العميد يخلط الأوراق.. وتميُّز العربي منطقي.. والقطراوي يدخل غرفة الإنعاش
رياضة
14 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - العربي محمودي
خلص المتتبعون لمباريات المجموعة الأولى بالدور التمهيدي للمرحلة الختامية بكأس الأمير للكرة الطائرة إلى عديد من الملاحظات والنتائج لكن أبرز ما انتهى إليه أهل الاختصاص هو تأكيد الوضع المذري للملك القطراوي الذي فشل في تحقيق التأهل إلى المربع أمام العميد الأهلاوي صاحب المفاجأة المدوية.. أما العربي فإنه حقق الفوز الطبيعي والمنطقي في مثل هذه المباريات التي لا تعد امتحانا حقيقيا لفريق مثله في حين أن الغرافة قدم المستوى الذي يليق به كفريق قادم من الدرجة الأولى.
مباريات المجموعة التي اختتمت أمس الأول الأحد أكدت قوة العربي وأظهرت القوة الانفجارية للأهلي وذبحت القطراوي مع سبق الإصرار وأكمل الغرافة مربع التنافس في هذه المجموعة بشرف.
المفاجأة الأهلاوية
لم يدخل الأهلي ضمن دائرة التوقعات بأن يكون ثاني المجموعة وفق القراءات النظرية والتكهنات التي انتشرت قبل بداية المرحلة الختامية رغم أنه أدى تصفيات أولية رائعة انتهت إلى تحقيق مركز الصدارة أمام السد والجيش والغرافة وهو الفريق -أي الأهلي- الهابط إلى دوري الدرجة الأولى في نهاية الموسم الحالي.
دخل الأهلي المنافسة ضمن هذه المجموعة بقوة وكشر عن أنيابه مبكرا عندما أزاح القطراوي من أمامه في أول مواجهة ليتراجع أمام العربي وينهزم بثلاثية نظيفة ولم يجد صعوبة في الفوز على الغرافة يوم الأحد في ختام مبارياته وإعلان تأهله إلى المربع الذهبي بفوزين مستحقين وهزيمة منطقية أمام العربي.
من الناحية الفنية يمكن التأكيد على أن الأهلي يملك مقومات الفوز والتأهل حيث أعطى المحترف الكوبي سلفادور إضافة نوعية لهجوم العميد حيث إن هذا اللاعب يجيد السحق من مختلف المراكز ويتمتع بقوة إرسال واستقبال جيد ولا يمكن إرجاع قوة الأهلي إلى هذا المحترف فقط بل إلى معظم لاعبي الفريق الذين تألقوا وأظهروا الإصرار والروح العالية مثل الرفاع سعود وليد والضارب محمود عصام ولاعب الصد من وسط الشبكة محمد البشري وبقية زملائهم حيث كانوا كتلة واحدة رفعت لواء التحدي وكسبته وكأنها تريد إثبات خطأ نزول العميد إلى الدرجة الأولى أو على الأقل أن الهبوط جاء نتيجة لظروف طارئة لم تخدم الأهلي في مباراته الأخيرة ضد قطر.
صدارة منطقية للعربي
لم يخيب العربي ظن المتتبعين وأنهى الدور التمهيدي في الصدارة دون أن يخسر أي شوط في مبارياته الثلاث وهي النتيجة المنطقية التي لا يمكن توقع غيرها قبل بداية المنافسة وغير هذه النتيجة تعد مفاجأة بكل المقاييس لأن العربي بطل الدوري ودعم صفوفه بمحترفَين عالميين أديا دورهما كما ينبغي.
متابعة مباريات العربي تؤكد أن الاعتماد على لاعبين محترفين إضافة إلى بديل محترف يعطي الصورة الواضحة على بناء الفرق الكبيرة كالعربي والريان على المحترفين دون غيرهم من اللاعبين حيث إن قوة العربي تستمد من قوة المحترفين عثماني خوان تورينا وإيجور أومورسون في حين أن ضعف الفريق يرجع إلى ضعفهما، وبالعودة إلى أداء هذا الثنائي في مباريات المجموعة الأولى نجد أنه قام بما يجب وحقق الفوز للعربي دون أن يتميز أو أن يظهر القوة الخارقة التي تميزه خاصة عثماني الذي يملك الكثير ليقدمه في ظل مستوى المنافسين لأن نقطة قوته فردية ولا تعتمد على الآخرين ولا تطرح مشكلة الانسجام حيث إن قوة الإرسال التي تميز عثماني في الدوري الإيطالي مع فريقه ترنتينو لم تظهر إلا مع الفرق الضعيفة التي لا تملك استقبالا جيدا لكن في المقابل تألق في ناحية السحق من المنطقة الخلفية بنسبة كبيرة وهي نقطة إيجابية لا تتوافر لدى معظم اللاعبين.
ويعاني العربي خلال هذه البطولة من الأداء المتواضع للاعب إبراهيم محمد الذي يبدو عليه تأثير الإصابة حيث يلعب بمستوى أقل من إمكاناته الحقيقية وتشعر به وكأنه يؤدي الواجب دون حماس خاصة على مستوى الإرسال حين يظهر على غير العادة دون المستوى.
