زيارة الرئيس السيسي تُؤسس لشراكة إستراتيجية طويلة.. السفير المصري لـ العرب: قضايا حيوية تتعلق بالاستقرار الإقليمي تجمع قطر ومصر

alarab
المزيد 14 أبريل 2025 , 01:24ص
هشام يس - حسين الرشيدي

سعادة عمرو الشربيني: الزيارة تعكس حرص البلدين على تعزيز التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية
مصر من أكثر الأسواق الواعدة بالمنطقة مما يجعلها مقصداً للاستثمارات القطرية
 التنامي والزخم الذي تشهده علاقات البلدين شهد تطوراً في الإطار التعاقدي منذ 2022
الجالية المصرية نموذج مشرف من خلال التزامها وكفاءتها وإسهاماتها الإيجابية

 

أكد سعادة السيد عمرو الشربيني سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة أن زيارة فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى قطر، تعكس حرص قيادة البلدين على تعزيز التنسيق والتشاور المستمر لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية لدعم استقرار المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمى خاصة فى ظل الأزمات التى تمر بها المنطقة.
وأوضح خلال حوار مع «العرب» أن قطر ومصر تشتركان فى العديد من القضايا المهمة التى تتعلق بالاستقرار الإقليمى حيث يسعى الطرفان إلى دعم العمل العربى المشترك وتعزيز التعاون فى مجالات الأمن والتجارة والتنمية المستدامة، لافتا إلى التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب الذى يعد أحد المحاور الأساسية فى التنسيق الثنائى من خلال تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة فى مجال مكافحة الإرهاب ودعم جهود تحقيق الاستقرار فى مناطق النزاع. وأشار إلى أن الزيارة بمثابة خطوة مهمة نحو تأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.
ونوه إلى أنها تفتح المجال أمام تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال تكثيف الاستثمارات المتبادلة فى عدة مجالات حيوية أبرزها الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة والصناعات التحويلية والزراعة.
وأضاف أن مصر تشهد نهضة اقتصادية مهمة وتعد واحدة من أكثر الأسواق الواعدة فى منطقة الشرق الأوسط مما يجعلها مقصداً رئيسياً للاستثمارات القطرية خاصة فى مشروعات البنية التحتية العملاقة والمناطق الصناعية بالإضافة إلى قطاع الطاقة المتجددة الذى يشهد تطوراً سريعاً فى مصر حيث توفر هذه المشاريع بيئة استثمارية متميزة.
وأكد سعادته أن القيادة السياسية تضع أبناء مصر في الخارج على رأس أولوياتها، وتحرص على التواصل الدائم معهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتذليل أي عقبات قد تواجههم، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لدعم المصريين بالخارج وتعزيز انتمائهم لوطنهم الأم. وهذا نص الحوار:

 في البداية هل تحدثنا عن طبيعة العلاقات الحالية بين قطر ومصر؟
¶ تشهد العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقة تطوراً غير مسبوق فى مختلف المجالات فى ظل الإرادة السياسية القوية والحرص المشترك من قيادتى البلدين على دفع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة. وتأتى الزيارة الحالية لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية والتى تعد ثالث زيارة إلى دولة قطر الشقيقة بمثابة خطوة مهمة نحو تأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.
فعلى مدار الثلاثة أعوام الماضية شهدت العلاقات المصرية القطرية نقلة نوعية ومزيداً من التقارب والتى بدأت بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر الشقيقة إلى القاهرة فى يونيو 2022 تلتها زيارة فخامة السيد رئيس الجمهورية إلى الدوحة فى سبتمبر ثم مشاركة سيادته فى افتتاح كأس العالم لكرة القدم فى نوفمبر 2022، وشهد الثلث الأول من 2023 زيارة قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء إلى قطر فى نهاية فبراير 2023.
¶ واستمر التنامى فى العلاقات وتحقيق مزيد من التقارب بين مصر وقطر حيث شهد الثلث الأول من 2024 انعقاد اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة المصرية القطرية فى الدوحة، تلاها فى يوليو 2024 زيارة السيد وزير الخارجية إلى الدوحة ولقاء سيادته مع حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة، وخلال الثلث الأخير قام معالى الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة بزيارة إلى القاهرة التقى خلالها مع فخامة السيد رئيس الجمهورية، أعقبها مشاركة السيد رئيس مجلس الوزراء نيابة عن السيد رئيس الجمهورية فى «منتدى الدوحة» فى الفترة من 7-8 ديسمبر 2024. وفى بداية عام 2025 التقى معالى السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء مع معالى رئيس وزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس بالإضافة إلى تبادل الزيارات على مستوى كبار المسئولين فى البلدين خلال الفترة الماضية لتعزيز العلاقات الثنائية.
¶ كما صاحب التنامى والزخم الذى تشهده علاقات البلدين تطوراً فى الإطار التعاقدى منذ 2022 وحتى الآن خاصة خلال زيارة فخامة السيد رئيس الجمهورية إلى الدوحة فى سبتمبر 2022 حيث تم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم للتعاون الثنائى، كما تم خلال زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء فى فبراير 2023 التوقيع على اتفاقية ثنائية لمنع الإزدواج الضريبى باعتبارها أحد المحاور الجاذبة للاستثمارت القطرية بالإضافة إلى ثلاث مذكرات تفاهم بين وزارة الصحة والقطاع الخاص القطرى. وخلال انعقاد أعمال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بالدوحة فى مارس 2024 تم التوقيع على 6 وثائق تشمل مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية.

