الوصول للمناطق الخاضعة لـ"داعش" بالعراق وسوريا صعب
حول العالم
13 مارس 2015 , 09:52م
جنيف - رويترز
قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه لا يمكن الوصول للمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة
الإسلامية في سوريا والعراق إلا من حين لآخر، برغم الاحتياجات الهائلة لعشرة ملايين شخص يعيشون تحت سيطرته.
وعبَّر بيتر مورير - في مقابلة بمناسبة دخول الحرب السورية عامها الخامس - عن أمله في التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار في حلب، لإتاحة توزيع المزيد من المساعدات في ثاني أكبر مدينة بالبلاد. وقال مورير - لرويترز - في مكتبه في جنيف: "ننظر في العراق وسوريا إلى منطقة واسعة، إذ يعيش أكثر من عشرة ملايين نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. لا يتاح لنا دخول هذه المنطقة بصورة مستقرة وثابتة".
ويحكم تنظيم الدولة الإسلامية مساحة واسعة من المناطق السُّنِّيَّة في سوريا والعراق، أعلن فيها قيام خلافة.
وقال مورير إن اللجنة الدولية تمكنت من زيادة عملياتها بدرجة لا بأس بها، في أجزاء مختلفة من الدولتين، فعبرت الخطوط الأمامية لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وأضاف: "لكن دعني أكون صريحا جدا. هناك مناطق في سوريا والعراق لم نتمكن من توصيل أي شيء لها، إذ مازلنا حريصين على التفاوض على الوصول إلى هؤلاء السكان".
وقال إن هناك مناطق لا يمكن دخولها في شمال سوريا وجنوبها، لكن اللجنة الدولية قامت بتوصيل مساعدات لمناطق محاصرة، منها منطقة المعضمية في دمشق.
وأضاف أنه في حلب - على سبيل المثال - لا يأتي التيار الكهربائي سوى لساعة ونصف الساعة في اليوم، وأن الأوضاع مثار "قلق عميق". وفي الأسبوع الماضي نقلت اللجنة 17 معاقا عبر الخطوط الأمامية لعلاجهم، وقامت بإصلاح مولد الكهرباء الخاص بأحد المستشفيات.
ولا تخضع المدينة الواقعة على بعد 50 كيلو مترا جنوبي الحدود مع تركيا لسيطرة الدولة الإسلامية؛ لكنها مقسمة بين القوات الحكومية وجماعات معارضة تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في حرب أسفرت عن نزوح أكثر من 7.6 ملايين شخص داخل سوريا ومقتل 200 ألف على الأقل.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إلى إعلان وقف إطلاق النار بالمدينة.
في الوقت نفسه تدخَّل تنظيم الدولة الإسلامية في كل أوجه الحياة اليومية في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق؛ بما في ذلك إدارة المرور والبنوك والمدارس والمحاكم والجامعات.
لكن الصليب الأحمر يقول إن الناس يفتقرون إلى الأساسيات؛ مثل الطعام والمياه النظيفة والأدوية في سوريا، إذ دُمِّرَتْ معظم البنية التحتية.
وقال مورير إن الصليب الأحمر يستطيع الدخول إلى "بعض الأماكن" الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في سوريا، وتحدث عن إصلاحات أجراها، كشبكة المياه والصرف الصحي في محافظة الرقة بشمال سوريا.
وقال: "إنه مناخ شديد التعقيد. ليس وضعا نستطيع فيه الاعتماد على سلاسل قيادة موحدة تعطينا تأكيدات فورية عن الأمن وإمكانية لتحركٍ بأمان في هذه الظروف الصعبة".
أضاف أن في العراق تمكنت اللجنة من دخول الموصل وإرسال مساعدات لها؛ لكن ليس بصفة يومية وهو ما يحتاجه الناس. وأضاف: "تمكنَّا من القيام بأمور في الفلوجة وبعض المدن الأخرى في العراق".
وقال مورير إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتمتع "باتصالات جيدة" مع الحكومة السورية، "وتعاون جيد بدرجة معقولة" فيما يتعلق بالحصول على تصاريح للقوافل وتأشيرات وإدخال الواردات.
وسوريا أكبر عملية تتولاها هذه الهيئة المستقلة على مستوى العالم، ويشارك بها 300 موظف بميزانية سنوية قدرها 164 مليون فرنك سويسري (162 مليون دولار).