ثأرية بين الأرجنتين وكرواتيا

alarab
آخرى 13 ديسمبر 2022 , 12:21ص
قنا

تتواجه الارجنتين وكرواتيا اليوم في نصف نهائي مونديال قطر 2022 على استاد لوسيل في منافسة قوية على بطاقة النهائي في تمام العاشرة مساء .ولدى الفريقين العديد من مفاتيح اللعب في هذه المباراة.حيث تكثّف حضور ليونيل ميسي كصانع ألعاب مبتكر يعمل خلف خط المواجهة، في السنوات الأخيرة من مسيرته الرائعة.
كشف مدى نجاعته من خلال تمريرة رائعة قصمت ظهر دفاع هولندا في ربع النهائي ومهّدت لناهويل مولينا افتتاح التسجيل.
من غير المرجّح أن تعيّن كرواتيا لاعباً محدداً لمراقبة لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، معتمدة على دفاع صلب وأحد أقوى خطوط الوسط في البطولة.
يلعب مارسيلو بروزوفيتش الدور الأعمق بين ثلاثي الوسط، وسيتحمّل العبء الأكبر لإبطال فاعلية ميسي (35 عاماً)، لكن بعد تقديم ماتيو كوفاتشيتش مستويات دفاعية مميزة أمام البرازيل، من المرجّح أن يُطلب منه تكرار ادائه. عندما تستحوذ الكرة، تمتلك كرواتيا أحد افضل اللاعبين في العالم بمقدور لوكا مودريتش (37 عاماً) سيساعد كرواتيا عقلية الفوز المثيرة للاعجاب حيث ستلعب دورها مرّة أخرى، ولكن المعارك الطويلة ستؤدي إلى ارهاق جسدي للاعبي المدرب زلاتكو داليتش.و سيساعد كرواتيا أيضاً ان الأرجنتين خاضت في اليوم ذاته معركة طويلة مضنية جسدياً وذهنياً، 
إذا كانت هناك من منطقة واحدة تتفوّق فيها الأرجنتين بشكل واضح فهي المدرجات، حيث يتوقع أن يساندها على الأقل أربعين ألف أرجنتيني ما عدا المتعاطفين معهم من الجاليات المتواجدة في قطر... وهم كثر، خصوصاً مع ميسي أفضل لاعب في العالم سبع مرات والراغب بتتويج مسيرته الرائعة بلقب عالمي أوّل.
وكأن الأرجنتين تخوض مبارياتها على أرضها، على غرار المغرب، ففي المباراة الأخيرة ضد هولندا، تناثر المشجعون البرتقاليون بالمئات في ملعب اتسع لنحو 90 ألف متفرّج وستقام عليه أيضاً المباراة النهائية، علماً انها المباراة الرابعة للأرجنتين في لوسيل، بعد خسارتها افتتاحاً أمام السعودية 1-2، ثم فوزها على المكسيك 2-0 وأخيراً هولندا. سيتكرّر المشهد اليوم.

   فرض الاحترام والهدوء

كسب مدرّب كرواتيا زلاتكو داليتش الاحترام له ولفريقه، بعد قيادته منتخب «المتوهجين» إلى وصافة مونديال 2018، ثم بلوغ نصف نهائي نسخة قطر 2022 على حساب البرازيل المرشّحة بقوّة لاحراز اللقب.
المدرب الذي خسر نهائي 2018 أمام فرنسا 2-4، اطلق تصريحه الشهير قبل انطلاق النسخة الحالية بقوله متوجها الى الصحفيين «لا تقللوا من شأننا!». كان هذا الشعار أكثر من تحذير وكرّره بعد الإنجاز ضد البرازيل في ربع النهائي، يبدو وكأنه تحد بالنسبة اليه.
كان داليتش (56 عامًا) حلّ محل أنتي كاتشيتش في خريف 2017، غداة تعادل كرواتيا على ارضها مع أيسلندا (1-1)، وقبل يومين من مباراة حاسمة للتأهل لكأس العالم الروسي وبصفة المدرب الموقت.
اختير لعدم وجود أي شخصية أفضل لمجموعة معتادة على الأسماء الرنانة امثال ميروسلاف بلاجيفيتش (كان داليتش مساعدًا له في فارتكس فاراجدين لمدة عامين)، أو سلافن بيليتش أو نيكو كوفاتش.

تكافؤ في المواجهات بين الفريقين

يسود التكافؤ بين الأرجنتين وكرواتيا في تاريخ مواجهاتهما المباشرة في كأس العالم وودياً، فيما تبدو الثانية خبيرة في الأشواط الإضافية التي خاضتها خمس مرات في آخر ست مباريات ضمن الأدوار الاقصائية، وذلك قبل مبارزتهما الثلاثاء في نصف نهائي مونديال قطر.
ضمن المنتخبان التأهل إلى نصف النهائي عبر ركلات الترجيح، كرواتيا على البرازيل حاملة اللقب 5 مرات، والأرجنتين أمام هولندا.
حقق كل منهما فوزين مقابل تعادل واحد في إجمالي المواجهات الثنائية، علماً أنهما تقابلا مرتين في دور المجموعات من كأس العالم، حيث فازت الأرجنتين 1-0 في نهائيات 1998، بينما انتصرت كرواتيا 3-0 في روسيا 2018. 

الكروات خالفوا كل التوقعات

خالف رجال المدرب زلاتكو داليتش كل التوقعات وقادوا البلاد الى نصف النهائي الثالث في ست مشاركات بعدما عرفوا كيف يديرون مباراتي ثمن وربع النهائي بروح قتالية عالية سمحت لهم بتعويض تخلفهم أمام اليابان ثم أمام البرازيل في الوقت الإضافي، قبل أن يحسموا الأمور بركلات الترجيح
فبعد مشوار «هادئ» الى حد كبير في دور المجموعات حيث تأهل رجال داليتش في المركز الثاني ضمن منافسات المجموعة السادسة خلف المغرب بتعادلين وانتصار، جاء دور ليفاكوفيتش ليفرض نفسه بطلاً في الدور ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح.
المهمة الكرواتية لن تكون سهلة بالتأكيد، إذ أن جر فريق المدرب ليونيل سكالوني الى ركلات الترجيح قد لا تثمر لأن أبطال العالم مرتين يملكون في صفوفهم سلاحاً مماثلاً بشخص إميليانو مارتينيس الذي كان بطل التأهل الى دور الأربعة 
هذا ويقف المنتخب الكرواتي «الشجّاع» وقائده المخضرم لوكا مودريتش بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وفرصته الأخيرة لمنح بلادها لقبها الأول منذ 1986، حين يتواجهان اليوم على ملعب لوسيل في نصف نهائي مونديال 2022.
عندما دخلت كرواتيا نهائيات النسخة الثانية والعشرين كانت خارج الحسابات، لاسيما أن معظم نجومها الذين قادوها لنهائي عام 2018 تقدموا في العمر، وعلى رأسهم القائد مودريتش (37 عاماً).