حذر أميركي فرنسي متبادل بشأن الملف النووي الإيراني
حول العالم
13 ديسمبر 2014 , 01:14م
واشنطن - ا.ف.ب
تتبادل الولايات المتحدة وفرنسا المراقبة بحذر بشأن الملف النووي الإيراني في لعبة دبلوماسية تشتبه فيها واشنطن بأن باريس تتلكأ في إبرام إتفاق مع طهران فيما يشعر الفرنسيون ضمنا بالقلق من تسرع الأميركيين.
ويشكل حل كل مشاكل البرنامج النووي الإيراني دفعة واحدة والتصالح مع الجمهورية الإيرانية أولوية لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وتريد فرنسا أيضا مخرجا للأزمة لكنها تعد منذ سنوات الأكثر تشددا بين دول مجموعة 5+1 التي تفاوض طهران وتضم أيضا الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا.
رسميا، تعلن واشنطن وباريس "وحدة موقفهما" للتوصل الى حل مع طهران ينهي 12 عاما من التوتر.
لكن مصادر دبلوماسية متطابقة تعترف بأنه في كواليس هذه المواجهة بين إيران والدول الكبرى، هناك خلاف بين باريس وواشنطن.. وقد شهدت العلاقات بينهما تقلبات منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 وقد تكون الحلقة الضعيفة في مجموعة 5+1 في مواجهة طهران.
وفي الجلسات الخاصة يعبر الدبلوماسيون عن القلق وحتى عن الاستياء من فرنسا التي تدعي بدون وجه حق برأيهم بأنها الأكثر تشددا حيال طهران. وهم يتهمون نظراءهم الفرنسيين بالتحدث كثيرا عن خبرتهم الحقيقية في النووي الإيراني لكن بدون أن يقدموا شيئا يذكر وبدون أن يتحركوا ويرفض الفرنسيون الرد على إنتقادات الأميركيين.
لكن في المفاوضات الأخيرة التي جرت في فيينا في نهاية نوفمبر، أطلق السفير الفرنسي في الولايات المتحدة جيرار أرو تغريدات كثيرة بالانجليزية، دعا فيها الى "الصبر والحزم" في "لعبة البوكر هذه" مشيرا الى أنه "إذا كان أي إتفاق حاسما للإقتصاد الإيراني فهو "ليس أكثر من مهم بالنسبة لنا".
وكذلك حذر دبلوماسي غربي موجها حديثه الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري من أنه "علينا ألا نتسرع من أجل إتفاق والتسرع سيكون خطأ ترتكبه مجموعة 5+1" وأضاف أن "الضغط هو على إيران".
وتابع هذا الدبلوماسي "نريد إتفاقا متينا وليس إتفاقا من أجل إتفاق".
وأكد دبلوماسي آخر أنه "إذا كان الإيرانيون يريدون إتفاقا فمن غير الأكيد أنهم يستطيعون دفع ثمنه" خصوصا بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي والقدرة على التخصيب وهي نقطة تتعثر أمامها المفاوضات.
ولم تسفر المفاوضات التي جرت في فيينا قبل ثلاثة أسابيع بين إيران والدول الست سوى عن تمديد المحادثات حتى يوليو 2015 وستستأنف هذه المفاوضات في 17 ديسمبر في جنيف.
وقبل أن يتوجه إلى فيينا حرص كيري على التوقف في باريس ليتأكد من أنه هو ونظيره الفرنسي لوران فابيوس على الموجة نفسها.
وقال دبلوماسيون أميركيون أن كيري يخشى أن يكرر فابيوس ما فعله في نوفمبر 2013 عندما عارض في اللحظة الأخيرة صيغة أولى لإتفاق مؤقت مع إيران.
وتعترف كيلسي دافنبورت من منظمة مراقبة الأسلحة في واشنطن بأن "لدى فرنسا والولايات المتحدة آراء مختلفة حول فرص التوصل الى إتفاق" وأضافت أن "الكأس نصف الفارغة هي كأس نصف ملآنة أيضا".
وسيشكل التوصل الى تسوية للملف النووي الإيراني نجاحا تاريخيا لأوباما الذي مد يده لطهران.
كما تفاوض الاميركيون سرا مع الايرانيين في 2011 و2012 حول الملف النووي.
وجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران مقطوعة منذ 1980.
ويمكن أن تسمح مصالحة مع الدولة الشيعية الكبرى بإعادة بعض التوازن في الشرق الأوسط للولايات المتحدة.
اما فرنسا فهي لم تقطع علاقاتها مع ايران لكنها تعتمد خطابا بالغ الحزم بشأن الملف النووي، وخصوصا في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.