حمد بن فيصل: تجاوز الحدود والإسهام في رسم مستقبل الصناعات المالية
سالم المناعي: ترسيخ قيم تبادل الخبرات بين الفاعلين في عالمي المال والتكنولوجيا
اختُتمت أمس الاثنين فعاليات النسخة الرابعة من منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التأمين، والنسخة الافتتاحية من منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتكنولوجيا المالية لعام 2025، واللذان نظمتهما مجموعة قطر للتأمين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، وسلطا الضوء من خلال نقاشات بنّاءة على أحدث الابتكارات التي يعرفها عالم تكنولوجيا التأمين والتكنولوجيا المالية.
وحقق المنتديان في نسخة هذا العام نجاحاً كبيراً، تجسد في الحضور القياسي للمشاركين والزوار من مختلف أنحاء العالم على مدار يومين، بمن فيهم وزراء، ورؤساء مجالس إدارة، ورؤساء تنفيذيون، وممثلون عن الجهات التنظيمية والرقابية، فضلاً عن شركات عالمية وشركات ناشئة في قطاع التكنولوجيا المالية وتكنولوجيا التأمين.
وكانت الدوحة، على مدار اليومين الماضيين، منصة مفتوحة أمام الخبراء الدوليين وصناع القرار، وذلك من خلال نقاشات بناءة سمحت بعرض أحدث الابتكارات التي يعرفها عالم تكنولوجيا التأمين والتكنولوجيا المالية. هذا وكانت الفعاليتان منصة فريدة استُعرض فيهما أحدث الممارسات في القطاع، ونوقش فيهما أبرز التوجهات العالمية التي من شأنها أن تصنع مستقبل القطاعات المالية في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي وتواجهه تحديات يتداخل فيها المحلي والإقليمي والعالمي، مع فتح نقاشات حول سبل بناء مستقبل عالمي قائم على التعاون المشترك بين مختلف الفاعلين في القطاعات ذات الصلة من كافة الدول.
مكانة مرموقة
وتعليقاً على النجاح الكبير للمنتديين، قال سعادة الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني، رئيس مجلس إدارة مجموعة قطر للتأمين: «إن تنظيم مجموعة قطر للتأمين لنسخة ناجحة بكل المقاييس من منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التأمين ومنتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتكنولوجيا المالية، برعاية مصرف قطر المركزي، دليل آخر على المكانة التي باتت تحظى بها دولة قطر على الساحة الدولية في تحفيز وتشجيع الابتكار، وتجاوز حدود التعامل مع واقع الصناعات المالية إلى الإسهام في رسم مستقبلها. لقد كانت مجموعة قطر للتأمين في طليعة المؤسسات المالية الوطنية التي انخرطت بشكل كامل في تفعيل الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي، حيث واصلنا في إطار سعينا لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية وبناء اقتصاد وطني متنوع وقائم على المعرفة تسخير كل إمكانياتنا للإسهام في نقل قطر إلى مصاف الدول الفاعلة في صياغة مستقبل الصناعات المالية. لقد أصبحت مجموعة قطر للتأمين اليوم نموذجاً يُحتذى به للشركات الوطنية التي تسهم بفاعلية في تعزيز مكانة الدولة على خريطة الابتكار، إقليمياً ودولياً. وما شهدناه خلال اليومين الماضيين من إقبال كبير من مجتمع التكنولوجيا والابتكار وعالم المال يُعد دليلاً قوياً على أن استراتيجيتنا تسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ قيم تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات».
تعزيز قيم الابتكار والريادة
من جانبه، قال السيد سالم المناعي، الرئيس التنفيذي لمجموعة قطر للتأمين: «لقد أصبح منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التأمين حدثاً ينتظره الجميع، وما شهدناه في نسخة هذا العام التي أُقيمت بالتزامن مع النسخة الافتتاحية من منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتكنولوجيا المالية من حضور أكثر من 1500 مشارك من نحو 40 دولة حول العالم يُعد دليلاً واضحاً على نجاح قطر للتأمين في أن تكون جسراً حقيقياً للتواصل وتبادل الخبرات ووجهات النظر بين مختلف الفاعلين في عالمي المال والتكنولوجيا. أود أن أتوجّه بخالص الشكر إلى شركائنا في تنظيم الفعاليتين، وفي مقدّمتهم مصرف قطر المركزي الذي أُقيم المنتديان تحت مظلته، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفتها شريكاً استراتيجياً رئيسياً، إلى جانب كل من البنك التجاري و»أُريدُ فنتك» كشريكين استراتيجيين لنا في إقامة المنتديين. كما أجدد تطلّعنا لمواصلة بذل المزيد من الجهود لتعزيز قيم الابتكار والريادة، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة قطر الريادية على خارطة الابتكار إقليمياً وعالمياً».
