عبر الإصدارات الجديدة.. معرض الكتاب يحتفي بالإبداع القطري

alarab
المزيد 13 مايو 2024 , 01:10ص
الدوحة - العرب

يحتفي معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين المقام حاليا تحت شعار «بالمعرفة تبنى الحضارات» في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات بالمبدع القطري. ويأتي هذا الاحتفاء بتسليط الضوء على إنجازات الكتاب والكاتبات في مختلف مجالات الفكر والأدب وذلك من خلال التواجد في الصالون الثقافي للملتقى القطري للمؤلفين أو من خلال تدشين الكتب في دور النشر القطرية المختلفة.
 ومن أبرز الإصدارات التي تم الاحتفاء بها ومناقشتها في الصالون الثقافي كتاب سعادة السفير عبدالله بن فلاح بن عبدالله الدوسري، «حكاية دبلوماسي.. من بيت الشعر في قرية النصرانية إلى القصر الملكي في بلجيكا.. سيرة ومسيرة».
واستعرض سعادة السفير عبدالله بن فلاح الدوسري محطاته الحافلة بالأحداث والعبر والعطاء والمعاناة، بدءًا من طفولة تفتقد إلى أبسط أبجديات واحتياجات الإنسان العصرية، وانتقالًا إلى حياة مملوءة بالحب والأمل والتفاؤل، استطاع من خلالها أن يشكل رصيدًا كبيرًا من العلاقات الإنسانية في مختلف دول العالم، برفع اسم قطر عاليًا في مختلف المحافل الدولية.
ويقول: إن «مسيرة السنوات التي قضيتها في العمل الدبلوماسي لا تكفي لتحقيق كل الطموحات التي كنت أسعى إليها، إلا أنني أعتقد أنني قدمت ما في وسعي في خدمة بلدي في مختلف الدول التي عملت فيها، فقد كنت مواكبًا للطموحات التي كانت تحلم بها بلادي والإنجازات التي تحققت بتوفيق من الله تعالى القدير، وبفضل حكمة قادتها. 
وتوقف سعادة السفير عند جهود الدولة التي بذلتها في توفير الأمن والسلام والراحة والطمأنينة، وترسيخ القيادة الحكيمة للحياة الكريمة لأبناء الوطن، والعمل على تأمين سبل التطور والتقدم في كل مجالات الحياة.

مواقف.. وخبرات 
ويتناول العديد من المواقف التي قابلته أثناء تمثيله للدولة في عدة مؤتمرات عالمية، واكتسابه العديد من الخبرات جراء هذه المشاركات، علاوة على عمله بالسلك الدبلوماسي في عدة دول، منها باكستان، حيث عمل هناك من 1988 إلى عام 1991، وذلك عبر ثلاث مراحل، الأولى دبلوماسيًا في سفارتنا في إسلام آباد، والثانية بدرجة قنصل عام في كراتشي، وفي الثالثة سفيراً في إسلام آباد، ليعقبها العمل سفيرًا للدولة في بلجيكا، ومندوبًا دائمًا في الاتحاد الأوروبي، كون بروكسل هي المقر الدائم للاتحاد، وعمل هناك عام 2005، لمدة سنتين، كما عُين سعادته في نفس الوقت سفيرًا في دوقية لوكسمبورغ.
كما توقف عند عمله سفيرًا للدولة في المغرب عام 2013، حيث ساهم في تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، والنهوض بها إلى أعلى المستويات. وبعد انتهاء مهمته سفيرًا في المغرب، انتقل إلى العمل سفيرًا للدولة في المجر وما زال، وتزامن مع عمله هناك تنظيم الدولة لبطولة كأس العالم 2022، فكانت بودابست شاهدة على أروع تنظيم لهذه البطولة منذ انطلاقها، عندما ساهم بنقل أجواء البطولة عبر شاشة عملاقة في أحد الفنادق هناك.
كما احتفى الصالون الثقافي بالكاتب والأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك بأحدث إصداراته التي جاءت بعنوان «بوح السبعين» الصادر عن دار روزا للنشر في 274 صفحة من القطع المتوسط. وقال إن الكتاب يتضمن مواقف إعلامية وثقافية مر بها خلال خمسين عامًا من حياته، وهي ليست مذكرات بالمعنى الواضح، بل إنها مواقف قصد منها نقل خبراته إلى الجيل الجديد، وفيها الكثير من الصور وقصاصات من بعض أعماله منذ عام 1969، عندما كتب أول مقالاته في مجلة (الدوحة)، وفيها الكثير من المرارات والقليل من المسرات.
كما يسرد فيه مساراته المهنية منذ بدأ موظفاً في البنك براتب 400 ريال، ثم دخوله فرقة الأضواء الموسيقية عام 1967، قبل أن يجد نفسه يكتب المسلسلات للإذاعة منذ 1969، ثم قبوله مذيعا للنشرات الرئيسية منذ 1974، قبل ان يصبح مسؤول الأخبار واستمر متعاوناً مع التلفزيون حتى سنة 2004، ثم توجه نحو المجال الأكاديمي في الجامعة والإنتاج الأدبي.

