خليل العبسي: مدارس ترهق الأسر بكثير من «الكماليات»
محمد العقلة: إقبال كبير على شراء الأدوات الدراسية
محمد الدرويش: متطلبات المدارس الخاصة ترهق أولياء الأمور
مع بدء موسم العودة إلى المدارس تشهد مبيعات القرطاسية واللوازم المدرسية ارتفاعاً كبيراً في ظل استعداد العائلات والطلاب مبكرا لبدء العام الدراسي بعد انقضاء الإجازة الصيفية، فيما استعدت المكتبات ومتاجر القرطاسية في الدولة مبكراً هذا العام بتشكيلات واسعة من المنتجات التي تتناسب مع كافة الفئات العمرية المختلفة.
وفي وقت تحرص العائلات على تجهيز أبنائها بكل ما يحتاجونه خلال هذه الفترة، فقد شكا أولياء أمور من ارتفاع أسعار الحقائب وأدوات القرطاسية وتفاوت الاسعار بين المحلات تزامنا مع موسم العودة إلى المدارس، مطالبين بتشديد الرقابة على المكتبات ومحلات بيع المستلزمات المدرسية التي تعمد إلى رفع أسعارها.
وأبدوا استياءهم من الكلفة المرتفعة لتوفير المتطلبات مع تواضع جودتها ما يتطلب وجود رقابة حازمة توقف استنزافهم المادي، لاسيما حين تضاف إلى أقساط المدارس الخاصة ورسوم الزي والنقل المدرسي، حيث دفع ارتفاع الأسعار، بعض العائلات، إلى جلب احتياجاتها المدرسية من البلاد التي يقضون فيها الإجازة الصيفية، نظرا لفارق السعر، الذي تجاوز بحسب بعضهم 40%.
تشديد الرقابة
وأكدت أم نور، وهي أم لثلاثة أبناء في المرحلة الإبتدائية، أن هناك تفاوتاً كبيراً في أسعار القرطاسية بين المحال التجارية، وهو ما دعاها لجلب الاحتياجات المدرسية لأبنائها من الخارج حيث كانت تقضي اجازة الصيف، مطالبة إدارة حماية المستهلك بتشديد الرقابة على المحال ومحاسبة المنافذ التي تقوم بزيادة الأسعار مقارنة بباقي الأسواق.
ووافقتها الرأي في هذا الإطار السيدة عفاف «أم ابراهيم» مبينة أن الجهات المعنية مطالبة بخفض أسعار القرطاسية، والحقائب المدرسية والمستلزمات التي لا يقل مجموعها عن 600 ريال للطفل الواحد، مشيرة إلى أن سعر الحقيبة المدرسية لطالب في مرحلة الإبتدائي يقدر بنحو 200 ريال هذا إلى جانب المستلزمات المدرسية الأخرى التي تشمل الأقلام، الدفاتر، المقلمة، وعبوات المياه ومستلزمات حفظ الطعام وغيرها.
وقال رائد المصري إن أسعار القرطاسية ولوازم المدرسة ترتفع بشكل مطرد على الرغم من وجود العروض الترويجية، موضحا أنه لجأ من العام الماضي إلى شراء حقائب أبنائه من بلده كون الأسعار أقل وهذا العام جلب معه الحقائب والدفاتر والأقلام وكل الاحتياجات المدرسية.
وأضاف: تراوحت أسعار الحقائب المدرسية من 150 إلى 350 من دون الحقائب الصغيرة الخاصة بالقرطاسية والطعام، حيث وصلت التكلفة الاجمالية ما قيمته 400، بينما اختلفت جودة وخامة المنتجات المعروضة في السوق بحسب اختلاف الأسعار.
مصروفات مبالغ فيها
ودعا محمد الدرويش وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إلى التصدي لظاهرة تحويل المستلزمات المدرسية إلى تجارة موسمية، تتربح منها المدارس الخاصة إلى جانب المصروفات الدراسية المبالغ فيها.
وأشار إلى أن ضغوط المدارس الخاصة ومتطلباتها المبالغ فيها لا تقتصر على الزي المدرسي فحسب، بل تمتد إلى تحديد عدد الأقلام والكراسات وألوانها، مشيراً إلى أن كثيراً منها مبالغ فيه بصورة كبيرة، الأمر الذي يضيف عبئاً كبيراً على أولياء الأمور.
حماية المستهلك
من جانبه، دعا خليل العبسي، خبير اقتصادي ومالي، إلى التعاون والتكاتف بين أكثر من جهة من جهات الدولة لمعرفة العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع رسوم المدارس وارتفاع اسعار المستلزمات المكتبية بما يثقل كاهل الاسر والعائلات، بما فيها حماية المستهلك لمراقبة المكتبات ومحال القرطاسية، خاصة في حالة إذا كانت المدارس تقوم بإرهاق الأسر بالكثير من الطلبات والكماليات، وأوضح أنه على العائلات أن تقوم بالشراء على أساس الجودة وليس الماركة، ولا يعنى هذا شراء الأشياء الرخيصة والتي تؤدى إلى الشراء مرة أخرى وبالتالي ارهاق ميزانية الأسر، وأكد أنه تجب دراسة كافة العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإرهاق ميزانية الأسر والعائلات، وتقديم حلول فعلية وواقعية تعالج هذه العوامل بشكل صحيح ومدروس.
