تتناول حلقات شهر يوليو القادم من برنامج «وثائق وأحداث» -وهو برنامج وثائقي- الحديث عن موضوع هام جدا ويهم كل إنسان عربي يدافع عن أرض وطنه في كافة أنحاء العالم، حيث ستحاول الحلقات وبشيء من التوثيق والإثبات كيف أن شعر المقاومة عندما يكون صادقا وشفافا قد يعتبر بمثابة أداة فتاكة تدحر عنف المحتل وجبروته، حيث ستنتهج الحلقة نهجا جديدا في عالم التوثيق، وهو الحديث عن موضوع هام من خلال سيرة أحد الرجال البارزين في سياق القضية المعروضة التي سيمثلها في هذا العمل الراحل محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية، حيث ستبدأ الحلقات توثيق أحداثها انطلاقا من قرية البروة في الجليل بفلسطين في عام 1942 عندما أبصر النور فيها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومن ثم اضطراره مع عائلته للهروب واللجوء شمالا إلى القرى اللبنانية، حيث سيسرد وقائع هذه الفترة الأستاذ أحمد درويش شقيق الراحل محمود درويش والشاعر سميح القاسم زميل درويش في الصحافة. وستسلط الحلقات أيضا على جانب هام من نشاط درويش الشعري المبكر، وكيف تسبب له في مشاكل كثيره مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتعرضه للمطاردة والسجن لأكثر من مرة. وستنتقل الحلقات بأحداثها الموثقة إلى موسكو التي توجه إليها درويش عام 1970 ومعاناته هناك، ومن ثم هجرته إلى القاهرة محطته الثانية، وستعرج الحلقات في جزأيها أيضا إلى ملامح تجربة الدرويش الشعرية التي تحولت جذريا في القاهرة، ومن ثم بلوغ شهرته الآفاق مما جعله لاحقا عضوا بارزا في منظمة التحرير الفلسطينية وبروز عنصر الكتابات الدرويشية في أعماله بالمنظمة عندما كتب بخط يده أول خطاب لياسر عرفات أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى انتخابه عضوا في اللجنة التنفيذية للمنظمة وكتابته لخطاب إعلان استقلال الدولة الفلسطينية في الجزائر، وفي سياق الحديث الوثائقي عن مسار شعر المقاومة الفلسطينية لدرويش ستعرج أجزاء الحلقات تجربة مارسيل خليفة الغنائية التي لفتت الانتباه أكثر إلى شعر محمود درويش ومسار أحداث ووقائع ملامح سيرة درويش الشعرية في بيروت، لن تنسى حلقات هذا العمل الجديد الجانب الأسري لمحمود درويش، حيث سيكون المستمع على موعد مع عدة لقاءات مع زوجة الراحل درويش السيدة حياة الهيني، كما لن تنسى تركيز الضوء على السنوات والأشهر والأيام الأخيرة التي قضاها درويش في مقاومة مرضه ودخوله أكثر من مرة إلى غرفة العمليات، حيث تقول الحلقات إن العملية الأخيرة لدرويش هي التي كانت وراء ولادة قصيدته المطولة «جدارية» التي أثبتت أن درويش هو أكثر الشعراء تحدثا عن الإرادة في المرض والموت، وتتوالى أحداث أجزاء هذا العمل الإذاعي الوثائقي وصولا بالمستمع ليوم التاسع من أغسطس من عام 2008 الذي أعلنت فيه وكالات الأنباء توقف قلب محمود درويش في مستشفى هيوستن في ولاية تكساس الأميركية عندما وافته المنية بعد إجرائه جراحة في القلب، حيث سيوثق في هذه الأوقات أخوه السيد أحمد درويش اللحظات الأخيرة لوفاته، لتنهي الحلقات أحداثها بنتيجة نهائية، وهي أن الشاعر درويش رحمه الله وبعد 67 عاما من حياة دأب ينتقل فيها من قمة لأخرى أعلى منها ترك الأمة العربية وراءه كي «تربي الأمل» الذي رعاه ونماه وطوره درويش خلال هذه المسيرة. تجدر الإشارة بالذكر إلى أن برنامج وثائق وأحداث هو برنامج وثائقي يذاع أسبوعيا يوم الجمعة الساعة 8:30 مساء ثم يعاد مرة يوم السبت في تمام الساعة 4:30 فجرا، ثم يعاد مرة ثانية يوم السبت في تمام الساعة الواحدة ظهرا، وهو من إعداد وتقديم المذيع أحمد عدنان وإخراج المخرج القطري المبدع علي السادة.