مستشارك النفسي.. «أعاني من القلق والخوف المفاجئ»

alarab
محليات 14 يوليو 2025 , 01:28ص
د. العربي عطاء الله

أعاني من القلق والخوف المفاجئ وقلة النوم وومضات الأفكار السريعة وتزداد الأعراض خصوصا قبل النوم
الرجاء الإفادة
شكرًا لجهودكم. أخوكم / سمير.

الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل سمير حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا. 
الشيءُ الذي تُعاني منه هو ما يُسمى في مصطلحِ علمِ النَّفس بـ «الفوبيا أو الخوف»، والخوفُ درجات، فقد يكونُ بسيطاً، أو متوسطاً، أو شديداً، بالإضافةِ إلى أنَّ الخوف أنواع، ومنه ما ذكرته أنت في رسالتك، وهو الخوف والقلق، والأفكارُ الوسواسية وهذا كله بسببِ الخوف الذي ينتابك بين الحينِ والآخر، وجعلك تفكرُ كثيراً، وحالتك النفسية غير مستقرة، ويُسبِّبُ لك الأرق بالليل.
ومعروفٌ أنَّ مرضَ الفوبيا هو مرضٌ نفسي، والمقصودُ به: الخوفُ الشديدُ المتواصل من مواقف، أو نشاطات، أو أجسامٍ معينة، أو أشخاص، وهذا الخوفُ الشديدُ والمتواصل يجعلُ الشَّخص المصابَ عادة يعيشُ في ضيقٍ وضجر.
 الفوبيا أو الخوف الذي تُعاني منه يحتاجُ إلى علاجٍ روحيٍ إيماني وسلوكي، أكثرُ منه علاجا دوائيا، وأقصدُ هنا بالعلاجِ الرُّوحي الإيماني هو: تقويةُ علاقتك بالله سبحانه وتعالى، والتمسك بحبلهِ، وعدم اللجوء إلَّا إليه، ويكونُ عندك يقينٌ تامٌ أنَّ النَّافعَ والضَّار هو الله، وأنَّ كل شيءٍ مقدَّرٌ بأمره، فاطمئن، ولا تخَف، ولا تحزن، وغيِّر هذا الحزن بالفرحِ، والخوف والقلق بالاطمئنانِ والرَّاحة.
كذلك أنتَ بحاجةٍ إلى علاجٍ سلوكي، وهناك خطواتٌ يمكنُ لك اتباعها من أجلِ الخروج من أزمتك هذه، وهي كالآتي:
1- عدمُ إرسال رسائل سلبية فيها الخوف والتردد إلى عقلك الباطني، فكلَّما برمجت نفسك على الخوفِ من الشيءِ الذي أمامك؛ بالفعلِ ستحدثُ لك أعراضُ الخوف، من خفقانٍ، وجفافِ الحلق، وكثرة رجفان في اليد، وستنفذه في عقلك الواعي.
2- مارس التَّمارين الرياضية؛ فهي علاجٌ نفسي وجسدي، وتعطيك راحة واطمئنانا، وتُخفف من آلام القولون.
3- إذا أمكنَ أن تستغلَ وقتَ فراغك بما يعودُ عليك بالفائدة؛ فالفراغ قد يتعبك ويجعلك تعيش في خوف وتوتر، فأشغل نفسك ولا تترك وقتك يضيع سدى.
4- لا تنس أن تقرأ أيضاً الدعاء الذي يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابنا الأرق، قل: (اللهم غارت النجوم وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، أهدئ ليلي وأنم عيني).
وبالله التوفيق.