التباعد «سيد الموقف».. «العرب» ترصد: احتفالات العيد بلا تجمعات ولا تنزهات

alarab
محليات 14 مايو 2021 , 12:18ص
يوسف بوزية

د. جاسم فخرو: تجنب الزيارات والمناسبات العائلية ضرورة للحد من الوباء

عبدالله محمد: منصّات «التواصل» تنقل التهاني بين الأقارب والأصدقاء

جزليان جافتر: إدراك متزايد بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية

للعام الثاني على التوالي، يطل عيد الفطر المبارك في ظروف ومرحلة استثنائية يواجهها أبناء المجتمع، عنوانها الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية من الجميع لضمان سلامة الجميع، والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، حيث بات قضاء العيد في المنزل خياراً طبيعياً للعديد من الأفراد والعوائل، مع استمرار القيود المفروضة في الدولة للحد من تفشي الجائحة، وما تتضمنه من إجراءات احترازية، متمثلة بالحظر والتباعد الاجتماعي.

في هذا الإطار، أكد عدد من المواطنين والمقيمين، أن جدول العيد يقتصر على قضاء الوقت بين الأهل وأفراد العائلة، مع تجنب التجمعات الكبيرة في المنزل، حيث يعد الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الأعياد اختباراً لوعي المجتمع، ومدى التزام الأفراد بهذه الإجراءات، للدفع نحو تقديم موعد رفع القيود التدريجي المفروض جرَّاء جائحة فيروس كورونا من 28 الجاري إلى 23 يوليو المقبل، وهو قرار مقرون بمؤشر عدد الإصابات الذي سيتم رصده خلال وبعد عيد الفطر.
وأكد جابر المري أن الوعي بأهمية الإجراءات الاحترازية أصبح سمة رئيسية لدى غالبية أفراد المجتمع، للحد من انتشار ذلك الفيروس والقضاء عليه، وعودة الحياة إلى سابق عهدها في أقرب وقت.
وقال إن التهاون في الاشتراطات الاحترازية، بما فيها التباعد الجسدي، ولبس الكمامة خلال المناسبات الاجتماعية، أدى في أوقات سابقة إلى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو ما تسبب في إصابة عائلات بأكملها ورفع المعدل اليومي، وبالتالي إعادة فرض القيود، وهو ما يحتم على الجميع توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، خلال عيد الفطر المبارك، والمناسبات العامة، وتجنب الزيارات والتجمعات العائلية.

الزيارات العائلية
من جهته، أشار المواطن ناصر اليافعي إلى أن فترة الأعياد تتطلب مزيداً من الالتزام بالإجراءات الوقائية، وتوفير أكبر قدرٍ ممكن من الحماية لأفراد المجتمع، وخاصة لفئات كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال، الذين ننصح بابتعادهم عن كل أشكال التجمعات المرتبطة بالأعياد، مثل الزيارات العائلية والتسوق، وغيرها من الأنشطة التي قد تحمل خطر إصابتهم بالفيروس. 
كما أن هناك طرقاً لتجنب التجمعات، وهي تجنب الزيارات والتجمعات العائلية، واقتصارها فقط على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن في المنزل نفسه، مع الحرص على ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الجسدي أثناء الجلوس مع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وتقديم التهاني والتبريكات في العيد للأقارب والأصدقاء عبر قنوات التواصل الإلكترونية، وعدم تبادل الهدايا والأطعمة بين الجيران، والامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف، وتداولها بين الأفراد، خلال هذه الفترة، واستخدام البدائل الإلكترونية لذلك.

تواصل اجتماعي
وأوضح المهندس محمد عبدالله أن الإجراءات في هذه السنة تماثل السنة الماضية، حيث يتم التواصل مع الأصدقاء عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، ويقتصر الاحتفال بالعيد على أفراد العائلة نفسها من دون زيارات، امتثالاً للإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الجهات المعنية، حيث إن تشديد الإجراءات من قبل الجهات المعنية جاء لتفادي زيادة الحالات، والإبلاغ عن التجمعات غير المرخصة، للحفاظ على صحة الجميع، وعدم نشر مرض «كورونا» بين أفراد المجتمع. 
وأشار إلى اعتياد المجتمع على استخدام البدائل أثناء فترة البقاء في المنزل، والاستعانة بالخدمات التقنية والتطبيقات الإلكترونية، وحتى الشراء عن بعد، والتدريب أو العمل عن بعد، خلال الفترة الماضية، جعل فكرة التعايش مع فرحة العيد في البيت في ظل الظروف الحالية أمراً اعتيادياً، مضيفاً أن هناك الكثير من البدائل التي ثبت فاعليتها، وتستند إلى وعي المواطن والمقيم ودعمهم والتزامهم بجميع الإجراءات المتخذة للمحافظة على الصحة وسلامة المجتمع، والإسهام في نجاح جهود ومهام الجهات الصحية والأمنية للحدّ من تفشّي جائحة كورونا.

