مع تزايد تلقي حمد الطبية للبلاغات «غير الطارئة».. متى نعطي «الإسعاف» فرصة لخدمة الحالات الأكثر خطورة؟

alarab
محليات 13 ديسمبر 2024 , 01:21ص
يوسف بوزية

تلاقت آراء المواطنين والخبراء المختصين بأهمية رفع التوعية بخدمة الإسعاف وعدم طلب الخدمة في غير الحالات الطارئة كما يحدث في العديد من الحالات، وهو ما دعا مؤسسة حمد الطبية لإطلاق العديد من حملات التوعية بما فيها دعوة أفراد المجتمع «الاتصال بخدمة الإسعاف في حالات الطوارئ الطبية فقط»، وذلك للحد من عدد المكالمات للحالات غير الطارئة على الرقم 999 المخصص لخدمة الإسعاف.
وأكدوا أن توجه أصحاب الحالات المتوسطة والبسيطة للمرافق الصحية الأقرب لهم وتجنب الاتصال بخدمة الإسعاف الطارئ يمنح الفرصة لفرق الإسعاف في تقديم الدعم الطبي الطارئ والسريع للأشخاص الذين يواجهون إصابات أو أمراضا أو حالات أكثر خطورة، منوهين بضرورة اختيار ما يتوافق مع مستوى احتياجاتهم من الرعاية الصحية وهو ما يساهم في دعم على دولة قطر ليتناسب مع كم البلاغات المستقبلة في اليوم الواحد الرعاية الصحية الطارئة والعاجلة في قطر من خلال تقليل عدد البلاغات التي تتلقاها المؤسسة، والتي بلغت في عام 2023 أكثر من 295000 مكالمة طارئة لطلب الاسعاف. كما ارتفع عدد المكالمات الواردة لطلب الإسعاف خلال الأشهر العشرة الأولى في عام 2024 - من يناير إلى أكتوبر - إلى 331,190 مكالمة طارئة.

علي درويش: دعم أفراد المجتمع للوصول إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً

أكد السيد علي درويش، مساعد المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية، أهمية دور أفراد المجتمع في دعم خدمة الإسعاف، من خلال تمكينها للوصول بسرعة إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً لخدماتها، منوها بأهمية عامل الوقت في حالات الطوارئ، حيث يمكن للمسعفين لدينا الاستمرار في الوصول إلى المرضى بسرعة وتقديم الرعاية المنقذة للحياة من خلال الحد من استخدام مواردهم في الحالات غير الطارئة، وبدعم من أفراد المجتمع القطري لاتخاذ الخيار الأفضل الذي يتوافق مع مستوى احتياجاتهم من الرعاية الصحية.
وأوضح أن دور خدمة الاسعاف يتمثل في تقديم الدعم الطبي الطارئ والسريع للأشخاص الذين يواجهون إصابات أو أمراضا مهددة للحياة، ومن ثم توفير النقل إلى قسم الطوارئ في المستشفى المناسب.»
وأضاف: «مع الدعم الذي يقدمه أفراد المجتمع في قطر باتخاذ الخيار الصحي الأفضل بحسب درجة احتياجهم للرعاية الصحية، يمكن للمسعفين مواصلة الوصول إلى حالات الإصابة بسرعة، وتقديم الرعاية التي تنقذ الحياة وذلك من خلال الحد من عدد المكالمات الواردة من الحالات التي لا تعتبر طارئة.»
وشدد السيد على أهمية عدم تردد الأشخاص الذين يواجهون حالات طبية مهددة للحياة بالاتصال على الرقم 999 لطلب الإسعاف، حيث تواصل فرق خدمة الإسعاف الحفاظ على جاهزيتها للاستجابة بسرعة لأي فرد يواجه حالة طبية تهدد حياته في دولة قطر.
ونوه بضرورة الاستماع إلى التوجيهات والأسئلة التي يطرحها المسعف على المتصل لتقييم حالة المصاب، ومن ثم توجيه المتصل إلى الرعاية الصحية المتوافرة في الدولة، بالتالي هذا سيسهم مع خدمة الإسعاف وفي تطوير خدمة الإسعاف لإتاحة الفرصة لخدمة الإسعاف وإتاحة الفرصة للحالات الحرجة ويتوجه للمناطق التي توفرها الدولة من الرعاية الصحية الأولية، منعا لهدر الجهود والتقنيات في غير مكانها وبهدف تنمية القطاع الصحي.

