مستمر في إقامة معارض عالمية لتمثيل بلدي خير تمثيل
أحاول دائمًا تبسيط طريقة رسمي.. و«الواقعي» جميل لكن وقته لم يحن
معرض «رمال» يحتوي على 26 لوحة فنية حظيت بإعجاب الفرنسيين
يمتلك أحمد المعاضيد رؤية خاصة، مكنته من تحديد مساره الفني ومحاولا تبسيط طريقة رسمه وتقديمه للعالم بلغة سهلة مستخدما الكثير من العناصر التراثية والتقليدية في مزج الفن، كاللؤلؤ والمدخن.
أقام العديد من المعارض الفنية للتعريف بالثقافة القطرية وعناصر التراث القطري، تنوعت مسيرته الفنية ما بين الكاريكاتير والرسوم المتحركة والمسلسلات والأفلام وكلها مراحل في حياته الفنية كان له بصمة فنية في كل مرحلة،
لكن «اللوحات الفنية عالم آخر، فأن تكون متمكنًا في أكثر من فرع يعطي قوة للفنان».يتحدث أحمد المعضادي عن لوحته الشهيرة «تميم المجد» باعتزاز كبير، كأهم لوحة لديه، معتبرا إياها «نقلة نوعية بالنسبة لي وكان لها تأثير قوي وصدى في العالم كله. تختلف المدة الزمنية لكل لوحة اعتماداً على الألوان والفكرة، بالإضافة إلى امتلاك المزاج المناسب للرسم» كما يقول.
وفي لقاء خاص مع (العرب) تحدث الفنان أحمد المعاضيد عن معرضه الخاص المقام حاليا في باريس، وعن رؤيته لعالم الرسم واهتمامه بالمعارض وتراجع اهتمامه بفن الكاريكاتير الذي قدمه عبر «العرب» و»الشرق»، كما تحدث عن أهم لوحة في رصيده الفني ولماذا كانت نقلة نوعية في مسيرته الفنية.. فكان الحوار التالي:
• في البداية ضَعنا في أجواء معرضك الفني الأخير في فرنسا؟
- أقمت معرضي في باريس في فندق الفوكت بشارع الشانزليزية وافتتح في تاريخ 7 ديسمبر الحالي، يحتوي على 26 من اللوحات الفنية، وهو يحمل عنوان «رمال». الرمال موجودة في كل العالم وتربط العالم بعضه ببعض، وخاصة في المنطقة العربية.. قد اخترت هذا الاسم العربي لأنشر الثقافة العربية والقطرية من خلال فني، بطريقة ناعمة وجميلة. أغلب اللوحات مستوحاة من رموز الأدب العربي، مثل: المتنبي، وغيره من الشعراء المعروفين في الوطن العربي على مستوى العصور بشكل عام. وكانت هذه أحد الرسائل الموجودة داخل اللوحات الفنية. أقيم المعرض في فندق الفوكيت في باريس، وكانت الفرصة ممتازة للقاء الفنانين في مجال الثقافة. وقد أعجب الإعلام الفرنسي بالنمط الذي قدمته، فهذا الفن موجود في كل العالم، ولكن الطريقة والأسلوب الثقافي العربي ليس موجوداً عندهم، وهذا ما أبهرهم ولله الحمد، وهذا توفيق من رب العالمين. وأنا اعتبر نفسي ممثلاً لبلدي ووطني قطر وللعرب في مجال الثقافة الفنية، علماً أن المعرض السابق كان يتكلم عن أمور الإنسانية بشكل عام، وكان لي العديد من الإسهامات في هذا الموضوع.
بدأت معرض «رمال» في عاصمة الفن والذوق باريس، أول معرض شخصي خارج دولة قطر، وبمجهود شخصي وتنسيق مدروس. وتحمل إحد اللوحات اسم «العيد» والتي تعبر عن الفتاة القطرية بلبس البخنق القطري الذي يلبس في الأعياد، وذلك لتعريفهم بثقافتنا وعاداتنا. إحدى اللوحات الأخرى تحمل اسم «العزم» التي تحمل صورة الطير والصقر العربي مستلهمة من قصيدة المتنبي الذي يقول:
«عَلى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ»
• ما هي رؤيتك لعالم الرسم؟
- عالم الرسم ملهم جداً من حيث إنه يتحدث بلغة عالمية يفهمها الجميع من كل الأعمار، وهو عالم كبير وعريض وله العديد من الموضوعات المختلفة التي دائمًا ما تكون ملهمة، ورسائل موجهة للعالم.
• ماذا عن اهتمامك بالمعارض؟ ولماذا تراجع اهتمامك بفن الكاريكاتير الذي قدمته في «العرب»؟
-إذا كان سؤالك عن المعارض التي أقيمها، فأنا اختارها بعناية والتوقيت مهم جدًا بالنسبة لي. أما إن كان السؤال عن المعارض الأخرى، فأنا أحرص على زيارتها؛ للتعلم منها ودعم القائمين عليها. لقد عملت في رسم الكاريكاتير في جريدة «العرب»، وكانت فرصة جيدة وممتازة، وكذلك في «الشرق». وقد تعلمت من كلاهما الكثير، فكل كاريكاتير له صفة مختلفة. وقد قدمت الكاريكاتير والرسوم المتحركة والمسلسلات والأفلام وكلها مراحل في حياتي نجحت فيها بحمد الله. واللوحات الفنية عالم آخر، فأن تكون متمكنًا في أكثر من فرع يعطي قوة للفنان.
