العائلات القطرية تلبي نداء «القرنقعوه».. وتتقاطر إلى الأسواق لشراء مستلزمات الاحتفال

alarab
تحقيقات 14 أغسطس 2011 , 12:00ص
الدوحة - هناء الرحيم
لبت العائلات القطرية نداء «القرنقعوه» وتقاطرت إلى الأسواق لشراء مستلزمات الاحتفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك من مكسرات وعلب التوزيعات على وقع «قرنقعوه كركاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة». وقد شهدت أسواق سوق واقف خصوصاً إقبالاً كبيراً من قبل الزبائن القطريين على محلات المكسرات لشراء « القرنقعوه» قبل أسبوع من الاحتفال بالليلة. وتراوح سعر الكيلو العادي منه بين 10 إلى 15 ريالاً أما كيلو «السبيشل» على حد تعبير التجار، الذي يحتوي على أصناف مكسرات مميزة وغالية، فقد وصل إلى 20 ريالاً وهو مرشح للزيادة على حسب نوعية المكسرات التي يحتويها. ويتوقع أصحاب المحال أن يزداد الإقبال على الشراء كلما اقترب موعد الاحتفال بالقرنقعوه. ومنذ أكثر من 15 سنة كان الاحتفال بهذه الليلة يتسم بالبساطة والنفقات المحدودة؛ حيث كانت الأسر تكتفي بشراء المكسرات والحلويات اللازمة لتوزيعها على الأطفال، أما الآن فقد صاحبت هذه الاحتفالية بعض المظاهر السلبية؛ حيث أصبحت بعض الأسر تتنافس في كيفية عرض وتغليف الأكياس التي يحملها الأطفال، وقد يكلفهم ذلك مبلغاً كثيراً من المال، كما أن بعض المتاجر التي تستعد بفترة قبل ليلة النصف من رمضان، أصبحت تعرض علباً فاخرة بمناسبة القرنقعوه تصل سعر الواحدة منها إلى «80 ريالاً». وكان لافتاً في جولة «العرب» على الأسواق تفنن وتنافس أصحاب المحال في عرض أشكال مميزة لعلب الزينة التي كان بطلها المطلق دون منازع الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال، لاعبين على وتر تعلق الأطفال بالرسوم المتحركة ليرفعوا سعر العلبة على حسب الشخصية الكرتونية الأكثر شهرة وإقبالاً في هذه الفترة فكان «سبونج بوب» الأغلى ثمناً بينها في حين تراوح سعر العلب عموماً من 10 إلى 80 ريالاً. ليلة باهظة ويبدو أن ليلة «القرنقعوه» تكلف العائلة القطرية «الشيء الفلاني» على حد قول أحدهم، ويقدر الحد الأدنى من كلفة هذه الليلة (1000 ريال) للعائلات المتواضعة، وممكن أن يصل إلى 5000 ريال ثمناً لعلب الزينة وهدايا لعدد محدد من الأطفال فقط بحسب أم جاسم هذا بخلاف ثمن المكسرات. أما الدراعات فحدث ولا حرج حيث درجت عادة عند القطريين أن يفصلوا لأولادهم دراعات للاحتفال بالمناسبة وعادة ما يتم تجهيز التفصيل منها قبل شهر رمضان تفادياً لزحام الخياطين ومنهم من يشتريها من الدول المجاورة بأسعار أقل من قطر، ويختلف سعر الدراعة بحسب نوع التطريز وتبدأ من 150 ريالاً لتصل إلى 1500 ريال قطري. «العرب» قامت بجولة على عدد من محال المكسرات للوقوف على آراء التجار والزبائن القطريين. قرنقعوه «سبيشل» يقول مهدي جوشن يعمل في محل لبيع المكسرات إن التجهيز لاستقبال القرنقعوه بدأ منذ الأول من رمضان والإقبال على شراء مكسرات القرنقعوه ازداد قبل أسبوع من ليلة النصف من رمضان، مشيراً إلى أن تأثير الجو الحار في اليومين الماضيين رمى بثقله على الزبائن وأخّر من نزولهم لشراء القرنقعوه. ويتوقع مهدي أن يزداد الإقبال على مكسرات القرنقعوه خصوصا قبل يومين من الاحتفال بالليلة. ويوضح مهدي أن القرقيعان يضم مجموعة متنوعة من مكسرات الجوز واللوز والفول السوداني، بالإضافة للحلوى ويتراوح سعر كيلو القرنقعوه العادي من 10 ريالات ويصل سعر كيلو «السبيشل» منه على حد تعبيره الذي يمتاز بأصناف مكسرات مميزة وغالية كالكاجو 20 ريالاً. ويضيف: كذلك تنشط خلال القرنقعوه بيع التوزيعات أو العلب والتي تتراوح أسعارها من 3 ريالات إلى 15 ريالاً، لافتا إلى أن أسعار سوق واقف لا تزال بالمتناول ومعقولة أما أسعار المحال بالمجمعات التجارية فتكون