د. صدرية الكوهجي في حوار لـ «العرب»: 14 خطوة لحماية الأطفال من تأثيرات «كورونا»

alarab
حوارات 14 مارس 2022 , 12:25ص
حامد سليمان

استمرار تقديم باقة «الخدمات الصديقة» للمراهقين وذوي الاحتياجات الخاصة بالمراكز الصحية

5 طبقات حماية لذوي الاحتياجات الخاصة ضد «كوفيد–19»

من المهم التحدث إلى طبيب الأطفال عن أي مخاوف متعلقة بمشكلات الصحة النفسية

توعية الطاقم الطبي بشأن أهمية استمرارية رعاية الأطفال

 

أكدت الدكتورة صدرية الكوهجي قائدة أولوية «‏‏أطفال ومراهقون أصحاء»‏‏ في الاستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة، ومساعد المدير الطبي لصحة الأطفال والمراهقين بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الأطفال والمراهقين واجهوا تحديات غير مسبوقة مع بداية جائحة «كوفيد-19» 
وكشفت في حوار لـ «العرب» عن 5 طبقات تم العمل عليها لحماية ذوي الاحتياجات الخاصة ضد «كوفيد 19»، مشددة على أن هناك 4 سبل للحفاظ على سلامة الطلاب أبرزها الحصول على اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
كما كشفت عن 14 خطوة ساهمت في حماية الأطفال من الجائحة في مقدمتها الاستمرار بتقديم باقة الخدمات الصديقة للمراهقين وذوي الاحتياجات الخاصة والطفل السليم بالمراكز الصحية.  وإلى نص الحوار:

= ما هي أبرز التحديات التي واجهت ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الجائحة؟
* في بداية الجائحة، كان الأطفال المراهقون يواجهون تحديات غير مسبوقة ناجمة عن إجراءات الحجر الصحي حول العالم، وقد مثلت سياسات إغلاق المدارس صعوبة أكثر من أي وقت مضى من ناحية التواصل بالنسبة للأطفال خاصة أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين باضطراب طيف التوحد بالتحديد، بالأخص النتائج المؤثرة سلباً على سلامة الأطفال والمراهقين النفسية، نظراً لإغلاق المرافق الترفيهية التي تساعد على تحسين صحة الأطفال والمراهقين النفسية في الظروف المثلى.
وقد ألقى الإجهاد المستمر والخوف والحزن والشكوك الناجمة عن جائحة كوفيد-19 بثقله على الأطفال والمراهقين، والكثيرون واجهوا صعوبة في التعامل مع الظرف على الصعيد العاطفي، ومنذ بداية الوباء، شهدت المستشفيات المزيد من حالات طوارئ الصحة النفسية بين الأطفال والمراهقين.
حتى مع توفير الحماية من خلال لقاحات كوفيد-19 للأطفال الذين بلغوا عمر 5 سنوات وأكثر، فقد يكون للإجهاد والصدمات المرتبطة بالوباء آثار دائمة على عقول الأطفال والمراهقين النامية. 

شعور الصغار بالاكتئاب
= كيف يمكن لأولياء الأمور أن يساعدوا أطفالهم على التكيف بهذه الأوضاع؟
* من المهم السماح للطفل بالتحدث عما يشعر به، قد يكون الشعور بالاكتئاب واليأس والقلق والغضب ردود فعل طبيعية للتوتر، ومع ذلك، إذا كانت هذه المشاعر ثابتة ومزعجة -أو إذا كانت تؤثر على قدرة الطفل على الاستمرار في القيام بما يفعله عادةً؛ مثل الذهاب إلى المدرسة، أو القيام بعمله، أو الاستمتاع- فقد تكون هذه علامات على أنه يحتاج إلى مزيد من الدعم أثناء هذا الوقت الصعب.
الأطفال الصغار قد لا يعرفون كيف يتحدثون عن هذه المشاعر، لكنهم قد يظهرون تغييرات في نموهم أو سلوكهم، في غضون ذلك، قد يحاول المراهقون والشباب إخفاء مشاعرهم لأنهم لا يريدون مضايقة الآخرين، لذا هنا يكمن دور أولياء الأمور في فهم أبنائهم وبناتهم الأطفال منهم والمراهقين، والعمل بهدوء وصبر تجاه تحسين سلامة أبنائهم النفسية والسلوكية.