شخصيات كرتونية
وقالت «هبه ناظم عبدالرحمن» وهي أم لطالبين في الصف السابع والخامس، إن التجار يوفرون مستلزمات طلاب المدارس المستوحاة من الشخصيات الكرتونية، وأبطال المصارعة، بأسعار مرتفعة وبجودة منخفضة، مشيرة إلى أن سعر الحقيبة المدرسية يصل في بعض المحال والمكتبات إلى 300 ريال، مستغلة أن الفئة المنتفعة منها هي من صغار السن الذين يسهل جذبهم».
وأوضحت أن الأسواق تشهد خلال هذه الأيام إقبالاً كبيرا لتوفير متطلبات عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة من أحذية وقرطاسية وحقائب حيث يتفنن في عرضها وترويجها من قبل أصحاب المحلات للتربح من هذا الموسم، لافتة إلى ان بعض الأهالي يضطرون إلى شراء حقائب متدنية الجودة نسبيا بسبب ارتفاع الأسعار فالشركات المصنعة للحقائب ولوازم المدرسة تعمد بشكل سنوي إلى ابتكار أشكال جديدة تحمل صورا لشخصيات مشهورة سواء كانت كرتونية أو لأبطال في كرة القدم والمصارعة بنظام ثلاثي الأبعاد 3D والذي يشهد إقبالاً كبيرا من قبل أولياء الأمور وأبنائهم.
ودعت «حماية المستهلك» والجهات المعنية، لتشديد الرقابة في موسم العودة إلى المدارس وسن قوانين وفرض غرامات على المحلات التجارية التي تتلاعب في الأسعار، لاسيما وأن هذه المشكلة تمس شريحة كبيرة من المجتمع.
موسم العروض
وأكد عبد الله محمد ان الأسواق تشهد اقبالا من الجمهور للشراء خاصة الأقسام التي تعرض الملابس والأحذية والمستلزمات الدراسية والقرطاسية استعدادا لانطلاق العام الدراسي الجديد، على الرغم من انقضاء موسم العروض والخصومات في كافة المجمعات التجارية، ورأى أن الأسعار لم تتغير ولم يلحظ أي فارق بين ما كانت عليه الأسعار وقت الخصومات والعروض وما عليه الآن، نظرا لأن كافة العروض في حقيقتها عروض وهمية هدفها فقط تحميل المستهلك بأعباء اضافية على استهلاكه الفعلي، بما فيها عروض المستلزمات المدرسية مؤكدا ان ما يسمى العروض الموسمية هدفها جذب الزبائن وليس التخفيف عليهم.
وأوضح أنه أب لأربعة من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة، وتكلفة مستلزمات الطالب الواحد تصل ما بين 500 – 700 ريال خصوصا أن بعض الطلبات التي كانت كماليات أصبحت الآن ضروريات، لافتا الى أن تكاليف شراء المستلزمات المدرسية باتت تؤرق بعض الأسر والعائلات، خصوصاً الأسر التي لديها أكثر من طالبين بالتالي عليها توفير هذه المستلزمات مهما كانت مكلفة نظراً لحاجتها من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لا يشعر الطفل بأنه أقل من زملائه.
وأكد أنه يعمل مع زوجته على وضع ميزانية لشراء مستلزمات المدرسة، كما يحاول أن يشجع أبناءه على الادخار المسبق حتى يساهموا معه في شراء احتياجاتهم من مصروفهم الخاص، ويستهدف من ذلك تعويدهم على أهمية الادخار في حياتهم وليس في المدرسة فقط، وخصوصا في المناسبات السنوية كالأعياد.
موسم مهم
وقال السيد محمد العقلة، مدير احدى المكتبات إن موسم العودة إلى المدارس يعد أحد أهم المواسم على مدار العام، حيث يتجه الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين إلى شراء اللوازم المدرسية الجديدة لبدء العام الدراسي، بأسعار أقل من السوق في مختلف فروع «الرونق» المنتشرة في 6 مناطق في مدينة الدوحة، مؤكدا ارتفاع الطلب على المنتجات الخاصة بالموسم من الحقائب المدرسية والقرطاسية بجميع أنواعها، إلى جانب المنتجات الحرفية والسلع المنزلية التي تمتاز بسمعة استثنائية في قطر.
وأكد العقلة أن منافذ البيع بالتجزئة في الدوحة حركة نشطة بفضل موسم العودة إلى المدارس وبدء عودة معظم المواطنين والمقيمين من إجازاتهم، ما ساعد في زيادة الطلب على المستلزمات المدرسية والسلع المختلفة، ورفع نسبة المبيعات بشكل ملحوظ.
وأشار إلى المكتبة تنتهز حلول موسم العودة للمدارس لتزويد فروعها الستة بالمنتجات الخاصة بهذا الموسم وطرحنا مجموعة كبيرة من المنتجات التي يحتاجها المعلمون والطلاب على حد سواء، من حقائب ودفاتر وكراسات وأقلام بأسعار خاصة جدا وفي متناول الجميع.
واكد أن كل القطع المعروضة في فرع الرونق مصممة بعناية فائقة. ولذلك ندعو جميع أولياء الأمور والطلاب ونحثهم على زيارة المتجر بُغية استكشاف المعروضات الخاصة بموسم العودة إلى المدارس، والتي تهدف جميعها إلى تعزيز الرحلة التعليمية بتناغم بين الحداثة والعملية.