متاحف قطر تدشن رسميا مبنى مطافئ مقر الفنانين

alarab
ثقافة وفنون 14 مارس 2015 , 08:26م
الدوحة - قنا
 تحت رعاية وبحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تم اليوم رسميا تدشين مبنى "مطافئ... مقر الفنانين"، في حفل أقيم في مقر المبنى، بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وعدد من الشخصيات رفيعة المستوى وأصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وجمع من الفنانين والمثقفين من داخل وخارج قطر. 
ويأتي هذا التدشين تتويجا للجهود التي يبذلها فريق متاحف قطر منذ عام 2012 لتجديد مبنى الدفاع المدني القديم (المعروف باسم مطافئ الدوحة) وتحويله إلى مقر استضافة لبرنامج جديد يحمل اسم "مطافئ: مقر الفنانين"..وقد حرصت متاحف قطر أن تجمع حُلة المبنى الجديدة بين عبق الماضي وحداثة المستقبل، مع احتفاظها بالواجهة الأصلية للمبنى ، واعادة تصميم بعض من ملامحه على نحو لم يفقده هويته المعمارية الأصلية.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: " للفنون والإبداع والتراث دور بالغ الأهمية في دفع مسيرة التقدم ببلادنا ودعم أهداف رؤيتنا الوطنية".
وأضافت سعادتها في كلمة لها وردت في بيان صحفي وزع في حفل الافتتاح : " يمثل تدشين مشروع "مطافئ" اليوم خطوة بارزة على درب تحقيقنا لهذه الأهداف، إذ يبرز المشروع حجم الازدهار الذي تشهده الساحة الفنية في قطر، ويقدم في الوقت نفسه دعما مثاليا للجيل القادم من حاملي لواء الثقافة في بلدنا"، منوهة بأنه وانطلاقا من كونه مركزا للتبادل الإبداعي، سيسهم مشروع "مطافئ" في أن يكون لدولة قطر مبادرتها الثقافية الأصيلة القائمة على الإبداع والابتكار.
وأعربت سعادة الشيخة المياسة في كلمتها عن فخرها بما حققه فريق المشروع حتى الآن، متطلعة لرؤية ما ستكشف عنه الأيام القادمة في هذا المشروع الكبير. 
تجدر الاشارة الى أن برنامج "مطافئ: مقر الفنانين" سينطلق في مطلع سبتمبر القادم ويستمر على مدار 9 أشهر، حيث يقبل المشروع كمرحلة أولية 20 فنانا من أصحاب المواهب الفنية المختلفة، منها الفن والتصوير والتصميم ، وغيرها من الألوان الفنية الأخرى.
وسيقتصر البرنامج في مرحلته الأولى على قبول الفنانين القطريين والمقيمين في دولة قطر، على أن يتسع نطاقه في مرحلة لاحقة ليضمّ فنانين من دول المنطقة..
ويقوم البرنامج بإستضافة المواهب الفنية الجديدة كل 9 أشهر.
من جانبها أعربت الدكتورة هلا آل خليفة، مدير مشروع" مطافئ" عن سعادتها لافتتاح مبنى مطافئ الجديد ، منوهة بأن هذا الافتتاح تأتي أهميته من كون هذا المبنى طالما كان صرحا عريقا لخدمة المجتمع على مدار الثلاثين عاما الماضية، مشيرة الى انه لن يتوقف المبنى عن أداء هذا الدور، بل سيواصل عطاءه ولكن بطريقة مختلفة.
وأوضحت في تصريحات صحفية على هامش الجولة الاعلامية التي نظمتها متاحف قطر للصحفيين قبيل حفل الافتتاح، إن برنامج مقر الفنانين يمثل خير تجسيد لرؤية قطر الوطنية الرامية إلى إثراء حياة المقيمين في دولة قطر وزائريها، إلى جانب إيجاد هوية ثقافية أصيلة للإبداع والابتكار، معربة عن أملها في أن يكون برنامج مقر الفنانين وسيلة فعالة لدعم وإثراء المشهد الفني الحيوي في قطر.
وأكدت مدير المشروع أن " مطافئ... مقر الفنانين" سيسهم بشكل كبير خلال الفترة المقبلة في منح الفنانين الصاعدين فضاء مشتركا للتجارب والإبداع والنمو والازدهار.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/ حول المغزى من تسمية المشروع ب " مطافئ .. مقر الفنانين" والبرامج المستقبلية التي سيقدمها المشروع للفنانين، أوضحت الدكتورة هلا آل خليفة ، أن متاحف قطر عمدت الابقاء على اسم المبنى "مطافئ" كما هو، بجانب ابقائها على تصميم مبنى مطافئ الدوحة الذي يرجع عمره الى ثلاثين عاما، والحفاظ على نسبة كبيرة من المبنى الأصلي باعتباره جزءا من تاريخ قطر الحديث، حيث كانت رسالة المبنى قديما متمثلة في إخماد الحرائق، لتتحول اليوم إلى "إشعال جذوة الإبداع".
