انطلاق مؤتمر الشباب العربي بالدوحة
محليات
14 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد عزام
انطلقت في الدوحة فعاليات مؤتمر الشباب السنوي الأول بحضور ما يزيد عن 12 باحثا من قطر والمنطقة، و50 مشاركا في بادرة تعد الأولى من نوعها، لجمع شباب الباحثين.
وقال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح -مدير مركز الحكم الراشد والسياسات العامة بكلية الدراسات الإسلامية- إن فكرة المؤتمر ترتبط بالتوجه الأكاديمي في الكلية من خلال دعوة المؤتمر لتمكين الشباب الذين يمثلون أكثر من 50% من المجتمعات العربية لقيادة نهضة الأمة.
واستعرض عبد الفتاح خلال كلمته أهم أهداف مركز الحكم الراشد، والفعاليات التي يقوم بها، وأكد أن المركز يسعى إلى دراسة وبحث القضايا التي تتعلق بمنظومة الحكم الرشيد، وتجلية القضايا المتعلقة بالسياسات العامة، في إطار الاستفادة من الخبرات الإنسانية والعالمية، الإسلامية والحضارية، فضلا عن التواصل مع قضايا المجتمع القطري ومؤسساته الفاعلة.
وقال «يهدف المركز إلى التعريف بالحكم الرشيد ومتطلباته ومقتضياته وعملياته ومقاصده وغاياته، ودراسة السياسات العامة دراسة علمية ومنهجية تحقق فهما أعمق وأدق للعمليات المتعلقة بهذه السياسات من الصياغة والأداء والتنفيذ والأهداف، فضلاً عن عملية التقييم والتقويم لهذه السياسات، بهدف الارتقاء بها وبتطبيقاتها، إلى جانب توثيق التعاون مع قسم السياسات العامة بكلية الدراسات الإسلامية، وتحقيق المتطلبات الضرورية التي تهدف إلى النهوض بهما معا، فضلاً عن تعاونه مع المراكز الأخرى والأقسام المتنوعة التابعة لكلية الدراسات الإسلامية، وكذا المهتمين بهذا الحقل في مؤسسة قطر وجامعة قطر، والقيام بالتواصل مع المجتمع القطري ومؤسساته الرسمية التي تقوم بصياغة السياسات عامة، بما تهدف إليه من تحقيق ارتقاء في عمليات التنمية الإنسانية والتنمية المستدامة، والتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي المدني القطري، في إطار يسهم بفاعلية في تناول قضايا المجتمع القطري، والقيام بمواجهة التحديات المختلفة، والمبادرة باستثمار الفرص الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية والسياسية القاصدة إلى عمارة الكون، وتحقيق مقتضيات الاستخلاف الإنساني».
من جانبه قال الدكتور جاسم سلطان -مدير مشروع النهضة والمستشار الاستراتيجي لموقع «إسلام أون لاين»- إن المشروع عمل على فهم الأوضاع العربية والإسلامية وأسباب توقف المشروع الحضاري الإسلامي منذ عام 1984 إلى عام 2000، بما أدى في النهاية إلى خلق مشروع النهضة.
وأضاف سلطان في محاضرته بالمؤتمر أن الشباب العربي يمثل حاليا كتلة فاعلة بالمنطقة ، ويتمتع بالحماسة ليفجر نفسه في أي مكان، لكنه يحتاج إلى من يطور قدراته ويوجها بالشكل الإيجابي.
وأضاف أن المشروع حاليا في العديد من الدول العربية في السعودية، وقطر، والأردن، واليمن، ومصر، والصومال.
وأوضح أن المشروع يعمل على توضيح العائد الفردي على المشاركين لتحديد دورهم النهضوي، بما يؤدي إلى التنمية الفكرية التي تخدم مشروع النهضة، وتؤدي إلى انخراط شبكة كبيرة من المهتمين بالمشروع الذي يحتاج إلى أفراد كثيرين ليحملوه مثلما حمل الحجر الأسود ممثلون لكل قبائل مكة.
