مستشفى الشيخ حمد بغزة يجدد الأمل لضحايا اعتداءات الاحتلال

alarab
محليات 14 أغسطس 2022 , 12:30ص
غزة - قنا

بكلمات ممزوجة بالفرح والسعادة تحدث محمد سليمان أبو ماضي، وهو من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عن تجربته في استخدام طرف صناعي الكتروني ذكي أعاد له الحياة وبعث في نفسه الأمل وساعده على التحكم في الإمساك بالأشياء حتى الدقيقة منها، والعودة إلى حياته الطبيعية والاندماج مع الناس دون خجل، بعد أن كان يغطي ذراعه المبتور منذ سنوات طويلة.
وبعث «مستشفى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية» في قطاع غزة، الممول من صندوق قطر للتنمية، الأمل بين أبناء القطاع الذين بترت أطرافهم خلال الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، بعد أن قام قسم الأطراف الصناعية بتصنيع أطراف إلكترونية ذكية وتزويدها في إطار المرحلة الأولى لإحدى وعشرين حالة بتر في قطاع غزة، فيما سيتم خلال المرحلة الثانية المتوقعة في شهر سبتمبر القادم، تركيب 40 طرفا صناعيا ذكيا آخر للحالات الملحة والفئات المنتجة داخل المجتمع الفلسطيني.
ومنذ تشغيله في أبريل 2019، قدم مستشفى حمد بغزة خدماته لما يزيد عن 14 ألف شخص من المرضى وذوي الإعاقة عبر أقسامه الرئيسة الثلاثة: قسم الأطراف الصناعية وقسم السمع والتوازن وقسم التأهيل الطبي، فيما قام قسم الأطراف الصناعية بالمستشفى حتى شهر مايو الماضي بتركيب 263 طرفا سفليا و65 طرفا علويا و428 جهازا طرفيا و162 جهازا لتقويم العمود الفقري.
واستقبل قسم التأهيل الطبي ما يزيد عن 8 آلاف مستفيد في أقسام المبيت والعلاج النهاري والخارجي وقدم خدماته من خلال وحدات التأهيل المتنوعة والشاملة لطب التأهيل والعلاج الطبيعي والوظيفي، والتخاطب والبلع فيما قدم قسم السمع والتوازن خدماته الشاملة لما يزيد عن 6 آلاف مستفيد.
وتقوم فكرة الطرف الذكي على استخدام أقطاب الكترونية توضع على الجزء المبتور مباشرةً وتأخذ الامر من خلال الدماغ والأعصاب الحسية ومن ثم تحول هذا الأمر من خلال اليد الإلكترونية وتقنية «مايكروبروسس» إلى حركة كفتح اليد وإغلاقها ما يساعد المريض على التحكم في الإمساك بالأشياء بشكل طبيعي.
وفي حديثه لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، يقول المواطن الفلسطيني محمد سليمان أبو ماضي، إنه تمكن أخيرا من استخدام يده اليمنى بعد أعوام طويلة من إصابته بإعاقة حركية بسبب بتر يده.
ويضيف أبو ماضي الذي فقد يده وهو بالخامسة من عمره، إن فقدان يده أثر سلبا على نفسيته، وجعله يشعر أن شيئا ما ينقصه عن أقرانه، خاصة عندما كان طفلا، إذ أنه كان يغطي يده بجورب حتى لا يكشف الجزء المبتور أمام الأشخاص من حوله.
وتابع «أما اليوم وبعد أن ركبت طرفا صناعيا ذكيا، فأنا اشعر بالسعادة، وقد عادت حياتي لطبيعتها، وها أنا أشرب بيدي وأذهب إلى السوق وأحمل أغراض التسوق بيدي، حتى الوردة الصغيرة استطيع أن أمسكها بيدي».
وتمكن أبو ماضي وعشرون فلسطينيا آخرون يعانون من البتر من تركيب يد صناعية إلكترونية يستخدمونها ويحركونها من خلال تحكم الدماغ التي ترسل إشارات حركية لكل من العضلات والأعصاب الموصولة بتلك الطرف الصناعية، وما يميز الأطراف الذكية أنها وظيفية وتجميلية بنفس الوقت بحسب ما أخبرنا الدكتور أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى سمو الشيخ حمد.
ويقول الدكتور العبسي لـ»قنا» إن الأطراف الصناعية تعتمد على الأقطاب الحساسة الموجودة داخل اليد الإلكترونية حيث تأخذ الإشارة من الدماغ وتحولها إلى حركة فيتمكن المريض من فتح وإغلاق يده، بالإضافة إلى تناول كافة الأدوات التي يريدها.
وأشار العبسي إلى أن قسم الأطراف الصناعية يعمل على توفير دائرة علاجية متكاملة للأشخاص الذين يحتاجون إلى أطراف صناعية، تنقسم إلى ثلاث مراحل تشمل إعادة التأهيل النفسي والجسدي ومن ثم إنتاج الطرف وتثبيته ثم تدريب المريض على استخدامه، مشيرا إلى أن جميع هذه الفرق تعاملت مع الحالات التي تم تركيب طرف الكتروني لها وعملت على مساعدة المرضى جميعا من أجل تقبل فكرة الطرف الصناعي الالكتروني.
وقال «في البداية كانت هناك صعوبة في تقبل الطرف الصناعي الذكي ومخاوف من كيفية التعامل معه، أما اليوم فنستطيع أن نقول أن لدينا 21 قصة نجاح».