«الرعاية» تحذر من أضرار المواد الملونة والأصباغ على صحة الأطفال

alarab
الملاحق 14 أغسطس 2024 , 01:09ص
حامد سليمان

حذرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من الإكثار من تناول الحلويات المصبغة، والتي تضاف إليها المواد الملونة والأصباغ الغذائية، لافتة إلى أن الملونات تعد مواد مضافة بلا أي فائدة غذائية، وأن لها أضرارا كبيرة على الأطفال من مستهلكيها.

وأكد حسن موسى - اخصائي التغذية العلاجية في مركز أبو نخلة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن المواد الملونة والاصباغ الغذائية هي واحدة من ضمن الأمور التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في العديد من الأطعمة المختلفة والمتعددة، بالأخص بالحلويات على اختلافها، حيث لا ُيمكننا أن نجد الكثير من الحلويات المختلفة تخلو من تلك المواد الملونة، والتي تعطيها اللون المميز والمظهر المغري، وهذا ما يعتمد عليه الكثير من المصانع والشركات لجذب المستهلك إليهم، وخاصة الأطفال، ولكن تلك المواد الملونة لها أضرار كثيرة مختلفة ومتعددة، تظهر آثارها السلبية على المدى البعيد.

ما حقيقة هذه الملونات؟
وقال لـ «وقاية»: هذه الملونات عبارة عن مواد مضافة وبدون فائدة غذائية، تضاف للأطعمة والحلويات المحضرة من أجل إعطاء المنتج أو الصنف لونا خاصا به، ونرى تلك المواد الملونة بكثرة في الحلوى وأيضا العلكة الموجودة بطعم الفواكه في الجيلي بأنواعه، وغيرها العديد من الأطعمة والحلوى التي تحتوي على تلك المواد الملونة التي يكون لها تأثير كبير على الصحة عامة، وصحة الطفل بشكل خاص.
وأضاف اخصائي التغذية العلاجية بمركز أبو نخلة الصحي: اتباع نظام غذاء صحي ليس سهلا، بل ويشكل تحدياً في حال استهلاك كميات كبيرة من الحلويات المضافة إليها ملونات، خاصةً وأنها تجذب الشخص لتناول المزيد منها، ما يرجع بالأثر السلبي على الصحة، ويبقى الضحية الأكثر تعرضا للخطر هم الأطفال؛ خاصةً مع عدم وعيهم من جهة، وإهمال الأهل من جهة أخرى.

«الملونات والمخاطر الصحية»
وأشار إلى أن للملونات الصناعية مخاطر صحية، علاوة على احتواء الحلويات على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، والتي تؤدى الى الزيادة في الوزن والسمنة وما يترتب عنها من مشاكل صحية عديدة، أهمها الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي كالربو، وهي مشكلات تنتشر بكثرة في المنطقة العربية، وبشكل خاص منطقة الخليج العربي.
ونوه إلى أن المواد الملونة تتسبب في تحطيم كرات الدم الحمراء في الجسم، بالإضافة إلى شعور الإنسان الدائم بالتعب والإرهاق، حتى و لو لم يقم بأي مجهود، كما أن لها دورا كبيرا في إصابة الإنسان بالصداع المتكرر، كما تساعد المواد الملونة بشكل كبير على التقليل من كفاءة الجهاز المناعي، وتقليل عمله، وهذا ما يجعلنا والأطفال بصفة خاصة معرضين للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة.
وتابع: كما أن العديد من الدراسات والأبحاث أكدت أن المواد الملونة من المواد التي لا يتم امتصاصها أثناء عملية الهضم، ولها تأثير كبير على امتصاص البروتينات في الجسم، وأيضا على امتصاص العديد من أنواع الغذاء التي يحتاج إليها جسم الإنسان.
«مخاطرها على الأطفال»
وفيما يتعلق بمخاطر الملونات على الأطفال، أوضح حسن موسى أن الملونات التي تضاف إلى أغذية الأطفال بشكل خاص، يمكن أن تحمل خطورة كبيرة وبشكل خاص إذا ما استهلكت في الأغذية بشكل مبالغ فيه، حيث ُتستعمل بكثرة في إعطاء اللون للحلويات وسكاكر الأطفال، والحذر هنا واجب حيث يستهلك الأطفال كميات كبيرة من غير أي ضابط وهذه المواد تشكل خطورة على صحة الطفل ومن اهم المشاكل الصحية، بالإضافة إلى الإصابة بالحساسية الجلدية بشكل عام، وإصابة الطفل بالصداع وآلام الرأس المتفرقة ومن اهم أسبابه تركيزات الألوان الصناعية إضافة الى النشاط المفرط، وغياب الهدوء والعقلانية، كما أن من سمات الأطفال المواظبين على تناول هذه المنتجات احمرار في وجه الطفل، والكسل وصعوبة بذل المجهود حيث يتأثر نشاط الطفل بشدة بالألوان الصناعية، إضافة الى ان تخزين وتركيز هذه الألوان ُيسبب تراكم الدهون وعدم حرقها، ما يرفع فرص إصابة الطفل بالسمنة.
وأضاف: كذلك من آثار المواد الملونة في الغذاء والحلويات على الأطفال إصابتهم بالتقلبات المعوية وآلام بالبطن وتقلصات شديدة، وإسهال متكرر كلما تناولها الطفل، وتقليل نسب الكالسيوم بجسم وعظام الطفل، فلا ُيمكنه الاستفادة مما يتناوله. كما أن المواد الملونة لها دور كبير في إصابة الأطفال بفقد القدرة على التركيز في المواد الدراسية، وفقد النشاط الذهني، بالإضافة إلى الاضطرابات السلوكية التي يتعرض لها الأطفال وهم في سن صغيرة في حالة الإفراط من تناول تلك الملونات.

حل هذه المشكلة
وشدد على أن من اهم طرق التخلص من هذه المشاكل الصحية الابتعاد عن استخدام الملونات الغذائية الصناعية المسببة للأمراض، والتحول إلى استخدام ملونات الغذاء الطبيعية وهي متعددة، علما بأنه لا يترتب على ذلك أية زيادة في التكاليف نتيجة استخدام الملونات الطبيعية لأنه يمكن إنتاج هذه المواد بشكل رخيص في الكثير من الدول، ويبقى الأفضل دائما الغذاء الصحي الطبيعي المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه، والحلويات الطبيعية بدلا من المصنعة.