التسوق والمجمعات
كما رصدت «العرب» انطباعات عدد من الزوار الأجانب عن أجواء العيد، ووجهات السياحة في قطر، حيث أشادوا بالتقاليد القطرية التي تمنح الزائر الشعور بحسن الضيافة في جميع تنقلاته داخل الدوحة وخارجها، وقال تيري، الهولندى المتواجد بالدوحة للمرة الثالثة مع أسرته، بأنه قصدها مرتين في فصل الشتاء، بالتزامن مع إجازته وعطلة زوجته وابنته. 
ونوّه بالتزام جميع مراكز التسوق والمتاجر والوجهات بقواعد الصحة والسلامة الضرورية، مثل إجراءات التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات في جميع الأوقات، حرصاً على سلامة جميع الضيوف.
وأضاف: تجذبني المنتجات العربية، مثل القهوة والعطور والبهارات والعسل والتمور، تلك المنتجات لا يمكن أن يفوتني اقتناؤها في حقيبة العودة، كما نميل لشراء الملابس من ماركات عالمية لاستثمار التخفيضات، ونقضي أوقاتاً جميلة في التنقل من مكان لآخر، ونفكر بركوب اليخوت لقضاء جولة بحرية في جزيرة البنانا.

الوعي المجتمعي
وقال جوليان جافتر، من أستراليا الذي كان يتجول في سوق واقف، إن المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن السوق أعجبته كثيراً، موضحاً أنه ينجذب إلى البلدان التي يختلف مناخها عن بلاده، بما فيها دول الخليج العربي، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف إلى أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قرأه في الصحف، ولمسه على أرض الواقع، كما أشاد بمستوى الوعي العام في قطر بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، فيما قال زميله دانيش إن المقاهي الشعبية المكشوفة والمحال التراثية المتجاورة في سوق واقف تجذبه بساطتها، رغم إغراءات المولات الكبيرة، ومقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في الدوحة.
وأعرب جافتر عن سعادته بما رآه من حسن المعاملة من الشعب القطري في الكثير من الأماكن التي ذهب لها، حيث «ذهبت للعديد من الأماكن ووجدت شعباً طيباً وودوداً، يتعامل بكل لطف معنا، وهو انطباع جيد للغاية من بداية دخولنا المطار».
وأضاف إن المناطق الصحراوية في قطر تستهوي الكثير من الجنسيات الأخرى؛ ولذلك يجب استغلال هذه الأماكن بشكل جيد خلال الفترة المقبلة لجذب المزيد من السياح، مع توافر الأمن والأمان الذي تنعم به دولة قطر. 

مفهوم التباعد
إلى ذلك، شددت كوادر طبية من وزارة الصحة العامة ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية المقررة من وزارة الصحة العامة خلال إجازة عيد الفطر، التي تعتبر ركيزة أساسية لكسر سلسلة وباء فيروس كورونا «كوفيد - 19»، تجنباً لارتفاع عدد الإصابات واستمرار الإغلاقات.
وقال الدكتور جاسم فخرو إن مفهوم التباعد الاجتماعي في المناسبات العامة أو الخاصة لا يعني مجرد ترك مسافة بين الأفراد وإنما يُقصد به أن نتجرد من أي أنواع المخالطة، وليس مجرد ترك المسافة، منوهاً بضرورة التزام الجميع بالإجراءات والتعليمات الخاصة، وتجنب الزيارات والتجمعات العائلية، واقتصارها فقط على أفراد العائلة الواحدة التي تسكن في نفس المنزل، مع الحرص على ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الجسدي أثناء الجلوس مع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