وضرب سلطان مثالا بأكاديمية التغيير التي عملت على جمع مواد حول فكرة اللاعنف، بما ساهم في ترسيخ فكرة السلمية في كل الثورات الأخيرة، فيما أنشا شباب آخرون مؤسسة التنوع لمعرفة عمليات التعاطي مع ملف المرأة.
وكشف سلطان عن تنظيم المشروع مؤتمرا لقضايا المرأة في مجالات الفقه، والسياسة، والاجتماع، في شهر سبتمبر المقبل، بما يدعم من تحقق كافة جوانب المشروع عند كل فئات المجتمع.
وأوضح سلطان أن عدد الشباب الملتحقين بالمشروع كان 160 ألف قبل الثورات، وبعدها أصبحت الأرقام فلكية على حد قوله.
ودعا الراغبين للالتحاق بالمشروع إلى التعرف عليه، واختيار نوع المساهمة التي يشارك بها الإفراد والمؤسسة وإعلام الموقع بها.
وحول الثورات العربية الأخيرة قال سلطان إن البطل الحقيقي هو متخذ القرارات الذي تسبب في إذكاء نار الثورات، وقال 90 % من الثورات تخلقها الحكومات لا الشعوب.
وفي نفس السياق استعرض المشاركون عددا من أوراق العمل والأبحاث التي تعنى بالشأن القطري والعربي، وعرض باحثان بحرينيان لتقنيات المعلومات والاتصالات في مجالي التعليم والتطوير الشخصي، كما تم إلقاء الضوء على الخطط الاستراتيجية الشبابية، وقدم محمد يوسف العتيبي ورقة عمل تمحورت حول تنوع مصادر التعليم الممتاز لتخريج أجيال مبدعة، وناقش أهمية التعدد المنهجي للقانون كوسيلة لبناء مجتمعات معاصرة، بينما قدم نايف المالكي مشروع فكرة مؤسسة الشباب.
وعرض الحضور لدور التعليم في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسلمين في المجتمعات غير المسلمة، حيث قدم الباحث جلال عبد السلام علي ورقة حول الأمر، وتناولت ورقة بحثية دور التعليم، ونقطة التحول في المجتمع التايلاندي، ودور التعليم في التنمية الاقتصادية، وعرض المشاركون قصصا لشباب طموح، مستعرضا من خلالها سلسلة روايات قطرية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بورقة عمل قدمها خالد مفتاح تمحورت حول معالم أبعاد التنمية في قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، ومبادرة التعليم لمرحلة جديدة.
إلى ذلك تمتد فعاليات المؤتمر على مدار يومين، ويستضيفه مركز الحكم الراشد والسياسة العامة، التابع لكلية الدراسات الإسلامية- قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وكان المركز قد أقام نشاطين بحثيين، ضمن إطار فكرة المؤتمر، أولهما مسابقة بحثية عن «ما هو دور تعليمك في تشكيل مستقبل مجتمعك» في الفترة من 20 أبريل إلى 15 مايو 2011م، وتمت استضافة المشاركين بالمسابقة البحثية، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الأول للشباب المنعقد.
ويقدم المؤتمر بعض المواهب الشابة في مجالات الفن، والتصوير السينمائي، والتصوير الفوتوغرافي وبعض المجالات الأخرى، حيث يسعى من خلال الفعاليات إلى تحفيز الشباب للتعبير عن رؤاهم المستقبلية، وتشجيع الشباب على التعبير عن تطلعاتهم، من خلال استغلال المنح الدراسية، ومن خلال الفهم والاعتماد على مساهمات الآخرين، وتطوير كادر من الشباب المتحمس للمشاريع والمبادرات المستقبلية، وتشجيع الشباب على الربط بين تعليمهم وتدريبهم النظاميين، وبين احتياجات مجتمعاتهم المحلية.