اختتمت مساء أمس ( السبت ) فعاليات كتارا في عيد الفطر المبارك التي نظمتها المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في الفترة من 10 وحتى 13 ابريل الجاري، وتضمنت باقة ثرية ومتنوعة من الفعاليات الثقافية والأنشطة الترفيهية والفنية، وعروض الألعاب النارية، وذلك وسط نجاح فني وجماهيري باهر.
وحفل اليوم الختامي بالعديد من الفقرات المتنوعة، حيث قدمت العرضة القطرية آخر عروضها ولوحاتها الفنية المستوحاة من التراث القطري، وسط مشاركة مميزة من الأطفال الذين أدوا رقصات العرضة وهم يحملون السيوف، فيما استخدم افراد الفرقة الطبول والدفوف بصفوف متراصة وهم يرددون الأناشيد والأهازيج الحماسية التي يتخللها قصائد المديح والفخر وتبعث على التضحية والفداء، وذلك في مشهد جميل يرسخ هذا الموروث العريق ويبقيه حاضرا في ذاكرة الأبناء.
كما حظيت العروض الختامية لفرقة موسيقى الشرطة بإعجاب الجمهور لما تضمنته من فقرات موسيقية مميزة اداها أعضاء الفرقة التي عزفت على مختلف الآلات الموسيقية مستمدة ألحانها من الفن المعاصر الممزوج بالموروث القطري العريق. 
 
الرسم الحر
 من جهة أخرى، وضع نحو 12 فنانة وفنانا تشكيليا، لمساتهم الأخيرة على لوحاتهم وجدارياتهم الفنية ضمن فعالية «الرسم الحر» التي أقيمت على كورنيش كتارا وأمام الجمهور وعبروا خلالها عن أفراح العيد ومعانيه وقيمه الجميلة، وقدموا رسومات فنية في غاية الجمال، تزهو جميعها بألوان الفرح والبهجة. 
وأعربت الفنانة التشكيلية لبيبة موسى عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة في فعاليات كتارا في عيد الفطر المبارك، موضحة أن لوحتها تعبر عن التراث القطري واستعدادات العيد مثل تسريح الأم لشعر طفلتها وصناعة الجدائل والضفائر حتى تظهر ابنتها بالمظهر اللائق والانيق التي يتناسب مع ملابسها الجديدة، مما يضفي أجواء جميلة على تقاليد العيد، مشيدة بالاقبال الجماهيري التي تميزت بها فعاليات كتارا خلال عيد الفطر المبارك. 
أما الفنان التشكيلي إسماعيل المصري فأعرب عن سعادته بالمشاركة في فعالية الرسم الحر، مشيرا إلى أن لوحته توثق فرحة العيد قديما في الفرجان القطرية، حيث رسم ملابس الأطفال بألوانها الزاهية والمبهجة التي تعبر عن الفرح بالعيد، وهو ما يتناغم استخدام الألوان الفاتحة في طلاء المباني قديما، لافتا الى أنه انتهج في لوحته أسلوب المدرسة التأثيرية التي تعتمد على ضوء الشمس وتنسجم مع روح الفعالية التي تتمحور حول رسم لوحات في أماكن مفتوحة وأمام الجمهور من متذوقي هذا الفن وتفاعلهم. 
بدوره أوضح الفنان التشكيلي عبد المجيد البلوشي، أن لوحته التي انتهج فيها الأسلوب التجريدي، تجسد فرح الأطفال في العيد، حيث استخدم فيها العديد من ملامح التراث القطري والزخارف التي تزخر بها البيوت القطرية قديما، مشيدا بما تتيحه فعالية الرسم الحر أمام الجمهور من نشر ثقافة الفنون البصرية لدى الزوار. 
من جهة أخرى، استمرت الورش الفنية التي أقامتها كتارا على كورنيش كتارا باستقطاب الأطفال وأولياء أمورهم، معربين عن إعجابهم بفعاليات كتارا وما تحمله من معانٍ جميلة وتأثيرات جمالية، وتواصل ثقافي وفني ومعرفي بين الجمهور والفنانين المشاركين، الى جانب ما تحققه هذه المشاهدة والمشاركة من تفاعل واستمتاع بما يقدمه الفنان الذي ينشر فنه وموهبته أمام الجمهور، مؤكدين أن إقامة كتارا لهذه الفعاليات والورش الفنية تسهم في صقل المواهب وتعمق الأفكار وترتقي بالفنون التشكيلية وتقدمها بصورة راقية ومتعددة الرؤى والثقافات. 
كما لاقت العروض الفنية والثقافية والترفيهية التي قدمتها مؤسسة الحي الثقافي طيلة ايام العيد استحسان الجماهير الغفيرة الذين غصّت بها مسارح كتارا وقاعاتها وكورنيشها، كما سادت أجواء الفرح مع تواصل توزيع (عيدية كتارا) على الأطفال الذين كانوا بصحبة أهاليهم وأقاربهم وأصدقائهم، لترسم على وجوههم أجمل علامات البهجة والسرور.