وأضافت أن الفنانين المنتسبين للبرنامج سيستفيدون من أمور عدة من بينها التوجيه والإرشاد الذي سيكون متاحا لهم على يد نخبة من أبرز الفنانين المحليين، إلى جانب التواصل عن كثب مع مجموعة من ألمع الأسماء الدولية في عالم الفن والتي تحرص متاحف قطر على إستضافتهم . 
ونوهت بأن المعيار الذي يقاس به نجاح برنامج الإقامة هو تمكن الفنانين الصاعدين الذين سيقدم المشروع لهم الدعم من "التحليق بعيدا في فضاء هذا العالم"، وأن يكون الإبداع صفة ملازمة لهم، آملة أن تكون موهبة هؤلاء الفنانين بعد نهاية البرنامج والذي يمتد لتسعة أشهر قد نمت وتطورت واستطاعوا أن يصيغوا لأنفسهم شخصية فنية مستقلة تدفعهم لإتاحة العديد من الفرص أمامهم في المستقبل، وتوسيع شبكة علاقاتهم، وإشراكهم في المعارض الفنية حتى يتمكنوا من إبراز أسمائهم وينجحوا في تلقى عروض لإنجاز مهام فنية. 
وبالتزامن مع افتتاح مبنى " مطافئ.. مقر الفنانين" أعلنت متاحف قطر اليوم عن تدشين معرض "555" احتفاء بأول برنامج إقامة فنية شهدتها الدوحة في مطلع التسعينات واستمر على مدار عقد كامل تحت اسم "المركز الفني". 
ويُشرف على تقييم معرض "555" سعادة الشيخ حسن بن محمد بن على آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، حيث يأتي هذا المعرض بهدف تسليط الضوء على حقبة كان لها دور رئيسي في تطوير الفنون في قطر والمنطقة بأسرها.
ويحتوي مبنى" مطافئ ..مقر الفنانين" الجديد على جميع التجهيزات اللازمة لاستضافة 20 فنانا سيجري اختيارهم ضمن برنامج مقر الفنانين، كما يضم المبنى 24 استوديو، سيخصص منها 20 استوديو للفنانين المقيمين، فيما تُخصّص الأربعة المتبقية للفنانين الزائرين، إلى جانب احتواء المبنى على فضاء للعروض والتفاعل المجتمعي.
كما سيشمل الطابق الأرضي للمبنى العديد من عناصر الجذب المتاحة للجمهور منها حديقة ومكتبة ومتجر للفنون والأعمال اليدوية وسينما وساحة عامة ومطعم، وكلها عناصر تخلق بيئة من التفاعل. 
ويقدم برنامج مقر الفنانين أيضا برامج توجيه أسبوعية للفنانين المقيمين، ويتيح لهم إمكانية الدخول إلى المتاحف التابعة لمتاحف قطر والمعارض الخاصة والمحاضرات، إلى جانب التواصل مع قيّمي المتاحف البارزين في متاحف قطر. 
يشار إلى أن مركز مبنى مطافئ الدوحة شُيّد في عام 1982، وهو من تصميم المهندس القطري ابراهيم الجيدة، حيث أقيم في هذا المبنى لواء المطافئ حتى عام 2012 حين تم تسليمه لمتاحف قطر بهدف المحافظة عليه وصيانته وإخراجه في حلة معمارية جديدة تحافظ على ماضيه.
ويقع مبنى مطافئ في قلب الدوحة حيث سيعتبر ومنذ اليوم مظلة للفنانين، حيث يشكل هذا المشروع نقطة إنطلاق مثالية للإبداع، مما يساعد الجمهور على تعزيز مستوى شغفهم الفني والابداعي. 
وسيتيح "مطافئ: مقر الفنانين" الفرصة أمام الفنانين المقيمين في قطر للإقامة لمدة تسعة أشهر، ويعطي البرنامج مساحة لكل فنان يستخدمها كاستوديو خاص به، يجتمع فيه مع الزملاء الفنانين ويعمل على تطوير تقنياته الفنية، كما يتيح له لقاء أمناء المتاحف وزيارة المعارض الخاصّة والمشاركة في النقاشات .
وقد أعادت متاحف قطر ترميم المبنى ليرافقه برج كبير كان يستخدم من قِبَل رجال الإطفاء، وهو سيزين الآن بنظام إضاءة من نوع LED وسيستعمل للإعلان عن فعاليات المشروع المستقبلية. 
وبحسب القائمين على هذا المشروع فإن المبنى الجديد سيضم قاعة عرض مخصصة للفنانين الناشئين، والتي ستضم أعمال الأشخاص الناشئين ، بعكس قاعات متحف الفن الإسلامي ومتحف، اللذين يتمتعان بمقاييس معينة خاصة باختيار الفنانين، بل سيكون هذا المشروع تجريبيا ويطلق المبادرات الجديدة التي لم يتم اختبارها من قبل. وستشهد الفترة المقبلة افتتاح ملحق يشمل سينما تتسع لخمسين شخصا ومطعم ومقهى ومكتبة وساحة مُخصصة للعائلات ومساحات تًقام فيها ورش عمل حول فنون الطباعة وعمل المعادن، الأمر الذي سيضيف طابعا جميلا ومختلفا إلى الساحة الفنية في الدوحة.