شهدت المباراة النهائية لكأس أمم أوروبا 2020 بين إيطاليا وإنجلترا الكثير من الأحداث المثيرة والساخنة والظواهر غير المسبوقة.. وما زاد الطين بلة، أن المباراة النهائية تلطخت بسبب الكثير من المخالفات التي حصلت في لندن وحول ملعب ويمبلي، مثل محاولة مشجعين لا يملكون التذاكر دخول الملعب وإساءات عنصرية وُجّهت إلى الثلاثي الإنجليزي الأسود الذي أهدر ثلاث ركلات ترجيحية ضد إيطاليا ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا وجايدون سانشو، ليخسر فريقهم النهائي، وتعرضوا لإساءات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتهاء المباراة، وهو ما دفع تويتر إلى حذف أكثر من ألف تغريدة، وتعليق عدد من الحسابات بشكل نهائي، وفق المتحدث الرسمي باسم تويتر.
ولم يتمكن البلد المضيف للنهائي من التحكم بالتصرفات المشينة للجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن كان بإمكانه التعامل مع ما دار داخل الملعب وخارجه بشكل أفضل بالتأكيد. وعرفت حسابات اللاعبين، تعليقات «عنصرية» من طرف بعض «المتعصبين»، حيث تم وضع رموز «القردة»، كما أن أحدهم كتب لساكا: «عد إلى نيجيريا.. اخرج من بلدي»، في إشارة إلى أصوله. وأمام هذا الهجوم العنصري، فإن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أعلن تضامنه مع اللاعبين، ونشر بلاغا قال فيه: «ندين جميع أشكال التمييز، ونشعر بالفزع من العنصرية المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي ضد بعض لاعبي إنجلترا. نقول بطريقة أوضح إن أي شخص يقف وراء مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به بين أنصار هذا المنتخب». وأمام هذه الواقعة، أعلنت شرطة لندن أنها «تحقق» في هذه المنشورات «المهينة والعنصرية» على الإنترنت.
الصحافة الإيطالية تكيل المديح للأبطال
عكست وسائل الإعلام في إيطاليا وإنجلترا أمس الإثنين المشاعر المتناقضة للفوز والخسارة، بينما كان الفخر عاملا مشتركا لدى الجانبين، وذلك بعد ختام منافسات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020) بتتويج المنتخب الإيطالي باللقب على حساب إنجلترا. وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» (La Repubblica) الإيطالية أن «زوف وريفا وريفيرا وماتسولا وجدوا من يستحقون أن يكونوا خلفاء لهم. أوروبا لنا».
ونشرت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» (La Gazzetta dello Sport) عنوانا ذكرت فيه «إيطاليا، نحن نحبك بجنون: نحن أبطال أوروبا». وقالت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» (Corriere dello Sport) «قصة خيالية. هو التتويج الثاني بلقب بطولة أوروبا، بعد تتويج عام 1968. رحلة مجنونة بعد إخفاق الغياب عن كأس العالم، شهدت الآن التتويج في ويمبلي».
مانشيني: تجاوزنا صدمة الهدف المبكر
في أول تصريح له عقب نهاية المباراة، قال روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا ودموعه تتساقط: لا أعرف ماذا أقول.. قدمنا مباراة كبيرة واللاعبون رائعون قاموا بعمل بطولي كبير، إنه انتصار مهم وتتويج طالما حلمنا به وينتظره كل مشجعينا.
وقال: سيطرنا على منتخب إنجلترا على ملعبه في ويمبلي، وتجاوزنا صدمة البداية بعد الهدف المبكر.
الصحافة البريطانية: كل شيء ينتهي بالدموع
تبددت آمال إنجلترا في الفوز بأول لقب كبير في 55 عاما بعد الهزيمة المفجعة بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نهائي بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم، وكانت المعاناة واضحة على صفحات صحف يوم أمس، ولخص عنوان صحيفة «إندبندنت» (Independent) «الدموع للأبطال» المشاعر.
وفازت إيطاليا بأول لقب في بطولة أوروبا منذ 1968 بعد أن أخفق بوكايو ساكا وجيدون سانشو وماركوس راشفورد في هز شباك الحارس جيانلويغي دوناروما في ركلات الترجيح.
وكتبت صحيفة «ديلي ميل» (Daily Mail) في صفحتها الرئيسة «كل شيء ينتهي بالدموع»، في حين تصدر صحيفة «ديلي تلغراف» (Daily Telegraph) العنوان «المعاناة القصوى.. قلوبنا تنفطر في ركلات الترجيح مرة أخرى»، بجانب صورة للمدرب جاريث ساوثغيت وهو يواسي ساكا الذي أهدر المحاولة الحاسمة في ركلات الترجيح.
وكتب مارتن صمويل في صحيفة ديلي ميل «كان المنتخب الإنجليزي سيأتي بالكأس، كما تقول الأغنية، إلى الديار».
وأضاف «هذا الحلم لم يتحقق مع الأسف. وبينما كانت الخاتمة مؤلمة، فإن ما سبقها كان مجرد مباراة قديمة في كرة القدم».
وفي حين كانت هناك خيبة أمل في إنجلترا بسبب الهزيمة، كانت هناك إشادة أيضا بساوثغيت وفريقه.
هاري كين: حافظوا على رؤوسكم مرفوعة
قال هاري كين قائد المنتخب الإنجليزي إن زملاءه بالمنتخب ينتظرهم مستقبل كبير، وإن ما حدث في» يورو» سيمنحهم الدافع القوي في مونديال قطر. وحول ما قاله لهم في غرفة الملابس، أوضح كين: قلت لهم لا تحزنوا، ويجب أن تحافظوا على رؤوسكم مرفوعة، قدمتم بطولة رائعة، وأي لاعب قد يهدر ركلة ترجيح.