أغلى بكثير. السيدات الأكثر إقبالاً بدوره، يقول حبيب إن سوق القرنقعوه شهدت حراكاً منذ بداية الأسبوع وتوقع أن يزداد الإقبال قبل ثلاثة أيام من الاحتفال به، لافتا إلى أن سعر كيلو القرنقعوه العادي يبلغ 20 ريالا أما «السبيشل» فيزداد ليصل إلى 48 ريالا للكيلو الواحد. وتختلف أسعار التوزيعات باختلاف «ديزاين» أو تصميم العلبة والشخصية الكرتونية التي تمثلها فهي تبدأ من 10 ريالات لتصل إلى 35 ريالا. ويؤكد أن سيدات البيوت وأطفالهن هم الأكثر إقبالاً لشراء القرقيعان والألعاب وأن الأسعار معقولة في سوق واقف. آخر صيحات علب الزينة من جانبه، يحمد أبوعلي الله على حال السوق في هذه الأيام ويقول إنه يشهد تحسناً منذ بداية شهر رمضان المبارك حيث إن كثيراً من العائلات القطرية بدأت بالتجهيز لهذه الليلة من مكسرات وعلب باكراً، لافتاً إلى أن الإقبال على سوق المكسرات سيستمر قبل ليلة القرنقعوه بيوم واحد أي حتى 14 رمضان. ويؤكد أن السعر لديه محدد ولا يقوم بزيادته مع قرب ليلة النصف من رمضان. ويقول أبوعلي إن آخر صيحات الموضة علب القرقيعان هذا العام هي الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال بعد أن كانت تركز على مجسمات الشخصيات القطرية. وفي السياق عينه، يقول أصغر غلام إن سوق القرقيعان بدأ يشهد تحركاً قبل أسبوع من الاحتفال بليلة القرنقعوه متوقعاً له مزيداً من التحسن. ويتدرج سعر الكيلو لدى أصغر غلام من 10 ريالا وهو مرشح للزيادة إلى 80 ريالا بحسب نوعية المكسرات التي يطلبها الزبون. ويرى علي مراد أن السوق بدأ يشهد تحسناً منذ بداية الأسبوع بعد أن انخفضت درجات الحرارة خصوصا بعد الإفطار ويؤكد أن كل يوم يكون أفضل من الذي قبله حتى 14 رمضان. وتتراوح الأسعار لديه من 10 إلى 40 ريالا للكيلو أما أسعار علب الزينة تبدأ لديه من ريالين إلى 20 ريالا، لافتا إلى أن علبة سبونج بوب تشهد إقبالا كبيرا عليها حاليا لذلك تكون فهي أغلى من غيرها. قرنقعوه «مودرن» من جهة أخرى، تنهمك السيدات القطريات هذه الأيام بالإعداد والتحضير لليلة القرنقعوه من خلال تجهيز وشراء المكسرات وعلب الزينة وأيضا لا تنسى طبعا تفصيل الدراعات لأطفالها. أم محمد تقوم بالتحضير لليلة القرنقعوه من قبل شهر رمضان من خلال تفصيل وشراء الدراعات والبنجابي للأطفال التي «يرتفع سعرها كثيراً خلال شهر رمضان»، تقول أم محمد مشيرة إلى أن سعر الدراعة يختلف بحسب التطريزات عليها فهي تبدأ من 150 ريالاً لتصل إلى 1500 ريال، وتشرح لنا كيف أن القرنقعوه أمس يختلف كثيراً عن اليوم حيث إنه أصبح أكثر عصرية و «مودرن» وأدخلت عليه كثير من الصرعات والموضة على الأمور التقليدية. وتوضح أن الموضة والصرعات الحديثة دخلت في كل شيء حتى في علب توزيعات القرنقعوه وهدايا الأطفال في هذه الليلة وتتراوح أسعار العلب من 10 إلى 80 ريالا. هدايا قرنقعوه بـ5000 ريال أما أم جاسم فتقول إنها اشترت مجموعة من العلب وهدايا أطفال للقرنقعوه (وهي عبارة عن علبة ومبخرة وصينية لتقديم القرنقعوه) بقيمة 5000 ريال من دون المكسرات وتصل درجة رغبة أم جاسم للتميز لدرجة أنها رفضت أن تزودنا بصورة العلب خوفاً من أن نقوم بنشرها قبل ليلة القرنقعوه وبالتالي نكشف الطريقة التي ستقدم بها هديتها للأطفال وتصبح متداولة قبل الاحتفال. وتقول إن أسعار العلب تقف على حسب الشخص ورغبته في أن يتميز عن غيره، مشيرة إلى أنها من الأشخاص التي تحب أن تتميز في طريقة تقديم هداياها في ليلة القرنقعوه. وتوضح أن القرنقعوه في الماضي كان أكثر بساطة ولا يكلف العائلات أموالا طائلة مثل هذه الأيام. وتعتب صديقة أم جاسم على المجتمع القطري الذي بات يبالغ في مثل هذه الاحتفالات ويدفع مبالغ كبيرة حباً في التميز والتفنن. استغلال التجار تقف أم عبدالله أمام أحد المحال تنتظر أولادها حتى يختاروا علبة الزينة