عبدالله السويدي لـ «العرب»: إعادة تدوير 1000 طن من الكتب بالتعاون مع 300 مدرسة

alarab
محليات 14 يونيو 2022 , 12:15ص
منصور المطلق

100 شاحنة لجمع الورق و2000 حاوية إعادة تدوير

لدينا شراكة مع «البلدية» واتفاقية جديدة مع «الريان»

4 آلاف طن شهرياً بمعدل 140 طناً يومياً حصيلة نقاط التجميع

الإنتاج يزود السوق بورق مقوى وكرتون معاد تدويره 100%

حصدنا جائزة «جرين إيرا» عن أفضل الممارسات العالمية في الاستدامة

كشف السيد عبدالله إبراهيم السويدي رئيس مجلس إدارة مصنع النخبة لإعادة تدوير الورق عن جمع نحو 1000 طن من الكتب المدرسية مع نهاية العام الدراسي الحالي.
 وقال في تصريحات لـ «العرب»: أطلق المصنع مبادرة جمع الكتب والورق المدرسي بالمجان، حيث تم تخصيص 4 شاحنات لجمع الأوراق من المنازل فقط، وأن المصنع ينتج 42 ألف طن سنوياً من كرتون «الكرافت» المصنع من مخلفات الأوراق المعاد تدويرها بما فيها الكتب المدرسية بعد نهاية العام الدراسي، بمعدل 3500 طن شهرياً. وقال»إن المصنع قام بمراسلة المدارس المتعاونة عددها نحو 300 مدرسة للتنويه على الطلبة بعدم التخلص من الكتب والدفاتر المدرسية في غير الحاويات المخصصة للنفايات الورقية، أوالتواصل مع القائمين على مبادرة المصنع، الذين سوف يحضرون بدورهم للمنازل بالمجان لجمع المخلفات الورقية.
وأكد السويدي توجه المصنع للتوسع في الشراكات مع القطاع العام، مشيراً إلى توقيع اتفاقية مع بلدية الريان للتخلص من كتب المراسلات والأوراق المستخدمة والمصنفة سرياً، بحيث يقوم المصنع بتوفير شاحنة مخصصة للأوراق التابعة للجهات مثل بلدية الريان وفرمها في مقر البلدية قبل نقلها إلى مقر المصنع وإعادة تدويرها.
وأوضح أن هناك توسعا في مشروع إعادة تدوير الورق عبر الشراكات مع سفارات الدول في البلاد والجهات المختلفة، لافتا إلى قدرة المصنع على إنتاج اوراق معاد تدويرها بشكل اكبر، لاسيما وأنه يضم خبرات وكفاءات وطنية عالية في هذا المجال، بالإضافة إلى المعدات والآلات اللازمة.
وقال « لدينا أسطول من 100 شاحنة لجمع الأوراق ونحو 2000 حاوية لإعادة التدوير، مشيرا إلى أن المادة الخام تأتي من خلال جمع مخلفات الورق والكرتون من مختلف أنحاء البلاد، إذ يتجاوز عدد نقاط التجميع 1500 نقطة لجمع الورق والكرتون، لافتة إلى أن النقاط تنجح بجمع نحو 4 آلاف طن شهرياً بمعدل 140 طناً يومياً.
وعن الشراكات مع القطاع العام والجهات الأخرى قال رئيس مجلس إدارة مصنع النخبة: «لدينا اتفاقيات مع نحو 30 سفارة في البلاد ولدينا مذكرات تفاهم واتفاقيات مع أغلب الوزارات والجهات الحكومية، حيث تقوم هذه الجهات بتزويدنا بالمواد الخام الورقية لإعادة تدويرها»، لافتاً إلى أن المصنع يرتبط بعقود مع العديد من المؤسسات الحكومية والشركات الوطنية والمجمعات التجارية والبنوك والمدارس لجمع المخلفات الورقية منها من خلال حاويات إعادة التدوير الخاصة بالمصنع.
 
