القوميون.. مفتاح أردوغان للفوز بالاستفتاء
حول العالم
14 أبريل 2017 , 05:24ص
ا ف ب
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبر مؤسس الحركة القومية التركية الحديثة، ألب أرسلان توركيش، إحياء للذكرى العشرين لوفاته هذا الشهر، في خطوة مثيرة للاستغراب، ولكنها جاءت قبل أيام من الاستفتاء على تعديل دستوري لتوسيع صلاحياته.
ولا يزال توركيش -مؤسس حزب الحركة القومية عام 1969، ورئيسه حتى وفاته عام 1997- رمزاً للقوميين الأتراك.
وقد تبدو زيارة أردوغان مفاجئة، وحتى متناقضة، لقبر الرجل الذي كان المتحدث باسم الانقلاب العسكري الذي جرى عام 1960، وأدى إلى إعدام رئيس الوزراء السابق عدنان مندريس، مَثَل أردوغان السياسي الأعلى.
ويتخذ حزب الحركة القومية موقفاً معارضاً لحزب العدالة والتنمية، إسلامي التوجه، حيث تتباين معتقدات الطرفين بشكل واضح. إلا أن الحزب القومي بات حليفاً غير متوقع في سعي أردوغان لإيجاد نظام رئاسي يعزز سلطاته، وستشكل أصوات القوميين عاملاً رئيسياً لضمان رجوح الكفة لصالح «نعم» في استفتاء 16 أبريل. إلا أن تحقيق ذلك ليس سهلاً نظراً للهوة بين أتباع دولت بهجلي، الذي قاد الحزب منذ وفاة توركيش، ويدعم النظام الجديد، وبين فصيل منشق يرفضه.
ويؤكد الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية صميم اكغونول، على أن أصوات القوميين تعد حاسمة لإقرار النظام الرئاسي التنفيذي.
وقال اكغونول لوكالة «فرانس برس» إن «على أردوغان إقناع القوميين بأنه هو أول الذئاب الرمادية». وكان دعم بهجلي لأردوغان وراء الانقسام داخل حزب الحركة القومية، حيث تم فصل عدد من أعضاء الحزب، وبينهم نواب، لعدم تأييدهم تعديل الدستور. وتقود ميرال اكسنير، التي شغلت منصب وزير الداخلية في التسعينيات، جناح الحزب الداعي إلى التصويت بـ «لا» على التعديل الدستوري. ونظمت الخطيبة المفوهة التي رسمت على يدها العلم التركي بالحناء، تجمعات انتخابية في أنحاء البلاد، تحت شعار «80 مليون لا»، في إشارة إلى عدد سكان تركيا.
وأوضح عمر شاكر أوغلو، المؤيد لحزب الحركة القومية، خلال إحدى التجمعات التي حشدتها اكسنير أن الحاضنة الشعبية للحزب ترفض التعديلات على الدستور، رغم موافقة قادته عليها.
وأضاف الرجل (البالغ من العمر 55 عاماً) لوكالة «فرانس برس»: «لا أصدق أن أي قومي يمكن أن لا يقول: لا»، مضيفاً أنه حضر التجمع لدعم «لا» وليس لدعم اكسنير شخصياً.
وقال سنان أوغان، المعارض المرموق لموقف قادة الحزب، الذي تم فصله الشهر الماضي، خلال مقابلة في أنقرة إن «أكثر من 90 % من القوميين سيقولون لا». وأدلى بتصريحاته بعد مواجهات اندلعت خلال تجمع انتخابي نظمه في 26 مارس.
التيار القومي سيخرج أقوى
وقال غونال لوكالة فرانس برس: «يحاولون الآن إثارة الضجة لأنهم طردوا،» مصراً على أن النتيجة الإيجابية للاستفتاء ستجعل «القوميين وحزب الحركة القومية أقوى». وأضاف «إنه حزب عمره 48 عاماً، لطالما كان هنا. إنه الأساس الأيديولوجي للقوميين الأتراك وممثلهم السياسي».
وأما الأستاذ المساعد في قسم العلاقات الدولية في جامعة «توب» التركية، بوراق بيلكاهان أوزبك، فأكد على أن التصويت بـ «نعم» سينهي المعارضة داخل حزب الحركة القومية. وأشار البعض إلى أنه مع إلغاء منصب رئيس الوزراء في ظل النظام الجديد، فقد يصبح بهجلي نائباً للرئيس.