جلسات حوارية متنوعة
ومن أبرز الحلقات النقاشية التي نالت اهتماماً واسعاً خلال المنتديين، جلسة بعنوان: «من التجار إلى الوكلاء المتنقلين: صعود قنوات توزيع التأمين البديلة»، والتي ناقشت كيف تُعيد التوقعات المتغيرة للمستهلكين والتطورات التكنولوجية رسم مشهد توزيع التأمين عبر المنصات الرقمية، وتجار التجزئة، وشركات الاتصالات، والعاملين في الاقتصاد التشاركي. وقدمت دراسات حالة من إفريقيا وآسيا نماذج ملهمة لكيفية تمكن أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من تجاوز النماذج التقليدية وتحسين الوصول إلى التأمين لملايين الأفراد.
عرض للابتكار والمواهب المحلية
كما تميزت الفعاليات بـ»يوم عرض المشاريع»، حيث قدمت خمس شركات ناشئة رائدة هي: «ديجيتال بتروليوم»، و»إن إي سي غلوبال»، و»ستيراب»، و»جاغوار ترانزيت»، و»أوتوموني» حلولها المبتكرة أمام لجنة من المستثمرين الإقليميين. وتم اختيار هذه الشركات في إطار برامج تسريع الأعمال التي تقودها وحدة «شركاء المشاريع الرقمية»، الذراع الاستثماري الجريء في الشركات الناشئة الرقمية لمجموعة قطر للتأمين، بالشراكة مع مركز قطر للمال، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يؤكد التزام قطر ببناء منظومة مزدهرة في مجالي التأمين التقني والتكنولوجيا المالية. كما أقيمت ورشة عمل مخصصة للشركات الناشئة، قدمت لرواد الأعمال الصاعدين فرصة للتواصل المباشر مع منظومة الابتكار المحلية، وبرامج الحاضنات، وفرص دخول الأسواق.
الريادة في الأصول الرقمية
استعرضت جلسة أخرى مبادرة «مختبر الأصول الرقمية» التابعة لمركز قطر للمال، والتي تسلط الضوء على طموحات قطر في ريادة تنظيم وابتكار الأصول الرقمية. وتعرف الحضور من خلال هذه الجلسة على البيئة التنظيمية التجريبية التي يوفرها المركز، والتي تتيح للشركات الناشئة اختبار تقنيات سلاسل الكتل، والتوكنات، والتمويل اللامركزي، ضمن إطار تنظيمي يوازن بين الابتكار وحماية المستثمرين. كما نظم بنك قطر للتنمية جلسة حوارية حول الدور الاستراتيجي لمركز قطر للتكنولوجيا المالية التابع للبنك في دعم الجيل القادم من رواد الأعمال، حيث استعرض ممثلو البنك نماذج الدعم الشاملة، من التمويل والمنح والإرشاد، إلى فرص الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية. وقدمت الجلسة دليلاً عملياً على أهمية رأس المال الوطني والبيئة المهيكلة في تحفيز الابتكار وبناء شركات تكنولوجيا مالية ذات أثر ملموس وقيمة تجارية.
الابتكار في الخدمة
وضمن محور الابتكار من أجل المناخ، ناقشت جلسة بعنوان «حماية المزارعين ودفع النمو: دور تكنولوجيا التأمين في التأمين الزراعي» التحديات العالمية المتعلقة بحماية المزارعين الصغار من مخاطر المناخ والكوارث الطبيعية وتقلبات الأسواق. وناقش الخبراء كيف يُحدث التأمين المصغر عبر الهاتف المحمول، وبيانات الأقمار الصناعية، والعقود الذكية القائمة على تقنية سلاسل الكتل، تحولاً جذرياً في تقديم التغطية وسداد المطالبات. كما تناولت الجلسة أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل بنوك التنمية، وشركات الاتصالات، والجهات الزراعية، في توسيع نطاق هذه الابتكارات لتشمل المجتمعات الريفية في أنحاء المنطقة. وقدمت دراسات من إفريقيا والهند وأمريكا اللاتينية أمثلة واقعية حول كيفية تصميم برامج تأمين زراعي فعالة وسريعة الوصول وبتكلفة معقولة.
تأهيل الكوادر الوطنية
وضمن التزامها المستمر برؤية قطر الوطنية 2030، نظمت مجموعة قطر للتأمين على هامش المنتديين معرضاً مهنياً مصغراً، قدمت من خلاله فرصاً تدريبية ووظيفية للمهنيين والطلاب القطريين، بهدف ربط جيل المستقبل من الكفاءات الوطنية بالفرص الواعدة في قطاعي التكنولوجيا المالية والتأمين التقني. وشاركت في المعرض مختلف وحدات الأعمال التابعة للمجموعة وشركاؤها في القطاع، وذلك لتعزيز اكتساب المهارات، ونقل المعرفة، والإرشاد المهني، ما يعكس الدور الريادي للمجموعة في دعم تنمية رأس المال البشري الوطني من خلال مبادرات عملية ذات أثر ملموس.