• لماذا قررت الخروج بلوحات للعرض في الخارج؟ وأي هدف تسعى لتحقيقه؟
- أعتبر نفسي ممثلاً لوطني وثقافتي، فلدي فكر ومادة أقدمها للعالم بشكل عام على مستوى احترافي، فيجب عليّ أن احترم فني وأقدره وأنشره؛ ليعلم العالم مدى قوة الفن ولنفتخر بثقافتنا. وكوني فنانًا قطريًا يقدم فنه للعالم، فهذا يحسب لبلدي قطر.
• حدثني عن أهم اللوحات لديك، وعن المدة الزمنية التي تستغرقها في رسم اللوحة؟
- أهم لوحة لدي هي «المجد» بلا شك، فقد كانت نقلة نوعية بالنسبة لي وكان لها تأثير قوي وصدى في العالم كله. تختلق المدة الزمنية لكل لوحة اعتمادًا على الألوان والفكرة بالإضافة إلى امتلاك المزاج المناسب للرسم. فالمرحلة الأولى هي الموضوع، والثانية هي رسم مسودة والذي يستغرق وقتًا طويلاً جدًا، وأخيرًا مرحلة التنفيذ. وتحتاج المرحلة الأخيرة أيضًا لوقت طويل لإخراج العمل بجودة وعدم الاستعجال فيه.
• ماذا عن خططك في المجال الفني؟ هل تنوي إقامة معارض جديدة؟ ومتى تعود إلى الكاريكاتير؟
- مستمر ولله الحمد وفضل من الله في إقامة معارض مختلفة على مستوى العالم لأستطيع تمثيل بلدي قطر خير تمثيل.
• لماذا تبدو منصرفا عن رسم الواقع ومحاكاة تفاصيل الحياة الصغيرة؟
- أحاول دائماً تبسيط طريقة رسمي، الرسم الواقعي جميل جدًا، ولكن وقته لم يحن بالنسبة لي، علمًا أني استخدمت الكثير من العناصر التراثية والتقليدية في مزج الفن، كاللؤلؤ والمدخن.
• ماذا عن طموحك في المستقبل؟ إلى أي مكانة تسعى لأن تصل؟
- الطموح دائمًا لا حدود له، فأنا أحب أن أقدم وأعطي لأرفع اسم بلدي. لقد وصلت بحمد الله إلى مكانة يحلم فيها أي فنان، ولكني لن أقف عند حد معين وسأحاول دائمًا أن أقدم المزيد مادام عندي مادة أقدمها بإذن الله.
• ماذا عن رد فعل الجمهور حيال لوحاتك؟
- لقد أحب الجمهور ما قدمته من لوحات تراثية وثقافية عن الثقافة القطرية والأدب العربي، وقد انبهروا به كونه شيئًا جديداً عليهم، وقد أثنت المحلية والفرنسية على هذا العرض ولله الحمد.
• ماذا ينتظر الفن التشكيلي القطري حتى يصل إلى العالمية؟
- الفن التشكيلي القطري وصل للعالمية منذ زمن، ولكن يحتاج إلى ذكاء في العرض لاستقطاب الجمهور.
• لكل فنان مثل أعلى وقدوة، من هذا الشخص؟
- كل ناجح قدوة، أحب أن أرى أعمالاً فنية مختلفة وعالمية وأحب الناجحين، وأعتبر نجاح أي شخص في العالم من نجاحي.
• ماذا عن أهمية المشاركة بالنسبة إليك في المعارض سواء بالداخل أو الخارج؟ وما دورها في تعزيز الإبداع واكتشاف المواهب الفنية؟
- المشاركة في المعارض مهمة جدًا، ولكن يجب اختيار المعارض المناسبة. والمعارض بلا شك تعزز الوعي الثقافي والفني لدى الجمهور، كما هو الحال لدينا في دولة قطر التي تمتلك وعيًا جماهيريًا كبيرًا نفتخر فيه.
• هل تعتقد أنه يجب أن يكون الفنان دارساً لهذا الفن حتى يخرج إلى الناس بصورة جيدة؟ أم أن الموهبة تكفي؟
- الموهبة والدراسة؛ فأنا لم أدرس الفن، ولكن كانت لدي الموهبة، وحتى تصقل هذه الموهبة لابد من الممارسة والتجارب المستمرة لتقديم الأفضل دائمًا، ولكي تكون محترفًا في تقديم أعمالك ولوحاتك الفنية. الموهبة قد تبدأ عند الجميع، ولكن بعضهم يهملها بدون تطوير، فالدراسة الفنية ليست ضرورية بقدر المبادرة للتطور والتعلم من التجارب والتغذية البصرية والعمل بشغف.