دشنت وزارة البيئة والتغير المناخي أول كتاب كتالوج عالمي لـ قرش الحوت في قطر ومنطقة الخليج العربي، وقال الدكتور إبراهيم عبداللطيف المسلماني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الحماية والمحميات الطبيعية إن إصدار الكتاب يمثل إنجازًا وطنيًا وعلميًا غير مسبوق، ويعد أول مرجع توثيقي شامل لقرش الحوت في المنطقة، وهو من الأنواع البحرية المهددة بالانقراض والمدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة. وأوضح أن الكتاب يوثق بيانات أكثر من 330 قرش حوت تم التعرف عليها في المياه الإقليمية لدولة قطر، بين عامي 2022 و2023، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة شملت التصوير تحت الماء والتصوير الجوي عبر الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى قياسات دقيقة لأطوال وأوزان القروش، وتحليل الأنماط الجلدية والندوب الظاهرة.
وأشار إلى أن نتائج الرصد أظهرت ارتفاعًا في نسب الإصابات الظاهرة على القروش، حيث بلغت 15 بالمئة في عام 2022 وارتفعت إلى أكثر من 50 بالمئة في عام 2023، ما يستدعي تكثيف جهود الحماية واتخاذ تدابير استباقية لضمان سلامة هذه الكائنات.
وأكد الدكتور المسلماني أن الوزارة تهدف من خلال هذا الكتاب إلى تعزيز الوعي البيئي، وتوفير قاعدة بيانات علمية محدثة تدعم جهود البحث العلمي والمبادرات الإقليمية والدولية المعنية بالحفاظ على قرش الحوت، مشيرًا إلى أن الكتاب يدعم كذلك رؤية الوزارة في بناء منظومة بيئية بحرية مستدامة تقوم على المراقبة والتوثيق العلمي.
ونوه بأن قرش الحوت يعد من أكبر أنواع الأسماك في العالم، وتحتضن المياه القطرية أحد أكبر تجمعاته عالميًا، حيث تتوافد هذه الأسماك إلى سواحل الدولة في منتصف أبريل حتى نهاية سبتمبر، وأحيانًا حتى منتصف أكتوبر، قبل أن تهاجر إلى أعماق تصل إلى 50 مترًا، لتستقر في مناطق ذات درجات حرارة معتدلة تقارب 22 درجة مئوية. ولفت إلى أن الوزارة تنظم بشكل دوري زيارات بحثية ميدانية إلى المناطق الشمالية من المياه الإقليمية للدولة، التي تشهد تواجد هذا النوع من القروش، ضمن برنامج الرصد البيئي وجمع البيانات بهدف دراسة سلوكها وفهم خصائصها البيئية وتطوير استراتيجيات فعالة لحمايتها.
 ووجه وكيل الوزارة المساعد لشؤون الحماية والمحميات الطبيعية الشكر إلى الفريق العلمي والفني الذي أشرف على إعداد الكتاب، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون الإقليمي في مجال حماية الكائنات البحرية المهددة، وتبادل الخبرات للدعم جهود التنمية البيئية المستدامة في المنطقة.
ويعد هذا الإصدار مساهمة عملية مهمة في مجال التوثيق البيئي، حيث يركز على أحد الأنواع البحرية الفريدة ويعكس التزام الدولة بحماية التنوع البيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية في قطر ومنطقة الخليج العربي.
ويهدف الكتاب إلى تقديم مرجع علمي موثوق يحتوي على معلومات محدثة عن أسماك قرش الحوت، وتصنيفها البيولوجي وتقييم أوضاعها البيئية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في بيئتها الطبيعية، كما يؤكد على أهميتها كأحد الركائز الأساسية لتوازن النظام البيئي البحري، لا سيما مع إدراجه ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.