ناصر الخلف لـ «العرب»: 1400 مزرعة بالدولة كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي

alarab
محليات 13 أكتوبر 2020 , 01:13ص
منصور المطلق

طفرة: 150% زيادة في إنتاجية المتر المربع بالمزارع
عند ذكر المزارع يُخيّل لك أنها عبارة عن مساحات خضراء وأشجار فقط، لكن الواقع أن هناك مزارع تدخلها لتجد نفسك كأنك في مصنع يعجّ بالآلات وأصوات الماكينات.
وهذا ما وجدناه في مزرعة السيد ناصر أحمد الخلف، وهو مزارع من الجيل الرابع في عائلته، وصاحب إحدى شركات التطوير الزراعي، فالآلات تملأ المكان، ولكل منها أهميته، فهذه تتحكّم بنسبة الأوكسجين، وتلك بضوء الشمس ودرجة الحرارة والرطوبة، وثالثة بمواسير السقايا، لدرجة تبدو معها النباتات وكأنها في غرفة العناية المشددة.
من هنا يظهر حجم الجهود التي بذلتها الدولة أمام المزارع لرفع إنتاجيتها؛ إذ إن صعوبات الطقس أوصلت المزارعين إلى تقنيات زراعية تزيد الإنتاج وتقلل الاستهلاك.
ويرجع الخلف -الذي التقته «العرب» في مزرعته- تطوّر القطاع الزراعي في الآونة الأخيرة إلى استخدام تقنيات عديدة، منها «الهايدروبونيك» التي نجحت في تقليل نسبة استهلاك المياه إلى ما يقارب 90 %، في مقابل زيادة في إنتاج المتر المربع 150 % عن الزراعة التقليدية، موضحاً أنه إذا كان إنتاج المتر المربع في الزراعة التقليدية ينتج نحو 1000 كيلوجرام، فالمتر المربع باستخدام تقنية «الهايدروبونيك» ينتج 2500 كيلو.
ونوّه الخلف بأن التقنيات الجديدة في القطاع الزراعي مثل «الأل دي»، و»الأكوا بونيك»، تقلل النفقات الزراعية، وتزيد الإنتاج، مع الحفاظ على جودة عالية للمنتج.
وعن تطوير البيوت المحمية، قال إن تطوير هذه البيوت يتضمّن معالجة نوع الحديد المستخدم في تشييدها، بحيث يعكس درجة الحرارة، وكذلك نظام التظليل المستخدم في البيوت المحمية التي ابتكرتها بعض المزارع المحلية يختلف عن الأنظمة المستخدمة عالمياً، فهي توفر المناخ المناسب للنباتات للنمو والإنتاج.
التحكّم في درجة الحرارة
واستعرض ناصر الخلف بعض تفاصيل التحكّم بدرجة الحرارة في المزارع: تتيح هذه التقنية التحكّم بدرجة حرارة مياه الري والبيت المحمي، والتحكّم في درجة الحرارة يساعد على نجاح الموسم الزراعي، حيث إن الزراعة التقليدية تفشل أحياناً؛ لأن النبتة تُزرع في أرض حارة. وحتى إذا سُقيت بمياه باردة، فإن ذلك لا يُحدث فرقاً، فتموت جذور النبتة التي تمتص الغذاء من الماء.
وتقنية «الهايدروبونيك» -يضيف الخلف- عبارة عن استخدام أكياس زراعية تتيح التحكّم بدرجة حرارة التربة والبيت المحمي ومياه الري وأشعة الشمس، بحيث لا تقل أشعة الشمس عن الحد المطلوب، ولا تزيد عنه فتموت النبتة.
ولفت إلى أن النظام الجديد، من خلال إمكانية التحكّم بدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة وما إلى ذلك داخل البيت المحمي، يتيح المناخ المناسب للنبتة، ولذا فإنها تنتج بكامل طاقتها.
وعن تقليل نسبة استهلاك مياه الري في النظام الجديد، قال الخلف إن ذلك يتم من خلال استخدام ألياف جوز الهند أو الصوف الصخري في الأكياس الزراعية، التي تقلل استهلاك المياه بنسبة 90 % لخلوّها من العناصر الغذائية، موضحاً أن تطوير التقنيات الزراعية ساهم في تمديد الموسم الزراعي؛ إذ كانت بداية الموسم في شهر يناير ونهايته في شهر أبريل، ووفقاً للتطوير الجديد أصبحت بداية الموسم مطلع نوفمبر ونهايته في شهر يونيو.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
وحول مساهمة المزارع في تحقيق الاكتفاء الذاتي، يرى الخلف أن الدولة ليست بحاجة لإنشاء مزارع جديدة، فالعدد الحالي (1400 مزرعة) كافٍ لتحقيق الاكتفاء الذاتي إذا تحوّلت المزارع إلى التقنية الجديدة، مؤكداً أن الدعم الذي تقدّمه الحكومة للمزارع يشكّل فرصة كبيرة للمزارعين القطريين، ويتيح المجال للابتكارات والتطوير الزراعي، كما يساهم في زيادة المحصول اليومي الذي يتم توريده إلى الأسواق، ويعزز جودة المنتج، وذلك من خلال نتائج الأبحاث التي تقدّمها وزارة البلدية والبيئة في المجال الزراعي، إضافة إلى دعم المزارع بالبذور والبيوت المحمية، فضلاً عن البرامج التسويقية التي تنظّمها الوزارة كأحد أشكال الدعم للمزارعين.
الاستراتيجية الزراعية
يذكر أن وزارة البلدية والبيئة أوضحت في تقاريرها أن الاستراتيجية الزراعية بالدولة ترتكز على التوسُّع في المنتجات الزراعية، مثل الخضراوات والفواكه والتمور وغيرها، مع مراعاة المحافظة على الموارد الطبيعية في البلاد، والعمل على حسن استغلالها، مما أدى إلى تضاعف الإنتاج المحلي بما يزيد عن 400%.
ووضعت الوزارة برنامجاً لتأهيل المزارع، بحيث تستطيع توريد إنتاجها من الخضراوات ذات الجودة العالية إلى السوق المحلي بشكل يومي، وتم تأهيل نحو 200 مزرعة في هذا البرنامج من خلال تطوير قدراتها الإنتاجية للخضراوات.