التي يريدونها لليلة القرنقعوه فأمام تعدد وتنوع الخيارات أصبح كل واحد منهم يفكر في اغتنام فرصة العيد لشراء أكثر من علبة نظراً لإعجابه لأكثر من شخصية كرتونية واحدة، وبالطبع فإن ذلك سيعود بالربح الوفير على التجار ومزيد من النفقات على الأهالي. قمت بشراء توزيعات قبل شهر رمضان بأسعار أرخص من الآن فما كان بـ5 ريالات الآن بـ15 ريالا حيث ترتفع أسعار التوزيعات قبل أسبوع من الاحتفال بليلة القرنقعوه. تقول أم عبدالله «التجار عادة ما يقومون باستغلال مناسبة القرنقعوه لبيع توزيعات على أشكال الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال لمزيد من الجذب حيث تختلف سعر العلبة على حسب الشخصية الكرتونية. وتشير إلى أنها بدأت التحضير لليلة القرنقعوه قبل رمضان بأسبوع من حيث تفصيل وشراء الدراعات للأطفال إضافة إلى تجهيز التوزيعات الخاصة لأطفالنا، أما المكسرات فتقوم العائلات القطرية بشرائها قبل أسبوع من ليلة القرنقعوه. ويبدو أن ليلة القرنقعوه تكبد العائلات القطرية مبالغ كبيرة وتشير أم عبدالله إلى أنها تكلفت بحدود 3000 ريال ليحتفل أولادها بهذه الليلة وذلك يتغير بحسب عدد الأطفال الموجودين بالعائلة. وتفضل أم عبدالله أن تشتري المكسرات مفرقة بنوعيات جيدة للأطفال وتقوم بخلطها على طريقتها الخاصة لذلك فإن المكسرات تكلفها مبلغاً كبيراً. وتعتبر أن القرنقعوه بالأمس يختلف كثيراً عنه في اليوم، مشيرة إلى أن اهتمام المجتمع القطري بهذه المناسبة والمبالغة في تجهيزها دفع التجار لاستغلالها إلى أبعد حدود وزيادة الأسعار. ارتفاع أسعار الدراعات ومن جهتها، تشكو أم حمد من ارتفاع أسعار الدراعات التي وصلت إلى 500 ريال في معرض العبايات في أرض المعارض لطفلة بعمر عام ونصف العام لذلك تقوم بعض العائلات بتفصيل دراعات من الدول المجاورة حيث تكون أسعارها أقل من الدوحة، وتقول إن سعر الدراعة يختلف باختلاف نوعية وطريقة التطريز عليها فإذا كانت الخيوط مذهبة فإن ذلك يرفع سعرها. وتنتقد أم حمد في معرض حديثها المتدينين الذين يرون أن هذه المناسبة بدعة ولكن تبعاً للعادات والتقاليد القديمة اعتدنا على أن نرى فرحة أطفالنا خلال الاحتفال بالقرنقعوه، ولا تنكر أم حمد أن هناك كثيراً من العائلات التي تبالغ بالاحتفال بهذه المناسبة وتدفع مبالغ طائلة. أسعار واقف بالمتناول بدورها، ترى منيرة الكواري أن أسعار القرنقعوه في سوق واقف في المتناول، مشيرة إلى أنها على استعداد أن تدفع 1000 ريال لقاء فرحة الأطفال في هذا العيد على المكسرات وعلب التوزيعات أما الدراعات فتشير إلى أنها قامت بتجهيزها للأطفال قبل بدء شهر رمضان المبارك وتتراوح أسعارها بين 200 إلى 500 ريال للدراعة العادية. أما حوراء الحداد فتعتبر أنه كلما اقتربت ليلة القرنقعوه كلما زادت الأسعار، مشيرة إلى أن الأسعار قبل رمضان كانت أرخص. وتقول حوراء إن ليلة القرنقعوه تكلف العائلة القطرية المحدودة الدخل على الأقل بحدود ألف ريال وممكن أن تصل إلى 10 آلاف ريال للعائلات الميسورة فكل واحد على قدر استطاعته، لافتة إلى أن السنوات الأخيرة بدأت تشهد مبالغة كبيرة في الأموال التي تنفق على هذه الليلة وبات هناك كثير من المبالغات في الزينة. كما تختلف تكلفة ليلة القرنقعوه حسب نوعية المكسرات وشكل العلبة فضلاً على تفصيل الدراعات التي تتراوح أسعارها من 100 إلى 1000 أو أكثر. وتقول أم ناصر إن الأسعار لحد الآن مستقرة وتتوقع لها الزيادة مع قرب ليلة القرنقعوه، وتوضح أن أسعار علب الزينة تكون أغلى من المكسرات حيث يتم استغلال المناسبة لبيع علب بأسعار غالية حسب الشخصية الكرتونية المحببة للأطفال، وتشير إلى أن ليلة القرنقعوه تكلف العائلة القطرية البسيطة كحد أدنى 1000 ريال من العلب والمكسرات فقط بخلاف الدراعات التي يتم تفصيلها قبل رمضان نظراً للزحمة على الخياطين.