وفي عموم تقييم مستوى العربي يمكن الخروج بالعديد من الملاحظات التي تؤكد أن الفريق قدم المستوى الذي يليق به كبطل الدوري لكنه لم يختبر بالشكل الذي يظهر المستويات الكامنة لدى معظم لاعبيه عدا بعض الفترات في المباريات الثلاث التي لعبها لأن الفريق كان يسعى لتحقيق التأهل في الصدارة مع تقوية عامل الانسجام بين عناصر الفريق ومحاولة تصحيح الأخطاء التي حرمت الطائر العرباوي من التتويج بكأس سمو ولي العهد أمام الريان.
القطراوي.. الانهيار الكارثي
الطائر القطراوي خارج المربع الذهبي لكأس الأمير.. نتيجة واقعية وليست مجرد عنوان صحافي للإثارة.. دخل نادي قطر بطولة كأس الأمير تحت مسعى محاولة علاج ما حدث له بالدوري وبكأس ولي العهد لكن خرج بصورة أقل ما يقال عنها أنها تدق ناقوس الخطر وتستوجب التوقف عندها لمحاولة فهم ما يحدث في هذا الفريق المتعود على مقارعة العربي والريان في مواسم مضت.
انهزم قطر أمام الأهلي وكاد أن ينهزم أمام الغرافة في ثاني مواجهة له بهذه المجموعة حيث سارت المباراة إلى الشوط الحاسم وحاول القطراوي رفع التحدي في آخر مباراة ضد العربي لكنه خرج منهزما بثلاثية نظيفة.. تلك هي نتائج الطائر القطراوي التي تعبر عن مستوى التدني والتدهور الذي وصله هذا الفريق.
وليست النتائج وحدها هي السيئة بل حتى الأداء سواء الفردي أو الجماعي للفريق لم يرق إلى مستوى سمعة واسم فريق قطر رغم أن الفريق يضم مجموعة من أفضل اللاعبين على المستوى المحلي مثل سعيد فرج وزياد عبدالمجيد ومحمد أبووطفة وإسماعيل الشيب.. لكن يبدو أن هذه الأسماء اكتفت بوضع اسمها فقط على ورقة المباراة ولم تقدم المطلوب والمنتظر منها في كل المباريات.
ظهر نادي قطر خلال هذه البطولة ضعيفا ومهلهلا ومفككا وكأنه مجموعة لاعبين التقوا في صالة وقرروا الدخول في منافسة ما.. لا يوجد ما يدل على أن الفريق يحاول تصحيح أخطائه بل استمرت نفس الأخطاء الفردية والجماعية ولم ينجح مسعى الإدارة في الاستنجاد بمدرب العنابي الأول الإيطالي فاستو الذي أشرف على حظوظ القطراوي في بطولة وكأس الأمير فقط حيث سيعود التونسي غازي قوبعة إلى عمله لأنه جدد عقده مع الفريق وكانت الإدارة تفكر في توفير تغيير نفسي على الجهاز الفني بحثا عن دفع اللاعبين للانتفاض وإظهار مستواهم الحقيقي لكن كل هذا فشل فيه الفريق فشلا ذريعا لأن الأصل غير متوافر ألا وهو إرادة الفوز وروح الإصرار رغم أن لاعبي الفريق يتسلمون حقوقهم المادية في وقتها المحدد وليس هناك أي خلاف مادي بينهم وبين الإدارة.
وضع الطائر القطراوي يهم كل أسرة الكرة الطائرة ويحتاج إلى دراسة عاجلة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار والتدهور الشامل لأن مواصلة السير في هذا المنحى دون معرفة أصل المشكلة سيجعل نادي قطر في الموسم القادم صورة مطابقة للأصل للموسم الحالي.
الغرافة.. للطموح حدود
أدى الغرافة، بشهادة المختصين، مباريات جيدة رغم انهزامه لكن الاتفاق على أن مباراته ضد قطر هي الأفضل حيث كان أقرب إلى الفوز واضطر منافسه إلى الشوط الحاسم الذي انتهى بفارق نقطتين فقط ويقول بعض الملاحظين إن أخطاء تحكيمية بسيطة في الشوط الرابع من المباراة هي التي قضت على آمال الغرافة في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل أمام قطر لكن الأخطاء التحكيمية من بين ظروف اللعبة التي يجب التوافق معها.
أدى الغرافة ما عليه وطمح إلى تقديم الأفضل لكن للطموح حدود وليس بالإمكان أفضل مما كان لكن على العموم يملك الغرافة مقومات تشكيل فريق قوي ينافس من موقع قوة في دوري الدرجة الأولى للموسم القادم من أجل تحقيق الصعود إلى الدوري الممتاز وهي المهمة التي فشل فيها خلال الموسم الحالي لكن على الجهاز الإداري للغرافة العمل على تقوية الفريق أكثر وتدعيمه بمحترفين يعطونه الإضافة اللازمة ويطورون من مستواه أكثر خاصة أن المجموعة الحالية تملك الإرادة والإصرار والروح القتالية التي ظهرت في بطولة كأس الأمير.