الجزائر حملة انتخابية ساخنة على شبكات التواصل

alarab
حول العالم 14 أبريل 2017 , 05:23ص
الاناضول
تشهد الجزائر منذ أيام حملة انتخابية موازية على صفحات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، للترويج لمرشحيها، واستهداف أكبر عدد ممكن من الناخبين، تحسباً للانتخابات النيابية المقررة في 4 مايو المقبل.
وتستمر الحملة الانتخابية 3 أسابيع، لكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، وهذه هي سادس انتخابات نيابية تعددية في البلاد، منذ إقرار دستور الانفتاح السياسي في فبراير 1989.
ولجأت الأحزاب والقوائم المستقلة على حدٍّ سواء إلى العالم الافتراضي، لتنشيط الحملة الانتخابية التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى قبل موعدها الرسمي الذي حددته السلطات في 9 أبريل الحالي.
وعمدت تشكيلات سياسية حزبية، وأخرى مستقلة، لإطلاق صفحات لها على شبكة فيسبوك، حيث قامت بتقديم قوائمها ونشرها على نطاق واسع، مرفوقة بتصورات هذه التشكيلات السياسية للحلول الممكنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
وعلى سبيل المثال تفاعلت الصفحة الرسمية لحركة مجتمع السلم -أكبر حزب إسلامي في الجزائر- مع الحملة الانتخابية، حيث قامت بنشر نشاطات قيادات الحركة -خصوصاً الرئيس عبدالرزاق مقري- وتجمعاتها في إطار الحملة الانتخابية، مرفقة بشروحات وصور وفيديوهات.
ونفس الشيء تقريباً لجأت إليه صفحات الحركة على مستوى المحافظات، وفق ما رصده مراسل «الأناضول»، حيث تقوم -ليس فقط- بالتطرق لنشاط القيادة في إطار الحملة الانتخابية، وبرنامجها للأيام المقبلة، -لكن أيضاً- تقوم بنشر نشاط المترشحين على مستوى ذات المحافظة، والنقاط التي سيتوجهون إليها في مقبل الأيام. من جهته قام حزب التجمع الوطني الديمقراطي -ثاني أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي- بتنشيط صفحته الرسمية على شبكة فيسبوك، من خلال نشر صور وفيديوهات التجمعات ومواعيدها، فضلاً عن تقارير تلفزيونية تطرقت لنشاطات حملة الحزب.
وقال المكلَّف بصفحة الحزب على مستوى العاصمة لطفي رمضاني لـ «الأناضول»، إن فريقاً -يضم أكثر من 10 أشخاص- مجند خصيصاً للحملة الانتخابية، ويقوم يومياً بنشر شروحات وأفكار وبرامج الحزب على الصفحة الرسمية على شبكة فيسبوك.
ونشر نورالدين بلمداح النائب عن الجالية الجزائرية بأوربا، المستقيل من حزب التحرير الوطني الحاكم، حصيلة نشاطه خلال العهدة النيابية المنتهية على صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ومضى على نفس الدرب النائب عن حركة مجتمع السلم -إسلامي- ناصر حمدادوش المنتخب عن محافظة جيجل الساحلية -350 كم شرق العاصمة- الذي قدَّم حصيلة نشاطه لفائدة سكان المحافظة، وما ينوي القيام به في حال انتخابه لولاية جديدة.
كما لجأ رافضو ومقاطعو الانتخابات بدورهم إلى الفضاء الافتراضي، للترويج لأطروحاتهم الداعية إلى مقاطعة هذا الموعد الانتخابي.
وبرأي الخبير في الاتصالات والعالم الرقمي فريد فارج، فإن مسببات هذه الحملة على العالم الافتراضي مردها محاولة استهداف وكسب وعاء انتخابي ضخم ينشط في هذا العالم، في ظل عزوف كبير للجزائريين عن حضور تجمعات الحملة الانتخابية.
لكن أستاذ الاتصالات بجامعة هواري بومدين استدرك بأن هذه الحملة الموازية على الفضاء الافتراضي يمكن أن تكون لها نتائج معاكسة لتطلعات وآمال الأحزاب والمرشحين، كون هذا الفضاء معروف بنشاط لافت للمعارضين للانتخابات ودعاة المقاطعة.