تختتم يوم غد "الخميس" في إدارة الشواطئ بالمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) عمليات التسجيل في مسابقة (المِينّى) الخاصة بالغوص على اللؤلؤ والمخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (10 – 14) سنة.
وقد احتضن مقر إدارة الشواطئ في (كتارا) ظهر اليوم اجتماع المشرفين على الفرق المشاركة في مسابقة المينّى بحضور عدد من المسؤولين و7مشرفين، حيث ناقشوا تعزيز وترسيخ العمل الجماعي من أجل تأصيل الموروث الشعبي بكل ما ارتبط به من قيم لدى الناشئة في مهنة الغوص، وهي قيم مستمدة من الدين الحنيف.
كما تناول المشرفون والمسؤولون عن المسابقة بالنقاش الاختبارات التي ستتم يومي 19 و20 مايو حيث سيكون هناك 4 اختبارات تتعلق بالغوص والسباحة وهي "القفزة العمودية" والسباحة لمسافة 15 متر و التأكد من تناغم حركة السباحة والغوص لمتر ونصف.
وأكد المجتمعون أهمية الاشراف على المحمل وتوزيع المهام بين أعضاء الفريق الواحد وتغيير المهام بين النوخذة والمجدمي والسكوني والنهام لتحفيز الاطفال على المنافسة والتحلي بروح المسؤولية.
وأكد جميع المشرفين على اهمية الالتزام بالقيم الدينية مثل أذكار النوم والمحافظة على الصلاة وإثراء ثقافة الأطفال الدينية من خلال المسابقات عن الموروث البحري الاسلامي والقطري كعملية بيع اللؤلؤ والحصول على المؤونة وتسيير أمور البيت خلال فترة غياب الغاصة بما يساعد على تدريب الأطفال على أمور الغوص والتعرف على أنواع السفن المستخدمة وأجزاء السفينة و فلق المحار و قماش اللؤلؤ.
وفي هذا السياق، قال السيد أحمد الهتمي رئيس اللجنة التنظيمية لمسابقة (المِينّى) إن النسخة الثانية للمسابقة حظيت بإقبال كبير من قبل الأطفال القطريين الذين جاؤوا بصحبة أولياء أمورهم، وأبدوا رغبة عارمة وحماسا شديدا لخوض غمار المسابقة البحرية غير المسبوقة في المنطقة.
وتقدم السيد أحمد الهتمي بالشكر لقطر للبترول الراعي الماسي للمسابقة مشيرا إلى أن مسابقة المينّى مفتوحة لمشاركة الناشئة ضمن السنّ القانونية التي حددتها اللجنة، شرط اجتياز المشاركين الفحص الطبي، والتأكد من إجادتهم للسباحة والغوص، مبيناً أن اجراء الكشوفات الطبية وفحص قوة جهاز التنفس فسيكون في المستشفيات والمراكز الصحية، أما التأكد من اللياقة في مجال السباحة والغوص فسيكون على شاطئ (كتارا) يومي الاثنين والثلاثاء بين الساعة (4-6) مساء، مشيرا الى أن إدارة الشواطئ ستستضيف يوم السبت القادم اجتماع أولياء الأمور وذلك في القاعة (15) بالحي الثقافي (كتارا).
وأشار الهتمي إلى أن فعاليات مسابقة (المِينّى) ستبدأ في الساعة الرابعة عصراً من يوم الخميس 21 مايو الجاري (يوم الدشة)، حيث ستتجمع المحامل المشاركة وعلى متنها البحارة الصغار طيلة أيام المسابقة في بري المفرص (العسيري) مدخل الدوحة، وتستمر حتى السبت 23 مايو الجاري، وهو اليوم الذي سيشهد عودة البحارة الصغار من المسابقة، حيث يقام حفل (القفَّال) في الساعة الرابعة عصرا على شاطئ (كتارا) يشارك فيه أهالي المشاركين في تقليد تراثي جميل مستمد من موروثنا الشعبي يعيد العلاقة الحميمية لأهل قطر ببيئتهم البحرية.
ولفت إلى أن الأطفال المتسابقين سيتوزعون على فرق تضم كل واحد منها 12 مشاركا حيث سيرافق كل فريق نوخذة و مجدمي ورضيف، موضحا أن (المِينّى) هي مسابقة بحرية تهدف الى احياء تراث قطر البحري الأصيل وتسعى إلى تعزيز مفرداته المستمدة من موروثنا الشعبي البحري في نفوس الأجيال الناشئة، وذلك ضمن فعاليات تحاكي حياة الآباء والأجداد الحافلة بالبطولات والملاحم.
وحيا الهتمي أولياء الأمور والآباء الذين حرصوا على تسجيل أبنائهم الراغبين في خوض غمار المسابقة، لما لها من فوائد تربوية وأهداف تعليمية كثيرة، مشيرا الى أن برنامج المسابقة يسعى إلى اعادة العلاقة الحميمية التي كانت تربط أبناء قطر ببيئتهم البحرية، عبر اعادة أطفالنا إلى تاريخ وتراث أجدادهم الزاخر بالقيم الحضارية، وضمن معايشة واقعية ومحاكاة حقيقية لعصر الغوص على اللؤلؤ، بكل ما يتضمنه هذا الزمن الجميل من معان ومفردات فنية وثقافية وشعبية، لتشكل مرجعاً تربوياً مهماً لأجيال اليوم، من شأنه أن يعرّفهم بأن رفاهية اليوم ما هي إلا ثمرة للمخاطر والصعاب التي كان يعيشها الأجداد.
وبيّن أنّ فعاليات المسابقة تهدف الى تعويد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم، وتدبير شؤون حياتهم اليومية، من خلال توليهم تجهيز الطعام بأيديهم، وتنظيمهم لمعيشتهم طيلة فترة المسابقة وإقامتهم على ظهر المحامل، فضلا عن زرع القيم الدينية والأخلاقية من شجاعة وجرأة وإقدام والتزام، من خلال المحافظة على تعاليم ومبادئ الاسلام وإقامة الصلاة إلى جانب ما سيتلقونه من دروس دينية من شأنها أن تعمق فهمهم للحياة وتثري تجاربهم وتوسع مداركهم، وذلك بما يتناسب مع الدين الحنيف ومقومات الهوية الوطنية.