تعاون مع المدارس
وحول التعاون مع المدارس قال السويدي هناك نحو 300 مدرسة وجامعة تتعاون مع مشروع إعادة التدوير، معبراً عن فخره بأن المصنع يسهم في الاكتفاء الذاتي، حيث يزود السوق القطري بورق مقوى وكرتون معاد تدويره بنسبة 100%، ونوه بأن المصنع بصدد التوسع بالإنتاج ليصبح حلقة إنتاج كاملة من بداية المنتج الجديد بالسوق المحلي وجمعه بعد الاستخدام ومن ثم العمل على تجميعه، وإعادة تدويره داخل المصنع والعودة به كمنتجات تجارية جديدة بالسوق المحلي.
وعن المبادرات والفعاليات التي يقيمها مصنع إعادة تدوير الورق، قال رئيس مجلس إدارة «النخبة»: إن المصنع أطلق العديد من المبادرات والفعاليات التوعوية، منها القبة البيئية، التي كانت قبل انتشار فيروس كورونا تعمل على استقبال طلاب المدارس لتدخلهم بعالم افتراضي عبارة عن غابتين إحداهما ميتة والأخرى مزدهرة، لعرض آثار الأضرار بالغابات عبر قلع الأشجار وصناعة الورق، واستعراض أهمية إعادة التدوير لتخفيف الضغط على الغابات والحفاظ عليها خضراء مزدهرة مما يعود بالنفع على العالم أجمع، بالإضافة إلى العديد من المبادرات لتشجيع وترسيخ ثقافة إعادة التدوير لدى جيل المستقبل، وإسهامهم في تنمية قطاع إعادة التدوير حفاظاً على البيئة والموارد الطبيعية.
وعن فكرة المشروع وبدايات المصنع قال السويدي إن فكرة مشروعه الصناعي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات عندما كان يرى الورق والكرتون موجودا في الشوارع دون فائدة تُرجى منه ودون استغلال حقيقي من أي مؤسسة أو شركة محلية. وأضاف أن فكرة المشروع قامت على النظر لتلك المخلفات كمصدر للمادة الخام والأولية لتصنيع الورق والكرتون الجديد الذي قد يكون له أثر ملموس في السوق المحلي.
وتابع: إن تلك الكميات من الورق والكرتون التالف في قطر كانت تشكل عبئا على كافة الجهات المعنية في إزالتها وإتلافها، بالإضافة إلى أنها تشوه المنظر العام في الأسواق والشوارع المختلفة بالدولة.
ونوه بأن تأسيس المشروع كان قبل 10 سنوات ليبدأ بعده مشوار الإنتاج في المصنع، وقال إن البداية كانت بإعادة تدوير الورق والمخلفات منه وتصنيع ورق الكرتون بعدة أشكال تجارية حسب رغبة السوق. 
وأكد أن المشروع تلقى دعما واضحا من قبل العديد من الجهات المعنية بالدولة ومنها تخصيص الأراضي للمصنع من قبل وزارة التجارة والصناعة، كما كان هناك دعم مالي من قبل بنك قطر للتنمية بأكثر من 70% من رأس مال المصنع بالبدايات، بالإضافة إلى دعم من قبل غرفة قطر من الناحية التسويقية وإيجاد الزبائن للمصنع. وشدد على أن المشروع الذي بدأ بفكرة سوف يستمر بالنمو والتوسع، إذ إن هناك دراسة للتوسع بإعادة التدوير والانتقال إلى أصناف جديدة ومنها منتجات المناديل الورقية والأكياس الورقية وورق الكتابة.
ولفت السويدي إلى أن المشروع حصد جائزة «جرين إيرا» تقديراً لالتزامه بمزاولة أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستدامة وحماية البيئة وأفكارها المبتكرة، ضمن احتفالية ضخمة جمعت عدداً من الشركات والمؤسسات الحكومية، وشركات الطاقة المتجددة العالمية، والهيئات البيئية، وغيرها من أكثر من 35 دولة، لتغطية الموضوعات المتعلقة بالاستدامة.