قطر تعزز مفهوم الاستخبار الجمركي في مكافحة التهريب

alarab
اقتصاد 13 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد الفاتح أحمد
انطلقت صباح أمس فعاليات الدورة التدريبية «التحري والاستخبار الجمركي» لموظفي الجمارك في دول إقليم منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، التي تستضيفها الدوحة في الفترة من 12 إلى 15 يونيو الحالي. ولدى مخاطبته بافتتاح أعمال الدورة، أكد السيد أحمد عيسى المهندي مساعد المدير العام في الإدارة العامة للجمارك أن الأخيرة اتخذت من تأهيل وتطوير الكادر البشري منهجا استراتيجيا، وذلك في ضوء المشاريع الطموحة التي تنفذها أو تخطط الدولة لتنفيذها، مثل مشروع مطار الدوحة الدولي الجديد، وميناء الدوحة الجديد، وكذلك مشروع جسر المحبة بين قطر والبحرين، وكذلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي انضمت أو ستنضم إليها الدولة قريبا، ويتطلب هذا الأمر تطبيق هذا المفهوم بشكل أوسع، وذلك لضمان أمن وسلامة الوطن. سرعة الوصول إلى المعلومة وقال المهندي إن الإدارات الجمركية على مستوى العالم بدأت تعتمد على التحري والاستخبار والاستنباط للحصول على المعلومة لتسريع عملية التخليص الجمركي، وذلك في ظل العولمة وزيادة حركة التبادل التجاري وحركة المسافرين، مشيرا إلى أن سرعة الوصول إلى المعلومة يسهم بشكل كبير في توقع أماكن الخطر ومنع عمليات التهريب الجمركي. وأضاف أن منظمة الجمارك العالمية تحث الدول على تبني تطبيق إدارة المخاطر والتحري والاستخبار الجمركي بهدف تسهيل حركة التجارة وسرعة انسياب السلع والمسافرين. وأكد أن تحليل المعلومات التي ترد إلى موظفي الجمارك يحتاج إلى خبرات فنية عالية يحصلون عليها عبر سلسة من الدورات التدريبية التي تصب في تحقيق ذلك. هذا وخلال الكلمة الترحيبية بالمشاركين في الدورة التدريبية، دعا المهندي المشاركين في الدورة إلى ضرورة الاستفادة القصوى من المواد والمعلومات التي يتلقونها وتطبيقها على الواقع العملي، بما يسرع من تنفيذ المهام الجمركية، متمنيا لهم إقامة طيبة في بلدهم الثاني قطر. ويشارك في الدورة التدريبية الخاصة بالتحري والاستخبار الجمركي نحو 33 مشاركا من دول المنطقة العربية. وأعرب عن أمله أن تحقق الدورة الأهداف المرجوة منها والاطلاع على كل ما هو جديد في التحري والاستخبار الجمركي، والعمل على الاستفادة من الخبرات المختلفة في هذا المجال. قطر تستضيف دورات صقل موظفي الجمارك وقال مساعد المدير العام في الإدارة العامة للجمارك إن دولة قطر على أتم الاستعداد لاستضافة عدد من الدورات الإقليمية في المجال الجمركي من منطلق المساهمة في صقل قدرات موظفي الجمارك على مستوى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، نظرا لدور التدريب المهم في مواكبة التطورات العالمية. وأعرب أحمد عيسى المهندي عن أمله في أن تحقق الدورة أهدافها، وأن يستفيد جميع المشاركين من برامج الدورة، مؤكدا على أهمية اكتساب موظف الجمارك لجميع القدرات الفنية اللازمة لمهام العمل الجمركي عبر الدورات التدريبية. من جانبه رحب الرائد ماهر القاسمي الخبير بالاستعلامات الجمركية التونسية بالحضور من مختلف الدول، مشيرا إلى أن الدورة تعد فرصة جيدة لتبادل الخبرات واستعراض التوصيات في مجال الاستخبار الجمركي. وأضاف أن الدورة سوف تتعامل مع موضوعات التدريب بطريقة تطبيقية وليست نظرية لتحقيق الاستفادة الكاملة وأهداف الدورة. المعلومات في مجال الاستخبار الجمركي وفي تصريحات صحافية، قال السيد محمد جبر النعيمي رئيس مركز التدريب بالإدارة العامة للجمارك إن الدورة تهدف إلى تبادل المعلومات في مجال التحري والاستخبار الجمركي لموظفي الجمارك في دول إقليم منطقة شمال إفريقيا