سيخوض العنابي الأول - الليلة - تجرِبة ودية قوية؛ تجمعه بمنتخب تركيا بملعب لخويا، بداية من الثامنة والنصف، في إطار استعدادات الطرفين للتحديات المقبلة، حيث يحضِّر المنتخب الضيف لبطولة كأس أوروبا للأمم، فيما يجهز العنابي لتصفيات مونديال 2018 في روسيا، باعتبارها المهمة التي يتطلع الجميع إلى تحقيقها لتكون انطلاقة تاريخية للكرة القطرية.

أهمية مباراة اليوم تكمن في قوة المنافس وسمعته الأوروبية؛ لذلك فالاختبار سيكون قويا ومفيدا للعنابي بجميع المقاييس، وعلى الجهاز الفني بقيادة جوزي كارينيو أن يحقق منه الإفادة المرجوة، نظرا لكون المنتخب الضيف يشكل محكا حقيقيا لقدرات العنابي، من جميع النواحي الفنية والتكتيكية، وهي النقطة التي يتوجب على كارينيو التركيز عليها جيدا، لاستخلاص الدروس والعبر من لقاء الليلة بغض النظر عن الغيابات، أو غيرها من العقبات، اعتبارا لكون الغيابات لأي سبب من الأسباب تعد من المتغيرات التي يتوجب التعامل معها في حينها في مجال كرة القدم.

رغم غيابه عن النسخ الثلاثة الأخيرة من المونديال، فإن المنتخب التركي يظل واحدا من المنتخبات القوية أوروبيا، وإن كان رصيده ضعيفا فيما يخص الألقاب، نظرا لكونه يواجه أعتى منتخبات القارة العجوز التي تعد الأفضل في العالم، كذلك لكن المنتخب التركي ظل حاضرا بفضل نخبة مميزة من لاعبيه التي بلغت شهرتها الآفاق في فترات مختلفة، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فهي فرصة للتذكير بكون تونكاي شانلي - محترف أم صلال في الموسم الماضي - يعد واحدا من خيرة المهاجمين في المنتخب التركي خلال السنوات الأخيرة؛ حيث مثَّل منتخب بلاده سبع سنوات من 2003 إلى 2010، ولعب 80 مباراة دولية، سجل خلالها 22 هدفا، ليكون ثاني أفضل هدافي تركيا بعد النجم هاكان سوكور، الذي سجل 51 هدفا في 112 مباراة دولية.

تملك مباراة الليلة كل مقومات الامتحان القوي للعنابي، رغم أن نتائج منتخب تركيا يمكن أن تعطي انطباعا بعكس ذلك بالنظر إلى الصعوبة التي وجدها الأخير في خطف بطاقة التأهل الأخيرة لحضور كأس أوروبا للأمم 2016؛ فقد تأهل بعد فوزه على منتخب أيسلندا بهدف دون رد، ليحقق التأهل بصفته أفضل ثالث بفضل هدف متأخر للاعبه سلجوق إينان، سجَّله في الدقيقة 89، حيث سيظل عالقا في ذاكرته لوقت طويل، بعدما نجحت تركيا في رفع رصيدها إلى 18 نقطة في المركز الثالث للمجموعة، علما بأن بطاقة أفضل مركز ثالث مؤهل مباشرة إلى النهائيات انحصرت بين المجر من المجموعة الثالثة وتركيا من المجموعة الأولى.

ومنتخب تركيا حاليا في المركز 18 في التصنيف الشهري للفيفا، حسب آخر تصنيف صادر عن الاتحاد الدولي لشهر نوفمبر؛ وهو يبرز التقدم الذي يحرزه المنتخب التركي بقيادة مدربه فاتح تريم، خاصة إذا علمنا أن تركيا كانت في المركز 48 في شهر يناير من السنة الحالية، بل وصلت إلى المركز 57 في شهر يونيو الماضي، قبل أن يتحسن ترتيبها في الشهور الثلاثة الأخيرة.
                              /أ.ع