حمد الطبية: لا نرفض أي اتصال للإبلاغ عن الحالات

أكدت مؤسسة حمد الطبية، ضرورة تخصيص خدمة الاسعاف للأفراد الذين يعانون من حالة طبية طارئة تهدد حياتهم مثل الإصابة بسكتة دماغية، أو أزمة قلبية، أو فقدان الوعي، أو النوبات، أو الاختناق أو رد الفعل التحسسي الشديد.
وذكرت المؤسسة في بيانات سابقة، أنه مع خفض عدد المكالمات المتزايدة على الرقم 999 من جانب الحالات غير المهددة للحياة يسمح ذلك لخدمة الإسعاف بمواصلة تحقيق الاستجابة بسرعة للحالات الأكثر خطورة، لاسيما مع نمو عدد السكان مؤخراً إلى ما يزيد على 3 ملايين نسمة، إلا أنَّ خدمة الإسعاف لا ترفض أي اتصال للتبليغ عن أي حالة.
ونوهت بأن أسطول المؤسسة يتضمن العديد من سيارات الإسعاف فمنها ما يناسب المرضى، وأخرى لنقل المرضى من مستشفى لآخر، وسيارات مناسبة للطرق الوعرة، وسيارات اسناد مجهزة بالعديد من الإمكانيات ومخصصة للحالات الحرجة وغيرها من الأنواع. وأوضحت أنه تم إضافة سيارات جديدة لأسطول الإسعاف، وفق المتطلبات التي يحددها المختصون في خدمات الإسعاف، مع حرص خدمات الإسعاف في قطر على تحديث الأسطول بصورة مستمرة، سواء من حيث التجهيزات أو نوعية السيارات نفسها، حيث تم إضافة 10 سيارات جديدة لمركبات الإسعاف الصحراوي، وتهدف الحملات الوطنية المشتركة التي يطلقها القطاع الصحي إلى تثقيف الجمهور بخدمات الرعاية الصحية الطارئة والعاجلة، بتعاون مشترك بين وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب والهلال الأحمر القطري.

6 حالات طارئة تستدعي طلب الإسعاف

مع ازدياد الطلب على خدمة الإسعاف للحالات غير الطارئة، يؤكد قطاع الرعاية الصحية من خلال الحملات الوطنية المشتركة، على ضرورة تخصيص خدمة الإسعاف للأفراد الذين يعانون من حالة طبية طارئة تهدد حياتهم، مثل: الإصابة بسكتة دماغية، أو أزمة قلبية، أو فقدان الوعي، أو النوبات، أو الاختناق أو رد الفعل التحسسي الشديد.
وفي إطار جهودها لتثقيف الجمهور بخدمات الرعاية الصحية الطارئة والعاجلة، جددت مؤسسة حمد الطبية دعوتها لكافة الأفراد بأهمية الاتصال على خدمة الإسعاف في حالات الطوارئ الطبية فقط، وذلك لمنح الفرصة لفرق الإسعاف في تقديم الدعم الطبي الطارئ والسريع للأشخاص الذين يواجهون إصابات أو أمراضا مهددة للحياة.
ومع دخول موسم الشتاء، والذي يشهد عادة زيادة في الضغط على خدمات الرعاية الصحية بسبب العدوى الموسمية مع اجتذاب الطقس البارد لخروج الأشخاص إلى الهواء الطلق، فإن خفض عدد المكالمات الواردة لطلب الإسعاف على الرقم 999 من الحالات غير المهددة للحياة؛ يسمح لخدمة الاسعاف بمؤسسة حمد الطبية بمواصلة الاستجابة بسرعة وفعالية للحالات الطارئة الحرجة والمهددة للحياة.
ولدى خدمة الإسعاف 75 وحدة إرسال منتشرة في جميع أنحاء الدولة، الى جانب أسطول سيارات إسعاف متقدم للغاية يتميز بتحقيق الاستجابة السريعة للمرضى، حيث يعد متوسط الوقت الذي استغرقته خدمة الإسعاف للاستجابة لمكالمات الطوارئ على مدى الـ11 سنة الماضية أسرع من الهدف الذي حددته استراتيجية الصحة الوطنية الأولى لدولة قطر والتي أطلقت في عام 2011.
وقد أسهم تفاني فرق خدمة الإسعاف في تحقيق معدل وصول ضمن الزمن المحدد في 93 بالمائة من المكالمات في المناطق الحضرية، و95 بالمائة في المناطق الخارجية في مكالمات الطوارئ ذات الأولوية من الدرجة الأولى «الفئة الأكثر استعجالا»، وهو ما يتفوق بوضوح على الأهداف الموضوعة لزمن الوصول لحالات الطوارئ.
إلى ذلك، قامت خدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية بتوسيع خدمة الإسعاف الجوي، كما تستخدم فرق الإسعاف أسطولا حديثا من سيارات الإسعاف، بما في ذلك سيارة إسعاف صحراوية تم تدشينها مؤخرا تزامنا مع بدء موسم التخييم، فيما أنشأت خدمة الإسعاف 75 نقطة تعبئة لوحدات الإسعاف موزعة في جميع أنحاء دولة قطر.