والشرق الأدنى والأوسط. وأشار إلى أن برنامج الدورة مهم وضروري من أجل تدريب موظفي الجمارك على سرعة الوصول وفحص المعلومة التي تسهم بشكل كبير في الحد من عمليات التهريب وتسريع عملية التخليص الجمركي. كما أوضح أن مكتب «الريلو» بالرياض يساعد على التعاون المشترك وتبادل المعلومات بالتنسيق مع مكاتب الريلو المنتشرة في العالم. طرق استخدام شبكة المكافحة وخلال الدورة التدريبية سيناقش المشاركون طرق استخدام شبكة المكافحة من قبل الدول الأعضاء وتحليل المعلومات، وكيفية تفعيل أنشطة مكاتب الاتصال المحلية في منطقة الشرق الأوسط والمشاركة بالمشاريع التابعة للمنظمة أو مكاتب «ريلو» الأخرى، والإعداد للعمليات المشتركة في المنطقة، واحتياجات التدريب وبناء القدرات للمكتب الإقليمي والمكاتب الأعضاء. يذكر أن المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات «RILO»، هو مكتب تابع لمنظمة الجمارك العالمية التي تضم سلسلة من المكاتب الإقليمية بالدول الأعضاء، تقوم بعملية تحليل وتوزيع المعلومات في إطار عمل الجمارك على المستوى العالمي. ويضم مكتب ريلو الشرق الأوسط 10 دول، هي الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم قطر والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسعودية، وعمان، والكويت، بالإضافة إلى كل من الأردن واليمن وسوريا ولبنان. كما أن هناك 11 مكتبا إقليميا آخر يغطي جميع أنحاء العالم. وأعرب رئيس مركز التدريب بالإدارة العامة للجمارك عن أمله في أن تحقق الدورة أهدافها وتصقل خبرات وقدرات جميع المشاركين، حتى يكونوا مراجع للتدريب وإفراز خبرات ماهرة في المجال الجمركي العربي الذي بدأ في تطور مستمر مع النمو في حجم الاقتصاديات والتجارة العربية، واعتبر من التدريب أحد أهم الوسائل الأساسية للعمل الجمركي. تطوير الاستخبارات الجمركية وقد بدأت إدارات الجمارك في عدد من دول المنطقة -لاسيما الخليجية- عملية تطوير إدارة الاستخبارات الجمركية، من خلال تعزيز قدرتها على المساهمة في إنتاج عمليات وآليات حديثة لإدارة الاستخبارات، وبما يساعد على مواجهة الزيادة المستمرة في حجم التجارة الدولية وتطوير أساليب حماية المنافذ الجمركية. وخلال الدورة سيطلع المشاركون على برامج تدريبية عملية حول سير العمل والإجراءات في الجمارك، وذلك بهدف التعرف على ما تملكه الخبرات الذاتية من قدرات ومنهجيات فيما يتعلق بإدارة المخاطر الاستخبارية الخاصة بعمليات الشحن الجمركي، والمساعدة على بناء قدرات الموظفين في العمل الاستخباري للاستفادة من المعلومات التي تتوفر بشكل مستمر. يشار إلى أن مهام عمل موظفي إدارة الاستخبارات تتركز في تشخيص الحالة ومصادر المعلومات والاستفادة من البيانات المتوافرة، ومن ثم العمل على استخدامها وتحليلها تحليلا علميا ومعمقا بالاعتماد على عملية إدارة المخاطر. ويعتبر تطوير إدارة الاستخبارات الجمركية، وهي إحدى الإدارات الجمركية البالغة الأهمية في العمل الجمركي، أحد أهم أهداف برنامج التطوير والتحديث الذي تقوم بتنفيذه غالبية الجمارك في البلدان العربية، انطلاقا من استراتيجيتها طويلة المدى لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة والتعامل مع معطيات النمو في التجارة والاقتصاد. تحليل المعلومات في مكافحة الجرائم وتحرص إدارات الجمارك الوطنية في الدول العربية على زيادة التفاعل بين المكاتب المحلية، وسرعة تبادل المعلومات وتمريرها إلى المكتب الإقليمي التابع لمنظمة الجمارك العالمية، بما يضمن تحليل المعلومات والاستفادة منها في عملية المكافحة الجمركية ومتابعة الجرائم الجمركية محليا ودوليا، والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير نظم التفتيش وتدريب المفتشين.