أحلامي بريئة بعد ابتعاد 5 سنوات

alarab
ثقافة وفنون 13 نوفمبر 2015 , 06:30ص
حنان الهمشري
فنانة يتلخص سر نجاحها في إصرارها على الاستمرار، وبساطتها في الإعلان عن جرأتها أحد أسباب نجوميتها وقدرتها على المواجهة أهم بند في قاموس شخصيتها، هادئة كموج البحر، وناعمة في ثورتها، وواثقة في قدراتها، من المستحيل اختراق المجال الجوي لأفكارها، إنها المطربة أنغام التي تعود بعد غياب دام خمس سنوات بــ"أحلام بريئة"، ألبومها الجديد الذي ضم 13 أغنية وحمل العديد من المفاجآت، مثل تعاونها لأول مرة مع المطرب محمد حماقي، وغنائها باللهجة اللبنانية، ولماذا لم تقدم على تجربة تقديم أعمال درامية للشاشة الرمضانية مجددا بعد "في غمضة عين"، والعديد من الموضوعات كانت محور حديثنا التالي معها:
¶ أولا نبارك لك على العودة بــ»أحلام بريئة»، ألا ترين أن ابتعاد الفنان عن جمهوره فترة خمس سنوات شيء في صالحه أم أنه يمكن أن يفقده بعضاً من جمهوره؟
- لا أعتقد، لأن الفنان الذي يقدم فنا جيدا لا يغيب أبداً عن جمهوره، لأن أعماله باقية، كما أنني لم أبتعد عن جمهوري أبداً خمس سنوات، فقد كنت حريصة على تقديم بعض الأغاني الفردية عبر الشبكة العنكبوتية، وحققت نجاحا كبيرا وتواجدا بين جمهوري، كان آخرها أغنية «أجمل مكان»، هذا بالإضافة إلى أن عام 2011 كان الوسط الفني بشكل عام في حالة تجمد للأوضاع السياسية التي كانت تمر بها البلاد وفي عام 2012 انشغلت بمسلسلي الوحيد «في غمضة عين»، ولم أستطع التركيز في اختيارات أغاني ألبومي الجديد إلا منذ عام 2013 فقط، وخلال تلك الفترة كنت دائما ما أطرح أغنيات فردية بأكثر من مناسبة.

¶ هل توقعتِ النجاح الذي حققه الألبوم؟ ألا ترين أن ثلاث سنوات هي فترة طويلة للتحضير لألبوم واحد فقط؟
- الحمد لله «فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً»، الحقيقة توقعت أن يجد هذا الألبوم صدى كبيرا لدى الجمهور، لأن اختيار الأغنيات فقط استغرق عامين كاملين، فقد تم انتقاء أغنياته بدقة شديدة، وهو أسلوبي في كل ألبوماتي؛ حيث أحب الظهور دائماً في قالب جديد ومتمرد على القوالب التقليدية، فأنا بطبيعتي أتأنى في اختياراتي لتقديم أفضل شيء ممكن.

¶ بعد التواجد والنجاح الذي حققه مسلسل «في غمضة عين» كان من المنتظر من أنغام أن نراها بالسينما لكنها فضلت الابتعاد عن السينما والتلفزيون.. لماذا؟
- كما قلت بسبب النجاح الذي حققه المسلسل فالنجاح يحملك مسؤولية تقديم الجديد والجيد دائما، وأنا لم أتعمد الابتعاد عن التمثيل، وفي الوقت نفسه لم أسعَ وراء فكرة التمثيل، سواء قبل المسلسل أو بعده، لكنني أتمنى أن أقدم عملاً فنياً جديداً، في السينما أو الدراما، وإذا عرض عليَّ سيناريو جيد ومناسب لي فسأوافق على تقديمه، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، فنجاح أولى تجاربي الدرامية كان ولا يزال دافعاً لي لتقديم عمل آخر، لكن هذا يتطلب مني البحث عن المشروع المناسب والجيد، وربما توقع البعض سرعة خطواتي المقبلة في مجال التمثيل نظراً إلى ارتباط الجمهور بالمسلسل وشخصياته وأحداثه، لكن حتى الآن لم أجد العمل المناسب الذي يرضيني فنيا لأعود به إلى كاميرات الدراما.
¶ إذن غياب أنغام كل هذه الفترة كان للبحث عن ألحان جديدة، فقد حمل ألبومك الجديد العديد من الألحان لملحنين لأول مرة تتعاونين معهم؟
- هذا صحيح لحد كبير، وأنا سعيدة جدا بهذا التعاون، فلأول مرة أتعاون مع محمد رحيم وعزيز الشافعي ومحمد حماقي، وكان تعاوناً مثمرا، وكل أغنية من هذه الأغنيات كانت لها قصة، فعلى سبيل المثال تعاوني مع محمد حماقي جاء بطريق الصدفة فأثناء تحضيري للألبوم استمعت إلى لحن الأغنية وأعجبني كثيراً، وهو لم يصنعه لي خصيصاً، بل كان لحنا مؤجلا لديه، لكنه أعجبني جدا، لذلك طلبت من حماقي أن أضمه لألبومي الجديد فتحمس هو أيضاً للفكرة. أما بالنسبة إلى رحيم فكنا ننوي منذ سنوات عدة أن نجتمع معاً في عمل وكان هناك عدد من المشروعات السابقة، لكنها لم تكتمل لأسباب مختلفة، حتى تعاونّا معاً في هذا الألبوم، كما أنني سعيدة أيضاً بالتعاون مع عزيز الشافعي، لأنه من الملحنين الذين يعجبني ذوقهم وإحساسهم في استخدام الجمل الموسيقية أما الملحنين الشباب شريف بدر ومحمدي فأتوقع لهم مستقبلاً باهراً، فلديهم إحساس مرهف بالموسيقى.

