سباق صملة يكشف عن صلابة وقدرات شباب قطر

alarab
رياضة 14 أبريل 2016 , 12:22ص
مجتبي عبد الرحمن سالم
بنجاح كبير فاق التوقعات أسدل الستار أمس على تحدي سباق صملة التراثي الصحراوي الذي أقيم على مدي أربع أيام خلال الفترة من 10 - 13 أبريل الجاري بمشاركة 93 متسابقاً قطرياً نجح منهم (53) متسابقاً في إنهاء مسافة السباق البالغة (175 كلم) وعبر أربع مراحل صحراوية شاقة من منطقة الزبارة في الشمال وحتى مركز سودانثيل، تخللتها العديد من العوائق الصعاب مثل الجري في الرمال الصحراوية وتسلق المرتفعات والتجديف والسباحة والرماية الأولمبية والأهداف، إضافة للمسير في "السبخة" وأخيراً مهارات إصلاح السيارات المعطوبة، وكانت اللجنة العليا المنظمة للسباق برئاسة محمد جاسم الكواري قد رصدت جوائز مالية قيمة للفائزين قدرها (مليون وثلاثمائة ألف ريال قطر).
سباق صملة.. المعنى والمضمون
"وصملة" كلمة تراثية قطرية تشير إلى المثابرة والاستمرار وتدل على القوة والصبر والتحدي والاستمرارية.. وقد تم استيحاء هذا الاسم لإطلاقه على هذه المنافسات نظراً لصعوبة المنافسات التي تحتاج من يقدر على الصملة ويستمر حتى الرمق الأخير.. وترتكز الفكرة على أربع نشاطات رئيسية يتخللها العديد من العوائق الصعبة والتي من خلالها سوف نعرف من هم أبطال "صملة" المقبلين، والمنافسات أقيمت على مساحات شاسعة من صحراء دولة قطر.. بدأت من قلعة الزبارة.. وحتى مركز سوادانثيل على حدود الإمارات اجتاز خلالها المشاركون مسافة 175 كيلو متر في الصحراء القاحلة الغنية بتضاريسها القاسية والجميلة في نفس الوقت... واشتمل السباق على العَدْوِ بوزن يبلغ 20 كلجم وإيصالها إلى منطقة أخرى، التزحلق عبر الأسلاك، وأيضا التسلق في منطقة زكريت على سفح عمودي باستخدام أدوات التسلق التي وفرتها اللجنة المنظمة، ثم التجديف لمسافة 1.7 كلم مستخدماً مجدافاً يدوياً.
وأيضا مسابقة الرماية على الهدف باستخدام الرصاص الحي لإصابة مركز الهدف.. كلما كانت إصابتة أكثر دقه.. حصل المتسابق مزيد من النقاط.
لإضافة إلى قنص (الأهداف المتحركة)
إصلاح السيارات وإخراج السيارات العالقة بالرمل: سيكون لديك عدة بسيطة لإصلاح خلل بالسيارة تم عمله بشكل متعمد.. عليك اكتشاف تلك المشكلة... ليس هذا فحسب.. بل عليك أيضاً إخراج سيارة عالقة بالرمل. الركض على التلال الرملية: بالتأكيد فإنك تحب أن تشاهد تلال قطر الرملية الخلابة برمالها الناعمة... ولكن هذا الشعور قد يختلف، وخصوصاً أنك سوف تصعد هذه الرمال بسرعة لتحصل على نقاط أكثر ومراكز متقدمة.
المشي في الصبخة: من الممتع المشي لعدة خطوات في نزهة في صبخة.. لكن الشعور قد يكون مختلفاً وصعباً إذا كان لعدة كيلومترات..

أشاد بتحدي سباق صملة
محمد الكواري: شباب قطر رجال الشدائد

أشاد محمد جاسم الكواري رئيس اللجنة العليا المنظمة لسباق صملة التراثي الصحراوي في نسخته الثانية، وقال: "هل العزوم والإرادة والتصميم" من شباب قطر المشاركين في سباق صملة 2016، قائلاً: أود صراحة توجيه أسمى آيات الشكر والتقدير لكافة الشباب القطري الذي شارك وأسهم في إنجاح سباق صملة، فهم يستحقون الإشادة والتقدير، فقد كانوا فعلاً "رجال الشدائد" وبذلوا جهداً خارقاً لإنهاء مراحل السباق الأربعة بكل جلدٍ وصبر، وعكسوا الوجه المشرق عن شباب بلدي، مضيفا: نعم الشباب كسبوا الرهان وأنا في غاية السعادة على الحصاد النهائي والنتائج المميزة التي بموجبها سيتم تتويج الأبطال غداً الجمعة في قاعة أوبرا بالحي الثقافي بكتارا وبحضور عدد من كبار الشخصيات الذين سيكونون متواجدين لتكريم وتقدير هؤلاء الشباب الذين شرفونا في تحدٍّ صعب وقاسٍ وبذلوا الكثير من الجهد والعطاء لإنهاء كافة مراحل السباق الشاقة الأربعة وقطعوا مسافة 175 كلم من المسير في صحراء قطر بكل كفاءة واقتدار.
إشادة بعزيمة شباب قطر
محمد جاسم الكواري أشاد بصفة خاصة بالروح العالية للشباب القطري المثابر المشارك في سباق صملة، وقال: إن التعاون والإيثار كان شعار الكل، وتعانوا صراحة بشكل مذهل خلال مراحل مسابقة إصلاح السيارات سواء معالجة الأعطاب أو تغريس السيارات، ودون النظر للنتائج أو أسبقية البعض على الآخر، مشيراً إلى أنها روح رائعة وكشفت بحق المعدن الأصيل لشباب قطر والذي يظهر بحق في وقت الشدائد.
تحدي الطقس القاسي
وأضاف الكواري: شباب قطر المشارك تَحدَّوْا طوال اليومين الماضين أحوال الطقس المتقلب الذي ساد البلاد مصحوباً بالغبار والأتربة وعبروا مسافة 40 كلم في الصحراء متغلبين على كافة الصعاب والعوائق.