علامات توتر الطفل
= وكيف يمكن لولي الأمر التعرف على علامات توتر الطفل؟
* تختلف علامات الإجهاد وتحديات الصحة النفسية لدى كل طفل أو مراهق، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة.
فيما يتعلق بالرضع والأطفال الصغار:
قد يُظهر تقدمًا رجعيًا في المهارات والممارسات التنموية، وقد يكون لديهم أيضًا مشاكل متزايدة مع:
• الانزعاج والتهيج، والبكاء والذهول بسهولة أكبر، حيث تصعب تهدئتهم.
• صعوبة النوم والاستيقاظ أكثر أثناء الليل.
• مشاكل التغذية مثل الغثيان والتقيؤ والإمساك أو الإسهال أو شكاوى جديدة من آلام في المعدة.
• القلق عندما يضطرون إلى الانفصال عن عائلاتهم، والتشبث، وعدم الرغبة في الاختلاط الاجتماعي، والخوف من الخروج.
• الضرب والإحباط والعض وتزايد نوبات الغضب المتكررة أو الحادة.
• التبول اللاإرادي بعد التدريب على استخدام الحمام.
• السلوك العدواني.
أما فيما يتعلق بالأطفال والمراهقين، فقد تظهر عليهم علامات الضيق مصحوبة بأعراض مثل:
• التغيرات في الحالة المزاجية غير المعتادة، مثل الانفعال المستمر، ومشاعر اليأس أو الغضب، والصراعات المتكررة مع الأصدقاء والعائلة.
• تغييرات في السلوك، مثل التراجع عن العلاقات الشخصية. على سبيل المثال، إذا توقف ابنك المراهق عن قضاء الوقت أو إرسال الرسائل النصية أو الدردشة المرئية مع الأصدقاء، فقد يكون هذا مدعاة للقلق.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تمتع بها سابقاً
• صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم أو البدء في النوم طوال الوقت.
• تغيرات في الشهية أو الوزن أو أنماط الأكل، مثل عدم الجوع أو الأكل طوال الوقت.
• مشاكل في الذاكرة أو التفكير أو التركيز.
• قلة الاهتمام بالعمل المدرسي وانخفاض الجهد الأكاديمي.
• تغيرات في المظهر مثل نقص النظافة الشخصية الأساسية.
• زيادة في السلوكيات المتسمة بالمخاطر أو المتهورة، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.
• أفكار حول الموت أو الانتحار، أو الحديث عنه. 

رعاية مختلفة لذوي الاحتياجات
= هل التحديات تكون أكبر بالنسبة لأسر الأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة ممن قد يحتاجون للرعاية المرتبطة بكوفيد–19؟
* نعم بالطبع، قد يكون الأطفال والمراهقون الذين لديهم احتياجات رعاية صحية خاصة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض ومضاعفات أكثر خطورة، وهذا يشمل الأطفال الذين يعانون من حالات جسدية، أو نمائية، أو سلوكية، أو عاطفية مزمنة، والإعاقات، وأولئك الذين يعانون من حالات طبية معقدة خلال الجائحة، تأثر الأطفال والمراهقين الذين لديهم احتياجات رعاية صحية خاصة بشكل خاص بالمواعيد المتأخرة والتغيير في روتين التعلم و التواصل الاجتماعي في المدرسة والمنزل والمجتمع. 
وبالنسبة للأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الصحية الخاصة، من المهم استخدام أساليب مختلفة من الحماية معًا لتقليل خطر انتشار كوفيد-19. ويجب وضع المزيد من أساليب وطبقات الحماية من انتقال العدوى في المجتمع. 

