«ساكسو بنك»: «أوبك» تثير القلق في أسواق النفط

alarab
اقتصاد 14 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - العرب
أكد التقرير الاقتصادي الصادر عن ساكسو بنك عن آخر مستجدات سوق السلع ارتفاع مؤشر «رويترز جيفريز سي آر بي» الذي يقيس أداء السلع مستعيدا %50 من خسائره خلال شهر مايو الماضي. وكانت المكاسب واسعة النطاق وشملت قطاعات مختلفة، بينما شملت الخسائر في المقام الأول الحبوب، بخلاف الذرة. وأشار التقرير إلى أن فشل أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في التوصل إلى اتفاقية تتعلق بكيفية التعامل مع ارتفاع أسعار النفط يثير القلق في أسواق النفط الذي يحمل في طياته تهديدا لاستقرار الانتعاش الاقتصادي. وقال إن التوقعات القريبة الأمد للطلب أحدثت انقساما بين جبهتين، فهناك توقعات تنذر المملكة العربية السعودية بعجز يقدر بمليوني برميل يوميا خلال الربع الثالث، في حين أن الجبهة الأخرى التي تقودها إيران رأت أن الطلب على النفط سوف يتراجع نتيجة لضعف الاقتصاد الأميركي وعدد من الاقتصادات الأخرى، علما بأن إيران في حاجة إلى أسعار مرتفعة ولاسيما أنها تعمل فعليا بكامل طاقتها. وقال وزير سعودي: «إن هذا أحد أسوأ اجتماعات أوبك» مما أثار حالة من القلق في السوق مع ارتفاع سعر الخام نتيجة لتصريحاته هذه. يذكر أن أعضاء المنظمة اتفقوا على عقد الاجتماع المقبل في ديسمبر، لكن إذا استدعى الأمر، يحتمل انعقاد اجتماع طارئ في أي وقت قبل هذا الموعد. وأحدثت التقديرات المذكورة أعلاه بشأن التوقعات عجزا بلغ مليوني برميل يوميا خلال الربع الثالث من العام نوعا من الانزعاج في وكالة الطاقة الدولية، وزادت من التوقعات قيام حكومات بالإفراج عن احتياطيات استراتيجية. ووفقا لمنظور السوق، يمكن النظر إلى هذا التحرك على أنه بمثابة أحد التدابير اليائسة التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية دون أن تحقق التأثير المطلوب، وذلك استنادا إلى الطبيعة التطلعية للسوق. وقال «ساكسو بنك» في تقريره إنه من الواضح الآن أنه رغم استمرار حالة «الغموض» بشأن الإمدادات، ولاسيما مع الأحداث الجارية في ليبيا، ستتحول أنظار التجار نحو الطلب على مدار الأشهر المقبلة للتأكد من نوع التأثير الذي يحدثه الاتجاه الهبوطي الحالي في النشاط الاقتصادي على الطلب. فقد ارتفع سعر خام برنت إلى أدنى حد له على النطاق السابق بالمراوحة بين 120 و125 دولارا أميركيا. وارتفع سقف خام غرب تكساس الوسيط 18 دولارا مع بقاء خام غرب تكساس الوسيط عالقا قرب 100 دولار للبرميل نتيجة توقعات بزيادة إمدادات كوشينج «مركز تسليم النفط المتداول في نيويورك»، مما جعل السعر يتراوح تحت ضغط نسبي. ويبرز أيضا ضغط الطلب على الخام عالي الجودة، فإنتاج ليبيا توقف بعد أن كان يقدر بنحو 1.4 مليون برميل يوميا من الخام الخفيف والخام الخالي من الكبريت، وزاد من معدلات الطلب على الكميات المحدودة من خام برنت. ومن ثم فإن المصافي تتنافس على إمدادات محدودة، فنفط الشرق الأوسط منخفض الجودة وأكثر تكلفة عند تكريره لاستخلاص المنتجات المطلوبة بشدة مثل الجازولين. ومصدر الانزعاج على الأمد القريب سيكون التساؤل إن كانت المملكة العربية السعودية ستصبح قادرة على رفع الإنتاج بقدر يكفي لتلبية الطلب الذي يبلغ ذروته في الصيف؟ وينصب التركيز الآن على مدى تأثير الركود الاقتصادي الأخير على ذروة الطلب هذه على مدار الأشهر المقبلة. وأشار تقرير ساكسو بنك إلى وجود دلائل على انتعاش الغاز الطبيعي من جديد، حيث انتعش سعر الغاز الطبيعي الأميركي مبديا بعض بوادر الحيوية، بعد أن ظل يتحرك في اتجاه واحد خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. فالوضع المكشوف المزمن لصناديق التحوط نتيجة لحالة «كونتانجو» (تحدث عندما تكون الأسعار المستقبلية الآجلة أعلى من الأسعار الفورية) بدأ في التضاؤل خلال الأسابيع الأخيرة. وتضافرت عوامل عدة لإحداث انخفاض في مستويات التخزين دون المعدلات الفصلية مثل ارتفاع حرارة الطقس مؤخرا عقب شتاء قارس، جنبا إلى جنب مع زيادة أعطال محطات الطاقة النووية وارتفاع الطلب الصناعي، لكن السوق عالقة حاليا في نطاق 4 و5 دولارات مع توقعات بأن يضيف فصل الأعاصير عاملا جديدا إلى المعادلة.