عبدالعزيز اليافعي: تثقيف الجمهور بالحالات والأعراض الضرورية لطلب الخدمة

قال السيد عبدالعزيز اليافعي، مساعد المدير التنفيذي لتنسيق الرعاية الصحية الطارئة بخدمة الإسعاف التابعة لمؤسسة حمد الطبية: «إن فرق الإسعاف لدينا جاهزة للاستجابة بشكل سريع على مدار الساعة لأي مريض مصاب بحالة مهددة للحياة. ومع الزيادة الكبيرة في الطلب على خدمة الإسعاف التي نشهدها هذا العام، فإنه من الضروري أن يتم تثقيف الجمهور بالحالات والأعراض التي تستدعي طلب الإسعاف».
وأضاف: «تقدم فرق خدمة الاسعاف بشكل يومي الرعاية الطبية التي تنقذ أرواح المرضى المصابين-على سبيل المثال- بالسكتات والنوبات القلبية، وحوادث الطرق، وحالات التحسس الشديدة، وحالات الصرع، وآلام الصدر، أو فقدان الوعي. ولتمكين فرقنا من الاستجابة بأكثر سرعة وفاعلية ممكنة لحالات الانقاذ تلك، فإننا ندعو الأفراد المصابين بحالات طبية غير طارئة بعدم الاتصال على الرقم 999 لطلب الاسعاف، وندعوهم للتوجه إلى المرفق الصحي المناسب للحصول على العلاج».
وأشار اليافعي إلى أن هناك طلبا متزايدا على خدمة الإسعاف، وفرق الإسعاف لدينا مستعدة وجاهزة على مدار 24 ساعة لتقديم المساعدة والاستجابة بسرعة لأي مريض يعاني من حالات طبية تهدد حياته. إن تثقيف الجمهور حول أنواع الأعراض والحالات التي تستدعي طلب سيارة إسعاف، وتسليط الضوء على مرافق الرعاية الطارئة والعاجلة الأخرى لأولئك الذين يعانون من حالات غير مهددة للحياة سيساعد في السماح للجميع بالوصول إلى الرعاية الأكثر ملاءمة وفقاً للإصابة وأعراض المريض.