 روايتان لعبدالعزيز الشيخ
كما تم تدشين روايتين للكاتب عبدالعزيز الشيخ في الصالون الثقافي، وجاءت الرواية الأولى بعنوان حوبة عتيق، موضحا أنها تنتمي إلى تراث شعبي قديم،وهي قصة حدثت في نهاية القرن السابع عشر، تحدث فيها عن معاناة عتيق ومأساته والظروف اللاإنسانية التي تعرض لها من ظلم. 
أمات الرواية الثانية فجاءت بعنوان وادي السيل، وهي صفحات من تجربة سجين عام ١٩٧٩، حيث يظهر فيها قصة البطل وأسباب دخوله السجين وأثر أصدقاء السوء عليه إلى أن اهتدى لطريق الصلاح وأصبح إنسانا سويا، مؤكدا أنه عمد في هذه الرواية إلى الاسقاط على فريج وادي السيل كتوثيق للأماكن التي ما عادت موجودة، لافتا إلى انجذابه في الكتابة إلى اتجاه التراث الشعبي الذي يرى فيه معينا لا ينضب، قائلا إن تراثنا غني فلدينا مخزون تراثي كبير، وتوثيق للهوية القطرية وكيف كانت الحياة في السابق.
 وأضاف الكاتب عبدالعزيز الشيخ قائلا انا ابن منطقة شرق وقصصي وكلامي من نفس منطقتي، فلن اتكلم عن مناطق أخرى بنفس القوة.
وختم كلامه بالإشارة ان قطر دولة متطورة، ولكن يشدنا الحنين للماضي ويجب أن نوازن بين الماضي والحاضر.
 
كتابان عن تعليم ذوي التعلم 
ومن الإصدارات القطرية التي تم تدشينها بالصالون الثقافي كتابا /قضايا معاصرة في صعوبات التعلم - التشخيص والعلاج/ و/استراتيجيات وطرق تدريس ذوي صعوبات التعلم/ للكاتبة الدكتورة هلا السعيد.
ففي الكتاب الأول حاولت الكاتبة الكشف عن الغموض الذي يحيط بأبنائنا ممن يعانون من صعوبات التعلم، من خلال عرض كل ما هو جديد وحديث في عالم صعوبات التعلم، وركزت على طرق مختلفة تدل المتخصصين وأولياء الأمور على طرق مساعدة ذوي صعوبات التعلم بأنواعها الثلاثة /صعوبات أكاديمية، وصعوبات نمائية، وصعوبات السلوك الاجتماعي العاطفي. وقالت إن جديد هذا الكتاب هو توصل العلماء والباحثين لنوع ثالث من صعوبات التعلم وهو الصعوبات السلوكية.
وقد تطرقت الدكتورة هلا السعيد، من خلال أبواب وفصول الكتاب إلى المدخل التاريخي، ومفهوم صعوبات التعلم، وأنواعها، وخصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على تشخيص وعلاج صعوبات التعلم، وعرضت أهم الاستراتيجيات المتبعة في التعليم، ومن ثم عرضت أنواع البرامج العلاجية المستخدمة مع هذه الفئة، والبرامج التدريبية العلاجية للفئات الثلاث /صعوبات أكاديمية، وصعوبات نمائية، وصعوبات السلوك الاجتماعي العاطفي/ ثم عرضت أساليب التعلم الحديثة كالتعليم الإلكتروني والتعليم بالاكتشاف.
أما الكتاب الثاني فجاء استكمالا لكتاب سابق للكاتبة بعنوان /صعوبات التعلم بين النظرية والتطبيق والعلاج/ ليمثل محاولة للكشف عن مستجدات صعوبات التعلم. وأضافت أن الكتاب الجديد اشتمل على أكبر عدد ممكن من الإستراتيجيات والطرق التي تتيح للمعلم مراعاة الفروق الفردية فيما بين طلبة ذوي صعوبات التعلم، مع المحاولة لتطبيق هذه الإستراتيجيات في الدروس لتكون أكثر وضوحا للمعلم عند تطبيقها.