¶ أكثر من 10 سنوات ونحن دائما نتساءل متى ستخرج أغنية «بقيت وحدك» للراحل عصام عبدالله من الأدراج للنور حتى قررت ضمها إلى ألبومك الجديد.. لماذا؟
- هذه الأغنية بشكل خاص لها منزلة خاصة لدي، وأنا بالفعل أحتفظ بها منذ أن كان عمري تسعة عشر عاما، فخلال تلك الفترة الزمنية لم أستطع غناءها، فكنت أرى أن كلماتها تحتاج إلى نضج فني معين، والآن عندما شعرت بأنها مناسبة جداً للمرحلة العمرية التي أعيشها حالياً قررت أن أضمها إلى ألبومي الجديد، والحمد لله هي واحدة من أهم الأغنيات التي لاقت صدى كبيرا بعد طرح الألبوم.

¶ لكن الشاعر أمير طعيمة كان له نصيب الأسد في ألبومك «أحلام بريئة».. لماذا؟
- أنا لا أجامل أحدا في عملي، لأنه في النهاية سوف ينسب لأنغام، ورغم أنني أثق جدا بأمير كصديق وعلاقتنا قوية جداً على المستوى الشخصي، فإن هذا ليس سبب تعاوني معه في نصف أغنيات الألبوم، وإنما جاء ذلك نتيجة إعجابي الشديد بالأغاني، بالإضافة إلى أنه يُعتبر واحداً من أهم الشعراء الموجودين حالياً في الوطن العربي، كما قدم لي ست أغانٍ مميزة، تختلف كل منها عن الأخرى، وكأنها لشعراء مختلفين، فقررت أن أضمها كلها، لأنني رأيت أنها تشكل إضافة للألبوم، فلم أنظر إلى المسألة بمنظور التعاون مع صديق بقدر ما كان اختيار الجديد، والجيد هو الأهم.

¶ قدمت أغاني باللهجة الخليجية، لكنها المرة الأولى التي تقدمين اللهجة اللبنانية في ألبوم خاص.. فهل هي محاولة لمغازلة السوق اللبنانية؟
- الحقيقة أن فكرة الغناء باللهجة اللبنانية كانت تراودني منذ فترة، خصوصاً أنني من عشاق فيروز، وأستمع إلى أغنياتها منذ طفولتي، وطوال عمري معجبة بالشكل اللبناني، وأعتبر اللهجة اللبنانية من أقرب اللهجات إلى المصرية، وهي سهلة الفهم بالنسبة إلى المصريين، لكن في كل مرة كنت أتردد في اتخاذ الخطوة، ربما لأنني لم أجد الأغنية التي تشجعني عليها، وانتظرت حتى وجدت العمل المناسب لي وكانت أغنية «عم بكره الموسيقى».

¶ هل كانت أنغام هي صاحبة اختيار عنوان «أحلام بريئة» لهذا الألبوم؟
- نعم فهذا العنوان يشمل كل المعاني الموجودة في باقي الأغنيات، فرغم تنوع أغنيات الألبوم في الألحان والكلمات، لكن من يستمع إليه يشعر وكأنه يعيش تجارب وأحلاماً عاشها شخص آخر على أرض الواقع، ويرويها من خلال الأغنيات، وجميعها تجارب بريئة، ولذلك وجدتها الأقرب لتحمل اسم الألبوم، وفي القريب العاجل سوف أصور أغنية «أهي جت» فهي من أولى الأغنيات التي استقررت على تصويرها حتى قبل طرح الألبوم، وجدتها مناسبة لتكون أولى الأغنيات المصورة للألبوم.

¶ تحرصين دائما على أن يكون لكِ «لوك» جديد مع كل ألبوم جديد.. فهل ترين ذلك من عوامل نجاح الألبوم أيضاً؟
- الجمهور يبحث أولا عن المضمون والجديد، فيما تقدمين ثم ينظر إلى الشكل لذلك الاختلاف شيء لا بد منه، وهو نوع من أنواع التغيير مع كل عمل فني جديد، ورغم حرصي على التنوع، أفضّل البساطة، فلا يوجد شيء غريب أو مفاجئ للجمهور، والاختلاف لم يكن في شكلي أو اللوك الخاص بي بقدر ما هو اختلاف في الصورة، فاتفقت مع المصور الفوتوغرافي كريم نور على التصوير الخارجي، في أماكن مفتوحة حتى تتناسب الصور مع عنوان الألبوم والطبيعة الرومانسية لكلمات الأغاني فلا يكون هنا اختلاف بين العنوان وشكل غلاف الألبوم.

¶ هل تتابعين الساحة الغنائية وما أكثر ما لفت نظر بها مؤخرا؟
- بالتأكيد فلست ببعيدة عن الوسط، ودائما أتابع كل جديد يطرحه زملائي، واستمعت إلى ألبوم أصالة الأخير «60 دقيقة حياة» وأُعجبت بمعظم أغنياته، بل أعتبره من الألبومات المميزة التي طرحت أخيراً، وكذلك ألبوم محمد حماقي «عمره ما يغيب»، والألبومان يستحقان الإشادة والتقدير لصنّاعهما، لأنهم بذلوا مجهوداً واضحاً لإخراج عمل فني على قدر عالٍ من الجودة، يصحبه ذوق راقٍ يليق بمكانتهما لدى جمهورهما.