كشفت الدكتورة زكية محمد الأنصاري، استشاري طب وجراحة العيون -تخصص الجلوكوما- في قسم العيون بمؤسسة حمد الطبية، أن قسم العيون بالمؤسسة هو مرجع لجميع مرضى الجلوكوما في الدولة، وأن القسم به 4 من استشاريي الجلوكوما، لديهم أسبوعياً 11 عيادة، ويراجع القسم 300 مريض جلوكوما شهرياً. وأوضحت أن قسم العيون بمؤسسة حمد الطبية يقدم العلاج حالياً لما يزيد عن 175 من مرضى الجلوكوما شهرياً. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، عقدته مؤسسة حمد الطبية، أمس، حيث أكدت الدكتورة زكية أن المؤسسة تحتفل بالأسبوع العالمي للجلوكوما، تزامناً مع الاحتفال عالمياً بهذا المرض، من 11 إلى 17 مارس، وعادةً يكون في الأسبوع الثاني من مارس من كل عام، وينظم الاحتفال هذا العام تحت شعار «لنتغلب على الجلوكوما الخفي».
وأوضحت أن حمد الطبية أطلقت عدداً من النشاطات لتعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع حول المرض ومسبباته، وطرق العلاج وأهمية العلاج، حتي يتفادى أفراد المجتمع الإصابة بقصر النظر نتيجة الجلوكوما، لافتة إلى أن الحملة ترتكز على عدد من الأنشطة التوعوية؛ التي بدأت الأحد الماضي وتستمر حتى اليوم الأربعاء؛ والتي تستمر بالعيادات الخارجية بمؤسسة حمد الطبية، حيث يقوم المختصون بفحص مجاني للعين، بالإضافة لقياس ضغط العين، وهو عامل رئيسي لمرض الجلوكوما، وتوزيع منشورات تثقيفية حول المرض، تشرح للمريض المزيد من المعلومات حول المرض والكشف المبكر عن الجلوكوما.
وأشارت إلى أن حمد الطبية ستطلق حملة في الدوحة فيستفال سيتي، تبدأ 15 -17 مارس الجاري، تقوم من خلالها المؤسسة بتوزيع منشورات حول الجلوكوما، وسيتم إجراء فحص العين للمشاركين، وتحويلهم في حال الإصابة بمشكلات في العين، إلى العيادات التخصصية.
ونوهت بأن المؤسسة تقوم بمسح على كل عائلات المرضى الذين يعانون من الجلوكوما، للتعرف على عدد من يصابون بالمرض عن طريق الوراثة، ويستمر المسح لمدة 3سنوات، ويهدف إلى اكتشاف الإصابة بالجلوكوما بصورة مبكرة، خاصةً وأنها منتشرة بشكل وراثي بصورة أوسع، الأمر الذي يسهم في السيطرة على المرض عن طريق المتابعة بصورة مستمرة.
وأشارت إلى أن برنامج الكشف المبكر عن العيون يستهدف طلاب المدارس والمواليد، حيث يتم الكشف على عيون الأطفال، والتأكد من عدم إصابتهم بالجلوكوما أو أية مشكلات أخرى بالعين، والبرنامج اكتشف بعض الحالات التي تعاني من الحول، والتي تم تحويلها على عيادات العيون، من أجل الحد من كسل العين لدى الأطفال.
ونوهت بأن قسم العيون يقوم بثلاثة جراحات شهرية للجلوكوما، وهي الحالات التي لا تستجيب للقطرات أو العلاج بالليزر، وهي للبالغين، ونادراً ما تكون للأطفال.
وأكدت أن بعض الحالات، التي تراجع قسم العيون، تكون في حالة متأخرة من الإصابة بالجلوكوما، وتصل حالتهم إلى العمى، مشيرة إلى أنه نادراً ما يتابع المصاب بالجلوكوما بصورة مبكرة مع المختصين ويصاب بالعمى، مشددة على أن الكشف المبكر يمكن أن يمنع الإصابة بالعمى وتدهور النظر.
ولفتت إلى أن نسبة قليلة من مرضى السكري تصل حالاتهم إلى الإصابة بالجلوكوما، وهم المرضى الذين يعانون من مستوى غير منتظم في السكري، لذا ينصح المختصون بضرورة فحص مريض السكري للعين بصورة مستمرة من أجل المحافظة على شبكية العين، وتفادي الإصابة بالجلوكوما.
وأشارت إلى أن أبرز أسباب الإصابة بالجلوكوما في قطر وراثية، وأن المرض يصيب الأطفال وكبار السن على حد سواء، ولكن بصورة أوسع من تخطي 40 عاماً، وفي الأطفال يمكن علاج المرض عن طريق الجراحة، وأعراضه بالنسبة للأطفال أن يولد الطفل بعينين كبيرتين، وأن يعاني الطفل من بياض على العين.
وحول تقنيات العلاج الجديدة للجولوكوما قالت الأنصاري: علاج الجلوكوما يرتكز على القطرات في البداية، والكثير منها تساعد على التخفيف من ضغط العين، والكثير من القطرات المتوفرة في حمد الطبية ليس فيها مواد حافظة، وهي تقلل من نسبة الحساسية من القطرات، إضافة إلى العلاج بالليزر، وإجراء الجراحات وأبرزها زراعة أنبوب صمام داخل العين، يساعد في التحكم في الضغط داخل العين، وبالتالي يمنع من تدهور الألياف العصبية.
وكشفت الأنصاري عن إجراء 40 جراحة زراعة أنبوب صمام في العين، وأن نتائجها ممتازة، ويمكن أن يحتاج المريض؛ بعد الجراحة بشهور؛ لقطرات العين فقط، ويستفيد من هذه الجراحات البالغين وكبار السن، ومن يعانون من الجلوكوما الثانوية الناتجة عن مرض السكري.
وأوضحت أن المنظمة العالمية للجولوكوما بينت أن العالم به 60 مليون مريض بالجلوكوما، وأن عام 2020 يمكن أن يصل عددهم إلى 76 مليون مصاب بالداء، الأمر الذي يثبت أهمية الفحص المبكر، خاصةً وأنه على مستوى العالم هناك 4.5 مليون مصاب بالعمى نتيجة الجلوكوما.
وأشارت إلى أن الإصابة بالجلوكوما لدى الأطفال تكون بسبب عيوب خلقية، وتظهر لدى الطفل بعمر عام إلى 3 سنوات، وفي أطفال المدارس تكون بسبب شكوى المريض من أمراض العين مثل التهابات القزحية.
ونصحت الأنصاري، بعدم قضاء الطفل لأكثر من ساعتين متواصلتين على الأجهزة المحمولة أو اللوحية، ما يسبب مشكلات في العين، كجفاف العين وإجهاد العين.