= وما هي طبقات الحماية؟
* طبقات الحماية تشمل:
 • التطعيمات.
• ارتداء الكمامة.. يجب على أي شخص يقدم الرعاية أو العلاج للطفل ارتداء الكمامة أيضًا، حتى لو تم تطعيمه -خاصة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة. أيضا يفضل لأفراد الأسرة ارتداء الكمامة في المنزل للمساعدة في حماية طفل أو بالغ معرض لخطر متزايد للإصابة بمرض شديد من العدوى، خاصةً إذا كانت وظائفهم أو مسؤولياتهم الأخرى تعرضهم لخطر أكبر للتعرض.
• الأيدي والأسطح. غسل اليدين وتنظيف الأسطح، خاصة في الأماكن المشتركة ومع الأشياء المشتركة، طريقتان مهمتان للمساعدة في حماية الطفل من كوفيد-19:
- وضع لافتات على باب الغرف وخاصة على باب غرفة الطفل لتذكير أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية بغسل أيديهم كثيرًا، لمدة 20 ثانية على الأقل. 
- الاحتفاظ بالكثير من صابون اليد والمناديل المبللة ومعقم اليدين في متناول اليد ليستخدمها الجميع في المنزل. إذا كان الطفل يذهب إلى المدرسة أو العلاج أو الأنشطة الأخرى شخصيًا، فمن المهم إجراء محادثات للتأكد من أن تنظيف الأسطح وغسل اليدين جزء من العملية ومعرفة ما هي المستلزمات التي ستكون متاحة.
• مساحة أكثر أمانًا. تجنب المساحات المغلقة، الأماكن المزدحمة من الداخل والخارج؛ والاقتراب من الأفراد.
• التحري. يمكن أن يوفر الفحص الدوري لمقدمي الرعاية (مقدمي الرعاية المنزلية ومقدمي رعاية الأطفال والمعلمين والمعالجين). الذين يخضعون لاختبار كوفيد-19 والذين هم على اتصال وثيق بالأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الصحية الخاصة طبقة إضافية من الحماية. تشمل الأمثلة ويمكن للعائلات الشراكة مع أطباء الأطفال في الحديث حول حالة التطعيم ضد كوفيد-19 واستخدام أقنعة الوجه لمن هم على اتصال وثيق بالأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الصحية الخاصة.
وقد يحتاج بعض الأطفال الذين يعانون من اعتلالات تتعلق بالصحة النمائية أو العاطفية أو العقلية أيضًا إلى وقت مقصود وتخطيط ابتكاري لمساعدتهم على التعود على ارتداء قناع الوجه. على سبيل المثال، يمكن لعائلات أطفال التوحد استخدام القصص الاجتماعية لمساعدة أطفالهم على التعرف على الكمامات أو التعود على ارتداء الكمامات ببطء مع مرور الوقت.
زيارة الطفل للمستشفى
= ما الخطوات المطلوبة من ولي الأمر إن كان الطفل في حاجة إلى زيارات للمستشفيات أو المراكز الصحية؟ 
* إذا كان الطفل لديه احتياجات رعاية صحية خاصة تتطلب زيارات منتظمة ومتعددة لمقدمي الخدمة، فيجب التحدث إلى طبيب الأطفال والمتخصصين لتخطيط جدول زمني للتحقق بانتظام مراجعة احتياجات الطفل وتلبيتها وتحديد ما اذا كانت الزيارات يمكن إجراؤها افتراضيا أو شخصيًا.
وبالنسبة للزيارات الافتراضية فهناك أدوات متاحة لمساعدة الأطفال ومقدمي الرعاية الذين يحتاجون إلى مساعدة السمع أو الرؤية للمشاركة في الزيارات الافتراضية أيضا.
وإن رأى الطبيب أن المواعيد الشخصية ضرورية تكون هناك منطقة انتظار منفصلة حتى يتم فحص الطفل، وقد تكون المواعيد المبكرة، قبل وصول المرضى الآخرين، خيارًا آخر أيضًا.

سلامة الطالب 
= ما هي أبرز طرق الحفاظ على سلامة الطالب في المدرسة؟
* يمكن للجميع القيام بدورهم للمساعدة في ضمان بقاء الطلاب والموظفين في صحة جيدة في المدرسة عن طريق:
• لقاحات كوفيد-19
• ارتداء الكمامات
• التباعد الجسدي
• الفحوصات: اختبار الفحص المبكر يحدد الأشخاص المصابين. يمكن استخدامه لتحديد الأشخاص الذين يعانون من أعراض أو لا يعانون منها والأشخاص الذين قد يكونون معديين قبل ظهور الأعراض. وأيضا يوصى بإجراء الاختبارات التشخيصية عندما يكون لدى شخص ما أعراض كورونا كوفيد-19 أو خالط شخصا مصابا بالفيروس. 

حماية الأطفال من «كورونا»
= ما هي خطواتكم المتخذة لحماية الأطفال من جائحة كوفيد – 19؟
* الخطوات تضمنت عدد من البنود، من بينها:
• وجود خطة متكاملة لكيفية إجراء الفحوصات اللازمة للحالات المشتبه بها في العيادة وكيفية نقلهم إلى الاماكن المتخصصة للفحص والمعاينة. 
• أخذ إجراءات وقائية لتقديم الخدمات في المراكز الصحية مثل ارتداء القفازات والكمامات وتعقيم الاسطح وغيرها من معدات الحماية الشخصية 
• في كل المكالمات الهاتفية سواء الاستشارات أو العيادات الهاتفية كل الأطباء يوفرون الاستشارة لأهالي المرضى حول التوعية لطرق انتقال كورونا كوفيد-19 وايضا عن أهمية التباعد الاجتماعي والعلامات المبكرة للإصابة بالمرض.
• رسائل توعوية مختلفة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للإجابة عن اسئلة الاسر والوعي بالإجراءات الاحترازية لحماية الاطفال والمراهقين، وكيفية التعامل مع هذه الفئة اثناء الحجر المنزلي خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد.
• الاستمرار بتقديم باقة الخدمات الصديقة للمراهقين وذوي الاحتياجات الخاصة والطفل السليم بالمراكز الصحية الأولية.