حمد الطبية: مواجهة «إنتان الدم» أولوية قصوى بالنظام الصحي في الدولة

alarab
محليات 13 سبتمبر 2021 , 12:04ص
الدوحة - العرب

يشارك البرنامج الوطني لإنتان الدم في دولة قطر في الاحتفال باليوم العالمي لإنتان الدم، الذي يقام في 13 سبتمبر من كل عام، ليقدم الفرصة للعالم للاتحاد في محاربة إنتان الدم، الذي يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل خمس وفيات حول العالم. 
ويتم الاحتفال هذا العام عبر رفع مستوى الوعي وتقديم التثقيف للعاملين في الرعاية الصحية والجمهور حول هذا المرض. 
يعتبر إنتان الدم مرضا خطيرا ناجما عن الإصابة بعدوى مثل الالتهاب الرئوي أو مرض الإسهال بحيث يظهر المرض عندما تغير العدوى الاستجابة الطبيعية للجسم مما يتسبب في حدوث إصابة في الأنسجة والأعضاء. وعند الإصابة به، تنشأ ما تسمى بالصدمة الانتانية التي قد تؤدي بشكل سريع إلى فشل في أعضاء مختلفة مثل الرئتين والكلى والكبد مما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. 
وقال الدكتور عبدالله الأنصاري، رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية إن مرض إنتان الدم يمثل تركيزاً استراتيجياً لوزارة الصحة العامة فيما يتعلق بإجراءات تحسين الجودة والأداء.
وأضاف: «بحسب اتحاد مرضى إنتان الدم، فإن المرض يصيب 1.7 مليون شخص ويودي بحياة ما يقارب 270000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة. كما يودي بحياة الأشخاص بمعدل يفوق الوفيات الناجمة عن الإدمان وسرطان الثدي وسرطان البروستات مجتمعة، لافتا إلى أن الدراسات، أظهرت أن مرضى كوفيد - 19 المنومين في المستشفيات أكثر عرضة بنسبة 22 % للإصابة بإنتان الدم الذي يؤدي إلى الإصابة بالصدمة الانتانية بالمقارنة مع الحالات التي يتم إدخالها للمستشفى بسبب الإصابة بالأنفلونزا.»
تركيز إستراتيجي لمعايير الجودة 
وأوضح د. الأنصاري: «يعتبر مرض إنتان الدم حالة خطيرة لذا نحرص في قطر على أن يكون المرض تركيزاً استراتيجياً لمعايير الجودة وتحسين الأداء بوزارة الصحة العامة، وقد أصدرت الوزارة توجيهات إرشادية وطنية واضحة حول تشخيص وعلاج مرض إنتان الدم مما يعتبر إنجازاً مهماً للبرنامج الوطني لانتان الدم في قطر، وهو مبادرة في غاية الأهمية لتعزيز التثقيف العام بالمرض وتحسين معرفة كوادر الرعاية الصحية بكيفية تشخيص المرض وعلاجه وفقاً لأفضل الممارسات الدولية». 
وأضاف: أدى التيقن الوطني بالمخاطر المرتبطة بإنتان الدم إلى استمرار اعتبار المرض كأولوية قصوى في النظام الصحي الوطني لدولة قطر. كذلك، أعيدت هيكلة البرنامج الوطني لإنتان الدم الذي يساعد في إدارة منهج رعاية انتان الدم خلال العام الماضي بعد زيادة الوعي بالصلة بين إنتان الدم وكوفيد - 19.
حالة طارئة.. وحقائق غائبة 
وأكد الدكتور أحمد المحمد، رئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية ورئيس شبكة العناية المركزة أنه على الرغم من كون إنتان الدم حالة طارئة إلا أن هناك القليل من الأفراد على دراية بحقائق هذا المرض. 
وقال: «إن معرفة الحقائق الرئيسية هو أمر مهم للغاية لضمان الوقاية من المرض أو على الأقل علاجه بصورة فعالة. على سبيل المثال، إحدى هذه الحقائق هي أن الوقاية من انتان الدم يمكن أن تكون من خلال التطعيم، لافتا إلى أهمية الحصول على التطعيم ضد كوفيد - 19، وأن 80 % من حالات انتان الدم تحدث خارج المستشفيات وهذا يجعل من الضروري أن يكون الأفراد على علم بأعراض وعلامات المرض للتوجه للحصول على الرعاية العاجلة عند الاشتباه بالإصابة بإنتان الدم. ندعو الجميع لتقديم الدعم لحملتنا هذا العام والتي تنظمها اللجنة الوطنية لبرنامج إنتان الدم». 
وذكر الدكتور عبدالسلام سيف، نائب رئيس شبكة العناية المركزة ومدير العناية المركزة للأمراض الباطنية بمؤسسة حمد الطبية وقائد البرنامج الوطني لانتان الدم، أن البرنامج الوطني لإنتان الدم يواصل دعمه للحملة العالمية لإنتان الدم لرفع مستوى الوعي بمخاطر هذه الحالة المرضية الطارئة. 
وقال: «يسهم البرنامج الوطني لإنتان الدم في تطوير وتنفيذ ومراقبة التوجيهات السريرية والبروتوكولات التي تعتمد على أفضل الممارسات الدولية ليسترشد بها موظفو الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
وأضاف: قمنا بتحديث إرشادات علاج إنتان الدم لمختلف مجموعات المرضى لدينا، على سبيل المثال، يختلف منهج العلاج للبالغين قليلاً عن أسلوب علاج الأطفال. وإدراكا للاختلافات عبر النظام، يسهل البرنامج الابتكارات داخل كل مرفق وتخصص لتمكين عملية تنفيذ أفضل منهج علاجي». 
وأضاف: «هناك أدلة ظهرت مع وباء كوفيد - 19 تشير إلى أن الإصابة بكوفيد - 19 قد تتسبب في الإصابة بإنتان الدم إلا أنه ومع الالتزام بمعايير مكافحة العدوى وتوجيهات علاج مرض إنتان الدم المتبعة ضمن نظامنا الصحي، حققنا نجاحاً هائلاً في محاربة كوفيد - 19 بمعدلات وفيات منخفضة بين المرضى الذين تطلبت حالاتهم الإدخال إلى المستشفى.