دول البلطيق تستعد لطلب آلاف الجنود من الحلف الأطلسي
حول العالم
14 مايو 2015 , 07:57م
أ.ف.ب
أعلنت ليتوانيا - الخميس - أن دول البلطيق ستطلب رسميا من حلف شمال الأطلسي نشر عدة آلاف من الجنود، قوة ردع في وجه روسيا، لكن الحلف لم يؤكد أنه سيقبل الطلب.
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في مدينة أنطاليا التركية، إنه كان يتوقع هذا الطلب، لكنه أكد أن الوقت مبكر جدا للموافقة عليه.
وقال المتحدث العسكري الليتواني الكابتن ميندوغاس نيمونتاس، لوكالة فرانس برس: "نحن نبحث عن وحدة عسكرية بحجم لواء، بحيث يصبح لكل دولة في البلطيق كتيبة عسكرية".
وأضاف أن قادة الجيوش الليتوانية واللاتفية والإستونية سيرسلون - قريبا - طلبا مشتركا إلى قائد الحلف الأطلسي الجنرال الأمريكي فيليب بريدلاف.
وأشار نيمومتاس إلى أن دول البلطيق كانت تبحث عن "قوات أطلسية دائمة بالتناوب، إجراءً ردعياً، نظرا إلى الوضع الأمني في المنطقة".
ورفض الإفصاح عن أرقام محددة، لكن العدد النموذجي للواء يمكن أن يكون حوالي ثلاثة آلاف جندي.
وأكدت وزارة الدفاع في لاتفيا هذه الخطوة، في بيان، الخميس، قائلة: "سيتم إرسال طلب مشترك، الأسبوع المقبل".
وقالت الوزارة إن القادة العسكريين في دول البلطيق الثلاث قرروا - مؤخرا - طلب "وجود عسكري دائم من الحلفاء بمستوى لواء، مع وحدات بمستوى كتيبة في كل بلد".
وأضاف البيان أن "وجود قوات الحلفاء شرط أساسي لأمن لاتفيا، في وقت لا تغيِّر فيه روسيا سياساتها حيال النزاع الأوكراني، وفي الوقت نفسه تظهر بكل قواها وجودها العسكري وإمكانياتها في منطقة بحر البلطيق".
وأشار ستولتنبرغ إلى أنه كان يتوقع إرسال طلب من دول البلطيق إلى الحلف الأطلسي.
وقال: "عندما نتسلم الرسالة سنقرأها بعناية، وسنجري تقييما للمقترحات التي تتضمنها"، مضيفا أنه "من المبكر جدا التعليق على رسالة لم أطلع عليها بعد".
لكن ستولتنبرغ أكد أن الحلف سبق أن اتخذ قرارات ستساعد في حماية دول البلطيق، مثل رفع مستوى المراقبة الجوية والوجود البحري.
وقال: "تركيزنا الأساسي الآن على تنفيذ القرارات التي اتخذناها سابقا".
وأفادت دول البلطيق وشمال أوروبا عن زيادة طفيفة في النشاط العسكري الروسي، في المنطقة، خلال العام الماضي. وتحليق الطائرات الحربية الروسية مع إطفاء أجهزة التردد يعرض الطيران المدني للخطر.
واتهمت ليتوانيا - الشهر الماضي - سفنا حربية روسية بتعطيل العمل على مشروع الربط الكهربائي تحت الماء مع السويد، الذي من شأنه أن يقلل من اعتمادها على الطاقة الروسية.
ومنذ العام الماضي نشرت الولايات المتحدة حوالي 600 جندي في دول البلطيق وبولندا، على أساس التناوب.
وقال مدير معهد العلاقات الدولية والعلوم السياسية في فيلنيوس رومانوس فيلبيسوكساس: "إذا فشل الأطلسي في التجاوب مع الطلب (نشر الجنود)، فإن الأمر سيعد إشارة محددة".
وأضاف لوكالة فرانس برس: "الجارة الكبيرة في الشرق (روسيا) ستراقب الآن كيف ستتصرف دول الحلف حيال الرسالة".
لكن بعض الحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي - مثل ألمانيا - كانوا متشككين حيال النشر الدائم للجنود، قائلين إنه قد يشكل خرقا لاتفاق عام 1997 بين الحلف وروسيا.
ويقول بعض الدبلوماسيين في الأطلسي إن الحلف يركز على قوة تدخل سريع جديدة، يمكن نشرها بسرعة للتعامل مع الأزمات في الجنوب أو الشرق، على حد سواء، بدلا من الانتشار الدائم.
وقال ستولتنبرغ: "نحن نناقش حاليا التوافق داخل الحلف". وأضاف: "لقد كنا دائما نتحمل مسؤولياتنا في الدفاع عن حلفائنا في مواجهة أي تهديد".
وأشار إلى أن قوة التدخل سريعة الانتشار "ستعزز دفاعات دول البلطيق بشكل أكثر سهولة".
وكانت جمهوريات البلطيق خاضعة للحكم السوفياتي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى عام 1991.
وتخشى هذه الدول الآن أن تحاول موسكو زعزعة استقرارها، لاختبار التزام حلف شمال الأطلسي باتفاقية الدفاع المشترك.