دوريات لمنع التجمعات
إلى ذلك، ساهمت الخطة الوقائية التي أعلنتها خلية احتراز بمركز القيادة الوطني في ضمان التزام الجمهور بالإجراءات الاحترازية ومنع التجمعات في الأماكن العامة خلال اليوم الأول من إجازة عيد الفطر المبارك، وأشار المقدم مسعود جمعان القحطاني رئيس خلية احتراز بمركز القيادة الوطني إلى تكثيف الدوريات بما فيها الدوريات الراجلة في المجمعات التجارية والأماكن العامة، لضمان المصلحة العامة، مشيداً بمستوى الوعي العام لدى الجمهور بالتقيد بالإجراءات الاحترازية الخاصة بالحدّ من انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19» في المجتمع، وهو ما أدى إلى انخفاض أعداد الإصابات، مشدداً على أن الاستمرارية في تطبيق الإجراءات الاحترازية يسهم بشكل أكبر في تجاوز هذه المرحلة والوصول إلى بر الأمان.
وحرصت وزارة الداخلية بكافة إداراتها على بذل جميع الجهود لدعم وزارة الصحة لمكافحة تفشي هذا الوباء، من خلال العديد من الإجراءات الفعالة، كما أن التجمعات لا تزال ممنوعة في الأماكن المغلقة، مع السماح فقط بتواجد 5 أشخاص في الأماكن المفتوحة حاصلين على اللقاح، والتأكد من تحميل تطبيق احتراز، وعدم تواجد أكثر من 4 أشخاص في المركبة باستثناء العائلات، من خلال اتباع هذه الإجراءات الاحترازية.
وتشمل خطة خلية احتراز بمركز القيادة الوطني خلال إجازة عيد الفطر المبارك انتشار الدوريات في جميع أماكن الدولة لمراقبة تطبيق الإجراءات الاحترازية، وهي تعمل على مدار الساعة، كما تم تخصيص رقم لخلية احتراز متاح للجمهور عبر الرقم 999.

رفع القيود
ويأمل العديد من المواطنين انخفاض المنحنى اليومي للإصابات لرفع القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا، والتي أعلنتها المجموعة الاستراتيجية للتصدي لوباء كورونا، وتتضمن 4 مراحل، مدة كل مرحلة منها 3 أسابيع تقريباً.
والمراحل الأربع تبدأ الأولى منها في 28 مايو، ثم المرحلة الثانية في 18 يونيو المقبل، فيما المرحلة الثالثة ستبدأ في 9 يوليو، وتختتم بالمرحلة الرابعة في 30 يوليو المقبل.
وتتعلق المراحل بالوجود في المساحات الخارجية، والشواطئ، والكورنيش، وقاعات الأفراح، والمناسبات، والرياضة، والتي تبدأ في المرحلة الأولى بالسماح بوجود مجموعات لا يتجاوز عددها 5 أشخاص، و10 أشخاص من الحاصلين على التطعيم.
أما في المرحلة الأخيرة فسوف يسمح لعدد أكبر من الأشخاص بالمشاركة في الفعاليات والتدريبات، والسماح بتأجير القوارب السياحية بنسبة 50% وبسعة 30%، مع أفضلية في كافة المراحل للأشخاص الذين حصلوا على التطعيم، بحيث يكون لهم العدد الأكبر في التجمع.

دعوة للالتزام
ودعت الجهات المعنية إلى ضرورة استمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة خلال أيام عيد الفطر المبارك، في ظل مخاوف من ارتفاع عدد الإصابات مثل العام السابق، مشددة على أن حزمة القيود التي تم فرضها في قطر خلال الفترة الماضية أثبتت نجاحها من حيث معدل الوفيات وأعداد الإصابات.
وتضمنت جهود المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس «كوفيد - 19» إنشاء وحدة بوزارة الصحة العامة لجدولة مواعيد التطعيم في مجال الخدمات الأساسية بهدف دعم عملية رفع القيود، على أن تقدم الوحدة الجديدة الدعم في تطعيم العاملين في مختلف الخدمات الأساسية في قطر.
وكان معدل الإصابات في قطر قد وصل إلى قرابة ألف إصابة يومياً خلال الشهر الماضي، مع ارتفاع عدد الوفيات يومياً، مما دفع البلاد إلى فرض قيود جديدة في نهاية مارس على اللقاءات والأنشطة التجارية، وغيرها لمواجهة الموجة الجديدة من وباء كورونا، ومع تطبيق هذه الإجراءات سرعان مع انخفض معدل الإصابات في البلاد حتى وصل دون 400 إصابة قبل أن يتراجع إلى 299 حالة إصابة أمس. 
وتمضي دولة قطر في خطة التطعيم ضد فيروس كورونا التي بدأتها قبل عدة أشهر، حيث تلقى ما يزيد عن 50% من المؤهلين للحصول على لقاح كورونا في قطر جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فيما تلقى أكثر من 80% من كبار السن في البلاد الجرعتين.