الدولة الإسلامية في سيناء.. درجة للأعلى
حول العالم
13 نوفمبر 2015 , 06:55ص
اسرائيل اليوم
كان إسقاط طائرة الركاب الروسية في سماء سيناء ومصرع ركابها سببا لاحتفال رجال «الدولة الإسلامية». أولئك الذين لم يكفوا عن التباهي بقتل «الصليبيين الروس»، 224 سائحاً روسياً، بينهم الكثير من النساء والأطفال، وذلك كجزء من عملية انتقام للتنظيم من روسيا بوتن بسبب مشاركتها في الحرب الأهلية في سوريا.
لا شك أن بوتن لم يقدر أن تدخله في سوريا سوف يكلفه ثمنا غاليا هكذا. ولكن ليس بوتن وتوازناته هو المهم الآن. المهم هو الارتفاع الخطير في درجة التهديد الذي يشكله امتداد الدولة الإسلامية في سيناء، سواء بالنسبة للنظام المصري، أم للسائحين والأهداف الغربية في سيناء، أم بالنسبة لإسرائيل، التي طالتها ذراع التنظيم بسلسلة من الهجمات والحوادث خلال السنوات الأخيرة.
فمنذ أحداث سبتمبر 2001 وجد تنظيم القاعدة وأشباهه صعوبة في تكرار هجوم إرهابي بمدى مماثل. وقد أسهمت في ذلك الوسائل الأمنية الصارمة التي اتخذت في جميع أنحاء العالم، وكذلك حقيقة أن التنظيمات الإرهابية فقدت معاقلها الإقليمية التي أتاحت لها التخطيط، والتدريب، والاستعداد لهجوم إرهابي بهذا المدى. وكما هو معلوم، فإن أفغانستان تحت حكم طالبان هي التي شكلت نقطة انطلاق وظهيرا لوجيستيا للهجمات على برجي مركز التجارة العالمي، ولكن بعد احتلال أفغانستان على أيدي الولايات المتحدة، فقد التنظيم القاعدة الأرضية التي كانت في غاية الأهمية بالنسبة له.
إن إنشاء «الدولة الإسلامية» في قلب الشرق الأوسط، في أعماق العراق وسوريا، والكثير من الدولارات والمتطوعين الأجانب الذين يتمتع بهم التنظيم، كل ذلك بالطبع يغير صورة التهديد. ويستهدف التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها عمليات إرهابية واسعة النطاق. وهي تتركز في الوقت ذاته بأنحاء العالم العربي، ولكن الغرب أيضا، روسيا وإسرائيل، ضمن أهدافه.
إن امتداد «الدولة الإسلامية» في سيناء هو الأبرز بين جميع امتداداتها، وهو الذي يقوده تنظيم أنصار بيت المقدس (سابقا، وأصبح ولاية سيناء التابعة لـ «الدولة الإسلامية»). وقد نفذ التنظيم عدة هجمات ضد إسرائيل في السنوات الأخيرة، وبعضها أوقع قتلى. إن الاندماج بين تنظيم نشط له وجود وسيطرة على أجزاء من سيناء، وبين المنظمة الأم التي يعتمد على خدماتها المقدمة من سوريا والعراق، هو اندماج قاتل. إن تغلب السلطات المصرية والروسية على أسئلة الأنا والكرامة من المفترض أن يستغرق عدة أيام، وكذلك على الإهانة التي تلقوها من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين سارعتا بإعلان أن الشواهد التي بين أيديهم تشير إلى أن الطائرة الروسية تحطمت بسبب انفجار حدث بداخلها، ولكن في نهاية المطاف ستضطر القاهرة وموسكو إلى الاعتراف بما كان واضحا أو من الممكن أن يتضح خلال ساعات قليلة: أنه عمل إرهابي. إن المصريين يخشون، وهم محقون في ذلك، تدمير صناعة السياحة في جنوب سيناء، وهي التي تدر دولارات تحتاج إليها مصر كالهواء للرئتين. ولكنهم سوف يكتشفون أن من يخفي قنبلة في طائرة ليسقطها يستطيع أن ينفذ هجمات أكثر تطورا وخطورة في الداخل المصري أيضا. ولذلك من الأفضل أن يعترفوا بالمشكلة ويعملوا لمواجهتها.
إن المشكلة الحالية هي مشكلة السلطات المصرية، وبالطبع مشكلة بوتن. ولكن من شأنها أن تكون مشكلة المجتمع الدولي، وكذلك مشكلة إسرائيل. إن فيلم التهديدات الذي عرضه تنظيم الدولة بالعبرية لم يؤخذ في إسرائيل على محمل الجد، ولكن من الواضح أن التنظيم أثبت قدرة تنفيذية، وأن كل ما يحتاج إليه هو الفرصة ليضع مخططاته موضع التنفيذ.