكوا «ضمن مسافة صفر» مع جنود إسرائيليين «أثناء محاولة تسلل قوات مشاة العدو الإسرائيلي على مرتفع كنعان في بلدة بليدا».
مطالب إخلاء
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية وإطلاق النيران من الأسلحة الثقيلة على قرى في جنوب لبنان، وقالت الوكالة «نفذ الطيران المعادي قرابة الثالثة إلا ربعا من بعد منتصف الليل، غارة جوية مستهدفا المسجد القديم وسط بلدة كفرتبنيت، ودمره بالكامل».
من جهته وبعد ظهر، أمس، دعا الجيش الإسرائيلي سكان 21 قرية في الجنوب إلى إخلائها.
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس «من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال فورا إلى شمال نهر الأولي».
موقف إيطالي
وعلى جانب آخر قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، أمس، إنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي بأن الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان غير مقبولة.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان «أكدت رئيسة الوزراء ميلوني مجددا عدم قبول تعرض قوات اليونيفيل لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي».
إيطاليا من كبار الدول المساهمة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وأضاف المكتب أن ميلوني دعت في مكالمة هاتفية مع نتنياهو إلى «التنفيذ الكامل» لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 بشأن لبنان، وشددت على ضرورة تهدئة الصراع في المنطقة.