دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد ضحية جديدة للعنة البطل
رياضة
14 مايو 2015 , 06:28م
أ.ف.ب
منذ 25 عاما وعرش مسابقة دوري أبطال أوروبا يشهد تغييرا على متربعه: بتجريده من اللقب عقب سقوطه في فخ التعادل أمام ضيفه يوفنتوس الإيطالي (1-1)، أمس الأربعاء، في إياب دور الأربعة، بات ريال مدريد الإسباني ضحية جديدة للعنة البطل، وبات تتعين عليه إعادة حشد عزيمته للعودة إلى المنافسة بقوة، في الموسم المقبل.
بخروج النادي الملكي بالأمس يستمر عناد الاحتفاظ باللقب على حامله، منذ تتويج ميلان الإيطالي بالكأس عامي 1989 و1990، وهو إنجاز لم ينجح أي فريق في تحقيقه بالصيغة الجديدة للمسابقة القارية العريقة (منذ عام 1993).
في الموسم الماضي تُوج النادي الملكي باللقب العاشر في تاريخه، بمعجزة؛ بفضل هدف التعادل في الوقت القاتل لمدافعه سيرخيو راموس، مما فرض التمديد، بالتالي حسم ريال مدريد المباراة النهائية في صالحه على حساب جاره اللدود أتلتيكو مدريد (4-1).
لكن المعجزة غابت هذا الأربعاء على ستاد سانتياغو برنابيو؛ حيث عانى النادي الملكي هجوميا، وخرج خالي التوفيق من المسابقة، بالتالي من الموسم بأكمله، بعدما فقد لقبه بطلا للكأس المحلية وتخلفه بفارق 4 نقاط في الدوري المحلي عن غريمه التقليدي برشلونة صاحب الحظ الأوفر، لاستعادة اللقب المحلي.
وقال مدرب الملكي الإيطالي كارلو أنشيلوتي: "تنقصنا بعض الأشياء القليلة جدا، بعض التفاصيل، لم نحظ بالكثير من الحظ خلافا للعام الماضي".
كانت نسختان لريال مدريد هذا الموسم: الأولى مع لاعب وسطه الدولي الكرواتي لوكا مودريتش، التي كان فيها متألقا في الخريف، عندما حقق 22 فوزا متتاليا، والأخرى بدونه عندما غاب عن الملاعب بسبب الإصابة في الفترة بين نوفمبر ومارس الماضيين، قبل أن ينتكس مجددا في منتصف أبريل الماضي وينتهي موسمه.
وفي غياب لاعب وسطه - الذي لا يكل ولا يمل - فشل أي لاعب من دكة البدلاء في سد فراغ غيابه، ولم يقدم أي منهم الارتياح المطلوب، سواء أسيير يارامندي الذي ضمن النادي الملكي مقابل 39 مليون يورو عام 2013، أو البرازيلي لوكاس سيلفا المنضم حديثا، وفي فترة الانتقالات الشتوية مقابل 14 مليون يورو.
وأمام هذا العجز اضطر أنشيلوتي إلى الدفع بقطب دفاعه راموس في خط الوسط، لشغل مركز مودريتش إلى جانب الألماني طوني كروس وإيسكو، والكولومبي خاميس رودريغيز، وهو حل محيِّر من النادي صاحب الدخول الأعلى في العالم (أكثر من 500 مليون يورو)، ويدفعه - دون شك - إلى القيام بتعزيزات في فترة الانتقالات الصيفية، علما بأن لاعبا واعدا مثل الدولي الفرنسي بول بوغبا قد يكون أحد الأهداف المرصودة من طرفه.
وبعدما ألهب حماس جماهيره - العام الماضي - بتتويجه باللقب العاشر في المسابقة الأم، خيب النادي الملكي الآمال في العام 2015.
الأكيد أن "البيت الأبيض" سينهي الموسم بلقبين؛ هما الكأس السوبر الأوروبية التي تُوج بها في أغسطس الماضي، ومونديال الأندية في ديسمبر. لكن ذلك يبدو غير كاف في نادٍ كان يطمح إلى لقب الدوري المحلي واللقب الحادي عشر قاريا.
بعض اللاعبين واجهوا غضبا من بعض الجماهير في سانتياغو برنابيو، ويجب معرفة ما إذا كان ذلك إعلانا على نهاية مستقبلهم مع الميرينغي أم لا.
القائد إيكر كاسياس (33 عاما) لم يعد ملكا مثلما كان في السابق، ونال مصيره من انتقادات وصافرات استهجان الجماهير، برغم أنه كان متألقا أمس الأربعاء.
لكن التساؤل الأكبر يتعلق بصفةٍ خاصةٍ بالويلزي غاريث بايل، الذي ضمن النادي الملكي مقابل 100 مليون يورو عام 2013، الذي لم يقدم الموسم المنتظر منه، ولم يكن عند حسن التطلعات، فوكيل أعماله - الذي اتهم لاعبي النادي الملكي بعدم تمرير الكرات كثيرا إليه - فشل في تحسين صورة موكله.
باختصار، سيكون الصيف ساخنا في كواليس ريال مدريد، حيث كثيرا ما تستخدم الصفقات "الغالاكتيكية" في تعويض الخيبات الرياضية.