خالد فخرو: زيادة الوعي بكيفية وتوقيت طلب الخدمة

أكد السيد خالد فخرو أهمية حملات التوعية المجتمعية التي تطلقها مؤسسة حمد الطبية، بكيفية طلب الرعاية الصحية الطارئة والعاجلة في قطر «خدمة لإسعاف» وضرورة معرفة الحالات المرضية الطارئة التي تستدعي طلب هذه الخدمة، مثل السكتات القلبية، أو فقدان الوعي، أو النوبات وغيرها من الحالات المرضية الطارئة، مبيناً أن التوجه لأي مرفق صحي تابع لمؤسسة حمد في الحالات البسيطة أو غير الطارئة يساهم في علاج الحالات الأكثر حاجة في المجتمع أو الحالات الأكثر خطورة والتي تستدعي الاتصال بهذه الخدمة.
وشدد فخرو على أهمية أن يتعاون أفراد المجتمع وأن يتفاعل الجميع مع هذه الحملات التوعوية، خصوصاً في ظل الزيادة السكانية الملحوظة في دولة قطر، والتي ساهمت بلا شك في زيادة في الطلب على خدمة الإسعاف.
وأشار فخرو إلى أن زيادة وعي أفراد المجتمع من خلال هذه الحملات يساعد فريق خدمة الإسعاف على الاستجابة بفعالية وبأسرع ما يمكن للحالات الحرجة والطارئة وربما إنقاذ العديد من المرضى خاصة مع أهمية عامل الوقت في الحالات الطارئة.
وأشاد فخرو بمستوى الخدمات الصحية التي يوفرها القطاع الصحي في قطر بما فيها مركز الرعاية العاجلة التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومراكز الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للحالات غير الطارئة التي لا يمكنها انتظار الحصول على موعد في أحد المراكز الصحية مثل الإصابة، مؤكدا دور مؤسسة حمد في تلبية احتياجات الرعاية الصحية لأفراد المجتمع في دولة قطر.

20% من البلاغات.. غير عاجلة

تقدم فرق خدمة الإسعاف بشكل يومي الرعاية الطبية التي تنقذ أرواح العديد من المرضى المصابين، وقد نوهت مؤسسة حمد الطبية بارتفاع مكالمات طلب خدمة الإسعاف خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري حيث تم تسجيل 331,190 مكالمة من يناير إلى أكتوبر مقابل تلقي أكثر من 295000 مكالمة طارئة لطلب الإسعاف خلال العام الماضي.
وكشفت مؤسسة حمد عن أن نحو 20% من البلاغات التي ترد إلى قسم خدمة الإسعاف غير عاجلة، وهذه النسبة الـ20% المفترض أن تضاف لحالات أكثر حاجة بهدف الارتقاء بخدمات الإسعاف لتوجيه 100% من الطاقم للمكان الصحيح، وإعادة توجيه الـ20%  للمرافق التي تعتني بالحالات المتوسطة والبسيطة. كما تستقبل المؤسسة نحو 1200 بلاغ يومي يتم التعامل معها من خلال نقاط التمركز والتي تغطي مختلف مناطق الدولة حسب الكثافة السكانية لكل منطقة، وهذه النقاط تعَد نقاطا حيوية يتم تغييرها حسب تغيير الإحصائيات وتمركز البلاغات، فتحديثها مهم بما يتناسب مع البلاغات اليومية، والهدف تنظيم الطاقم الطبي وعدد سيارات الاسعاف للاحتياجات فكلما زادت الاحتياجات تتضاعف معها عدد السيارات والطواقم الإسعافية.
ويستقبل مركز القيادة جميع الاتصالات التي تطلب المساعدة، ومن ثم يتم تحديد جهة المساعدة المناسبة سواء خدمة الإسعاف أو الدفاع المدني أو غيرهما.
وتتضمن وحدة القيادة والسيطرة المتحركة غرفة اجتماعات القائدين الفضي والذهبي، إضافة إلى أجهزة التواصل المختلفة، مما يمكن المسؤولين من اتخاذ القرارات على أعلى مستوى بالمؤسسة، واستخدام نهج استباقي، وتلبية حاجات الرعاية الصحية في الدولة، إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة الحدث. ونوه بأن خدمات الإسعاف على تواصل مع كافة المراكز الصحية والمستشفيات في الدولة، إضافة إلى القطاع الصحي الخاص، والشركاء من الخدمات الطبية في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع.