انطلاق أعمال مؤتمر العلاقات العربية الألمانية بـ"كتارا"

alarab
ثقافة وفنون 14 يناير 2015 , 06:35م
الدوحة - قنا
 انطلقت هنا اليوم أعمال مؤتمر العلاقات العربية الألمانية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بحضور لفيف من الأكاديميين، والمثقفين وأصحاب الرأي والسياسيين من داخل وخارج قطر.
ويناقش المؤتمر الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية على مدار يومين، آفاق ومستقبل العلاقات العربية الألمانية على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية، في محاولة للتنبؤ بمستقبل هذه العلاقات وما يعيقها.
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور محمد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية كلمة رحب خلالها بالحضور، مشيرا إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في فترة من الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وقال الأحمري في سياق حديثه عن تاريخ العلاقات العربية الغربية: "إن الغرب بعد سقوط غرناطة لم يعد يعترف بالعرب رغم أنهم الأقرب"، مشيرا إلى أن العلاقات الآن رهينة لطرفين أحدهما يدافع عن وجوده بعنف /الكلاشينكوف/ والآخر يدافع عن مصالحه بسلاح نووي.
وتساءل الدكتور الأحمري عما إذا كان هناك" إرهاب مقدس وإرهاب غير مقدس، حيث نتحدث كثيرا عن الإرهاب الإسلامي، ونغفل الحديث عن الإرهاب المسيحي واليهودي"، مضيفا" أنه بحسب الفهم الغربي للإرهاب فإن المحتج على المحتل إرهابي"، مشددا على أن أهداف منتدى العلاقات العربية الدولية هو تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب وتعزيز مستوياتها المختلفة، ثقافيا، وسياسيا.
وقد تناولت الجلسة الأولى لمؤتمر العلاقات العربية الألمانية ، موضوع /تاريخ وواقع العلاقات العربية الألمانية، والموقف الألماني من القضايا العربية/ قدمها
المستشرق الألماني الدكتور /أودو شتاينباخ/ والذي أكد في بداية محاضرته ضرورة الوقوف عند التطور التاريخي لعلاقات العرب والألمان، وعلى مستويات هذه العلاقة، مستعرضا تطورها التاريخي من خلال النظر إلى حدثين مهمين أحدهما سنة 1990 وما بعد سقوط جدار برلين، وثانيهما سنة 2010 حيث انطلاقة" الربيع العربي".
وأوضح شتاينباخ إن الألمان يمثلون وجهة النظر الأوروبية القائلة، "إننا جميعا يجب أن نهتم بالعلاقات العربية الأوربية"، مشيرا إلى أن العلاقة بين الطرفين العربي والألماني تعود إلى بداية الفتوحات الإسلامية، حين بدأت أوربا تشكل هوية خاصة بها، فنتج عن ذلك لقاء أوروبي إسلامي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ونبه إلى أن هذا الالتقاء كان يحمل بصمة ألمانية، ومثله /شارلمان الأكبر/، مع الخليفة /هارون الرشيد/، مؤكدا أن ثمة عوامل تاريخية لعب فيها حكام ومسؤولون ألمان دورا مهما في توطيد العلاقات العربية والألمانية، مثل /فيرديرك/ قيصر ألمانيا الذي كان يقرأ القرآن الكريم ويتقن اللغة العربية.
وفي الجانب الثقافي توقف المحاضر عند التفاعل والجدل الذي كان بين فلاسفة اللاهوت الألمان والفلاسفة العرب ، مختتما بالتأكيد على ضرورة وجود تصور للعلاقات بين الطرفين يقوم على فهم جديد يستوعب أحداث الحاضر، ويحلل الأساليب السياسية، منبها في الوقت نفسه إلى الحاجة للغة جديدة للتخاطب بين المثقفين من الجانبين، والتنبه إلى دور الأديان في العلاقات السياسية.
أما الدكتور محمد السنوسي فقد تناول في محاضرته موضوع /العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول المغرب العربي في القرن الواحد والعشرين/، حيث أكد ضرورة الإجابة على الأسئلة المتعلقة بعلاقات الإقليمين ومعوقات هذه العلاقة وفرصها، انطلاقا من مؤشرات التدافع الإستراتيجي.
وقال السنوسي إن هذه العلاقات يجب أن يحكمها منهج التفاعل، موضحا أهم عوائقها التي تتمثل في فشل أنظمة العالم العربي في التفاعل مع تطلعات الشعوب، بالإضافة إلى أن العلاقات كانت مبنية على أسس غير سليمة لأن الأوروبيين بنوها على خدمة مصالحهم، ولم تكن عادلة في تأسيسها وتصريفها، وثمة عوائق أخرى تتمثل في الطابع المعياري الذي انطلقت منه هذه العلاقات، وكذا اختلاف وجهات النظر في درجة التكامل بين الإقليمين.
وختم القول بتعداد فرص هذه العلاقة اقتصاديا، وسياسيا، مؤكدا أن ما يجمع المنطقتين العربية والألمانية أكثر مما يفرقهما.