الطاقة المتجددة
 وماذا عن التعاون الاقتصادى بين البلدين؟
¶ على الصعيد الاقتصادى، تفتح الزيارة المجال أمام تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال تكثيف الاستثمارات المتبادلة فى عدة مجالات حيوية أبرزها الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة والصناعات التحويلية والزراعة أخذاً فى الاعتبار أن مصر تشهد نهضة اقتصادية مهمة وتعد واحدة من أكثر الأسواق الواعدة فى منطقة الشرق الأوسط مما يجعلها مقصداً رئيسياً للاستثمارات القطرية، خاصة فى مشروعات البنية التحتية العملاقة والمناطق الصناعية بالإضافة إلى قطاع الطاقة المتجددة الذى يشهد تطوراً سريعاً فى مصر حيث توفر هذه المشاريع توفر بيئة استثمارية متميزة.
وفيما يتعلق بالتبادل التجارى، هناك تعاون مستمر بين الجانبين لتعزيز التبادل التجارى وتشير احصاءات البلدين إلى الزيادة المتنامية فى حجم التجارة البينية، حيث وصل حجم التبادل التجارى بنهاية عام 2024 إلى حوالى 205 ملايين دولار، كما تعد قطر شريكاً استثمارياً محورياً فى مصر حيث تساهم فى العديد من المشاريع الكبرى التى تساهم فى خلق فرص عمل وتحقيق التنمية المستدامة.
فقد شكلت وتيرة تبادل الزيارات بين البلدين منذ 2022 حافزاً لتشجيع التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين مصر وقطر، وجاء انعقاد المنتدى الاقتصادى الاستثمارى القطرى فى نوفمبر 2023 بالقاهرة بمشاركة سعادة وزير التجارة والصناعة القطرى ونخبة من رجال الأعمال القطريين ممثلين لقطاعات استثمارية عدة شملت القطاع العقارى والسياحى والزراعى والتجارى، بالإضافة إلى وتيرة تبادل الزيارات خلال عام 2024 تتويجاً للتطور الذى تشهده العلاقات الثنائية وإشارة مهمة للتقارب فى المجال الاقتصادى وحافزاً لتشجيع الاستثمارات القطرية على التوجه نحو مصر والتعريف بالفرص المتاحة والحوافز الاستثمارية والضمانات المقدمة للمستثمرين الأجانب.

القوة الناعمة
ما هو أثر التعاون الثقافى على العلاقات المصرية القطرية؟
¶ يُعد التعاون الثقافى أحد أبرز مجالات القوة الناعمة وركيزة مهمة فى دعم وتطوير العلاقات بين شعبى البلدين بما يتجاوز الأبعاد السياسية والاقتصادية، حيث شهد الأسبوع الثقافى المصرى فى الدوحة فى الفترة من ٢٨ إلى ٣١ يناير ٢٠٢٥ نجاحاً استثنائياً على كافة الأصعدة سواء من حيث الإعداد والتنظيم أو الاقبال الجماهيرى من الجاليات العربية والجمهور القطرى كما شهد مشاركة نخبة من الفنانين والحرفيين المصريين فى فعاليات متنوعة، وحضورا جماهيريا كبيرا وصل إلى حوالى ٢٥ ألف زائر يومياً حسب إحصاءات وزارة الثقافة القطرية وأحدث صدى دبلوماسياً إيجابياً عكس الزخم فى علاقات البلدين.

ما هو تقييمكم للجالية المصرية في الدوحة ودورها في تعزيز العلاقات بين البلدين؟
¶ إن الجالية المصرية المقيمة في دولة قطر، تُعد محل تقدير واعتزاز لمصر، حيث أنها تمثل نموذجًا مشرفًا للمواطن المصري في الخارج من خلال التزامها وكفاءتها وإسهاماتها الإيجابية في مختلف مجالات العمل والإنتاج داخل المجتمع القطري، فهي بمثابة ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتُسهم بفاعلية في مد جسور التواصل الثقافي والاجتماعي، فضلًا عن دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحويلاتها، وتفاعلها الإيجابي مع قضايا الوطن.
- والقيادة السياسية تضع أبناء مصر في الخارج على رأس أولوياتها، وتحرص على التواصل الدائم معهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتذليل أي عقبات قد تواجههم، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لدعم المصريين بالخارج وتعزيز انتمائهم لوطنهم الأم.

ما هو انعكاس التعاون بين البلدين على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؟
¶ تعكس الزيارة الرئاسية حرص قيادة البلدين على تعزيز التنسيق والتشاور المستمر لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية لدعم استقرار المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمى خاصة فى ظل الأزمات التى تمر بها المنطقة، فمصر وقطر تشتركان فى العديد من القضايا المهمة التى تتعلق بالاستقرار الإقليمى حيث يسعى الطرفان إلى دعم العمل العربى المشترك وتعزيز التعاون فى مجالات الأمن والتجارة والتنمية المستدامة. وكذلك التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب الذى يعد أحد المحاور الأساسية فى التنسيق الثنائى من خلال تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة فى مجال مكافحة الإرهاب ودعم جهود تحقيق الاستقرار فى مناطق النزاع.