شركات التطوير العقاري تتدفق على مكة لاستغلال نمو زوارها
اقتصاد
14 يونيو 2011 , 12:00ص
الرياض - رويترز
أثبتت مدينة مكة المكرمة أنها حالة استثنائية في سوق العقارات التي تعاني أزمة بالشرق الأوسط, إذ يتدفق المزيد من الراغبين في أداء شعائر الحج والعمرة على المدينة ليذكوا طفرة في بناء الفنادق.
ويشهد أكثر من 2.5 مليون حاج يتدفقون على مكة سنويا لأداء فريضة الحج تحول المدينة في ظل الفنادق الفخمة والمباني السكنية الشاهقة والرافعات التي تطل الآن على المسجد الحرام.
يقول شجاع زيدي نائب رئيس إدارة المشروعات والمدير العام لفندق وأبراج مكة هيلتون «مكة الآن في أوجها».
وظهرت غابة من المباني الشاهقة بجوار الحرم المكي بنتها شركة جبل عمر للتطوير وتكلفتها أكثر من 5.5 مليار دولار, حيث سيفتتح هيلتون وغيره 26 فندقا جديدا لتضاف إلى المدينة 13 ألف حجرة أخرى.
وقال زيدي: «لا شك أن هذه الغرف ستكون مشغولة بالكامل.. مجرد نمو السكان المسلمين
يبرر التوسع».
ويدخل أكثر من ستة ملايين زائر السعودية لأداء الحج والعمرة كل عام.
ويقول البنك السعودي الفرنسي إن إنفاق الحكومة وشركات التطوير العقاري في مكة والمدينة يقدر بنحو 120 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة وفي الوقت الحالي تجري مشاريع بتكلفة 20 مليار دولار في مكة وحدها.
وأعلنت شركة ماريوت إنترناشيونال وشركة حياة إنترناشيونال عن اعتزامهما إدارة وتشغيل فنادق تبنيها شركة جبل عمر.
ومن المتوقع أن يعزز هذا قدرة مكة على استقبال الحجاج والمعتمرين بنسبة %50 على الأقل على مدى السنوات العشر المقبلة.
وتعتبر السعودية أن من واجبها إفساح المجال للمزيد من المسلمين لزيارة مكة المكرمة, وتدعم المملكة مسعى لتطوير وتوسعة المدينة رغم تذمر المنتقدين.
يقول سامي عنقاوي الخبير بشأن مكة والمدينة المقيم في جدة: «هذا تناقض تام مع طبيعة مكة وقدسية بيت الله». وأضاف: «كلتاهما (مكة والمدينة) شبه مكتملتين من الناحية التاريخية. لا يمكن أن تتجول في منطقة مركزية ولا تجد أي شيء سوى ناطحات السحاب».
ويعلو برج ساعة مكة الملكي وهو الأكبر من نوعه في العالم فندقا شاهقا يواجه الكعبة.
وكانت مكة تقليديا توفر إقامة من دون خدمة للزائرين مثل حجرات صغيرة مزودة بالمرافق الأساسية للاغتسال والراحة. وكانوا يعتبرون مقيمين مؤقتا لفترات قصيرة, بل إن بعضهم مكثوا في منازل خاصة بمكة مقابل أجر يسير.
لكن كل هذا تغير على مدى السنوات القليلة الماضية بعد أن دخلت شركات تشغيل الفنادق الدولية والإقليمية إلى مكة.
وأصبحت الفنادق الفخمة الشهيرة التي تقدم الخدمة على مدار 24 ساعة متوفرة للسائحين والحجاج والمعتمرين.
ويزعم خبراء عقاريون أن سعر المتر المربع في المنطقة التجارية القريبة من الحرم يمكن أن يصل إلى 100 ألف دولار مما يجعلها من أغلى, إن لم تكن الأغلى على مستوى العالم.
بالمقارنة فإن أغلى شارع في العالم والذي يقال إنه شارع في إمارة موناكو يقدر سعر القدم المربعة فيه بمبلغ 180 ألف دولار.
وتحرص شركتا إعمار وداماك للتنمية العقارية وهما من دبي فضلا عن مؤسستي أرابتك ودريك آند سكل للمقاولات على دخول السوق السعودية.
وترى تلك الشركات فضلا عن منافسين من قطر والكويت ومصر أن النجاح في مكة يمكن أن يعطيها أفضلية لدخول السوق السعودية الأوسع التي تعاني نقصا حادا في المساكن بسبب التزايد في عدد سكان المملكة.
ويقدر البنك السعودي الفرنسي أن شركات التطوير العقاري الخاصة والعامة تحتاج إلى بناء نحو 275 منزلا في العام حتى عام 2015 لتلبية احتياجات البلاد لنحو 1.65 مليون منزل جديد.
وقالت زينة الطبري المديرة التنفيذية لشؤون شركة دريك آند سكل: «أكبر كم من عقودنا غير المنفذة وتمثل نحو %50 هو ما يصل إلى 7.5 مليار درهم (2 مليار دولار) في السعودية».
وأضافت: «نقدم عطاءات للكثير من المشاريع في جبل عمر وحول منطقة مكة, نتوقع صعودا هائلا في السعودية».
وتستضيف الحكومة السعودية في وقت لاحق هذا الشهر تجمعا للمسؤولين وشركات التطوير العقاري في قمة تعقد بشأن التوسع السريع للمدينة.