نظّم مجلس الإعلام، المتحف المتخصّص في قضايا الصحافة والتواصل والإعلام بجامعة نورثويسترن في قطر، معرضًا بعنوان «الساحرة المستديرة»، يسلط فيه الضوء على العلاقة العميقة والمتشابكة بين كرة القدم ووسائل الإعلام، ويدعو زوّاره للتساؤل عن كيفية تأثير هاتين الصناعتين العملاقتين على الآراء ووجهات النظر المختلفة.
وقال جاك توماس تايلور، الأمين المشارك ومدير تخطيط المعارض: «نريد أن يشعر الجمهور أنهم قادرون على طرح الأسئلة المهمة. كرة القدم والإعلام صناعتان تبلغ قيمتهما مليارات الدولارات، وتجمعهما علاقة متشابكة آخذة في النمو والتشكل والتحول عبر الزمن والتكنولوجيا والثقافات. لذا، نعتقد أنه من حق الجميع أن يعرفوا كيف تتشابك كرة القدم والإعلام».
وأضاف: بينما نستعد لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™، وهي البطولة الأولى من نوعها في المنطقة، يأتي المعرض ليدعو الجميع، وخاصة الطلاب والإعلاميين وعشاق كرة القدم، لمعرفة المزيد عن ديناميكيات هذه الرياضة وثقافتها.
وأوضح: «منذ الإعلان عن فوز قطر باستضافة هذه البطولة، ثارت تساؤلات كثيرة حول التراث الرياضي لدولة قطر والمنطقة ككل، حتى أن البعض شكك بوجود هذا التراث من الأساس، لكن هذا ببساطة لا يمت للحقيقة بصلة، فعلى مدى القرن الماضي، تطورت قطر لتصبح لاعبًا عالميًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى».
وأضاف: «تقوم جامعة نورثويسترن في قطر بتعليم وإرشاد وتدريب وإعداد الجيل القادم من الصحفيين والإعلاميين، وهي على بعد مسافة بسيطة من استاد المدينة التعليمية، أحد ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022™، وأقرب من ذلك إلى المركز الإعلامي الذي سينقل الأحداث إلى العالم. وهذا يجعلنا من أكثر المؤسسات تعمقًا في هذا الأمر». وتابع: «كل ما نقوم به يركز على الطالب في المقام الأول. وسواء كان عمل طلابنا يدور حول تطوير الأفكار، أو البحث في السرديات، أو المساعدة في إنتاج المحتوى، أو تقييم استجابات الجمهور للمعارض، أو حتى استكشاف المواضيع خلال المساقات الدراسية التي يدرسونها في جامعتنا، فإن كل معارضنا توفّر للطلاب فرصًا تعليمية. ونأمل أن تَستخدم الكليات، من داخل قطر وخارجها، مساحة المتحف كقاعة دراسية للتعلم خارج الصفوف الدراسية والنقاش البنّاء».
وقال»سوف تُلهم قمصان محمد صلاح ودييجو مارادونا الموجودة في المعرض مشاعر الجماهير لرؤية ما تمثّله هذه القمصان والأسماء بالنسبة لهم على طيف «البطل والشرير»، لافتاً إلى الصورة التي يظهر فيها كبار الفنانين العرب، من أمثال فريد الأطرش، وليلى فوزي، وهدى سلطان، وصلاح ذو الفقار، ومديحة يسري، وفريد شوقي، وعمر شريف، ومريم فخر الدين وهم يتابعون مباراة لكرة القدم في أواخر الخمسينيات ستذكر الزوّار أن العالم العربي يمتلك بالفعل تراثًا غنيًا بكرة قدم.
وتكتمل هذه المقتنيات بالعديد من الأفلام التي أنتجها المتحف، بما في ذلك فيلم «أين تقف؟» – والذي يضم خريجي جامعات من داخل قطر، بما فيها جامعة نورثويسترن في قطر وجامعة جورجتاون في قطر الشريكتان لمؤسسة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، وجامعة نورثمبريا. يناقش المشاركون في هذا الفيلم القصير وجهات نظرهم حول التمييز وخطاب الكراهية، وتصرفات لاعبي كرة القدم خارج الملعب، والتوتر الذي يمكن أن تخلقه عناوين وسائل الإعلام وأخبارها.
ويبين جاك: «من المهم جدًا التواصل باستمرار مع مجتمعنا وتوفير فرص للتعاون.
وأضاف: دعونا الخريجين من مختلف الجامعات في قطر؛ لتبادل وجهات نظرهم حول السياسة الاجتماعية لكرة القدم وثقافة المشجعين. من واجبنا أن تشمل معارضنا تلك الأصوات المتنوعة التي تجعل مجتمعاتنا في غاية التفرد، وأن نقدم منصة نثبت من خلالها أن للقصة، دائمًا، جانب آخر».
وختم جاك: «حتى بعد تخرجهم، يبقى طلابنا جزءًا من نسيج الجامعة وهم موضع ترحيب دائم في أي وقت».
ويفتح معرض «الساحرة المستديرة» أبوابه للزوار من السبت إلى الأربعاء، من الساعة 10 صباحًا حتى 5 عصرًا، حتى 12 نوفمبر المقبل، ويرافقه العديد من البرامج والفعاليات العامة، إضافة إلى عرض سينمائي. يرافق هذا المعرض الطبعة المحررة من كتاب «أصوات وحوارات» وهو إصدار ملون بالكامل ويركز على صوت الرياضة، ويتوفر باللغتين الإنجليزية والعربية.