خالد غانم المعاضيد:
قهر الصعاب وتحدي الأقوياء كان مثيراً

نوه خالد بن غانم العلي المعاضيد الشباب القطري المشارك في تحدي صملة قائلا في ختام المرحلة الختامية: نعم الأمر أكثر من رائع للغاية ووسط ظروف صعبة وتحديات مثيرة وتطلعات مشروعة للكثير من الشباب المشاركين في السباق لكسب الرهان، والظفر بلقب النسخة الثانية، وخاصة بعد أن اجتازوا صعوبات المراحل الختامية وباتوا قريبين من الحلم ومنصة التتويج.
وأضاف المعاضيد قائلا: بالتأكيد التنافس والسباق كان مثيراً وممتِعاً ورغم أنه شاق للغاية، ولكنه ينمي فينا عشق التحدي وقهر الصعوبات مهما كانت، ولله الحمد نجحنا بالعزيمة والإرادة على تجاوز كافة المراحل السابقة.. ووجه العلي الشكر لأصحاب فكرة سباق صملة وخاصة أن هذه الفكرة تهدف أساساً لإثراء التراث وإحياء مفاهيمه، إضافة لتحفيز الشباب القطري على انتهاج قيمة الصبر والمثابرة وبذل ما في وسعهم خلال هذه المنافسات القاسية.

سعد الكعبي: صملة مغامرة التحديات

الشاب سعد الكعبي أحد المشاركين في سباق صملة قال: إن السباق المثير يُعوِّدُنا على الصبر والمثابرة وقوة التحمل ويفجر بدواخلنا روح التحدي، خاصة وأننا نمر بصعوبات كثيرة وتحديات جمة، وأملُ كل متسابق هو الوصول لمنصة التتويج، خاصة وأننا نجد أن في كل مرحلة أنه يغادرنا بعض المتسابقين نظراً لصعوبة التحديات، خاصة وأن سباق صملة يتطلب أن يكون المتسابق في أعلى درجات الجاهزية البدنية، ويملك إرادة وعزيمة قوية ليتمكن من تخطي العقبات واحدة تلو الأخرى ليكون من أهل الصملة، وأضاف الكعبي قائلا: سباق صملة يعد مغامرة مثيرة وممتعة رغم كل التحديات التي تواجهنا فيه والتي نتغلب عليها بروح التحدي والمثابرة والاستمتاع بصحاري بلادنا الرائعة والمترامية الأطراف وأتمنى أن أكون في نهاية اليوم من أهل الصملة.

سعود العذبة: تحدي صملة أكد قدرة الشباب على الصبر

أكد سعود العذبة أحد الشباب المشاركين في التحدي بأن سباق صملة كشف بجلاء عن مدى قدرة الشباب القطري على الصبر والجلد وتخطي الصعاب بعزيمة فولاذية لا تلين وفي ظروف استثنائية، وقال: بكل تأكيد أنا في غاية السعادة للمشاركة في هذا السباق الرائع والمثير وبذلت جهداً خارقاً لإنهاء السباق.. أملاً أن يكون من سعداء الحظ من (هل صملة).. مشيراً إلى أن النسخة الثانية من صملة تطلبت منهم استعدادات تدريبية استثنائية ولفترة طويلة لخوض غمار كافة التحديات التي سيواجهه المتسابق وذلك قبل المشاركة في السباق؛ لكي يكون قادراً على الوصول للمحطة الختامية، واختتم العذبة حديثه قائلا: أود أن أتوجه بالشكر العميق والامتنان إلى اللجنة المنظمة لصملة برئاسة محمد جاسم الكواري على الجهود التي بذلتها للإعداد والتجهيز لهذا السباق المثير والممتع والذي كان فرصة لنا للتعرف على صحراء بلادنا الطيبة والغنية بتضاريسها القاسية والجميلة في نفس الوقت.