ازدياد حالة العزلة في اليمن مع مغادرة الدبلوماسيين
حول العالم
13 فبراير 2015 , 07:52م
أ.ف.ب
كان الدبلوماسيون السعوديون والألمان والإيطاليون آخر من غادر صنعاء، اليوم الجمعة، في حين تزداد عزلة اليمن مع تعزيز ميليشيات الحوثيين سيطرتهم على العاصمة.
من جهة ثانية تواجه البلاد ذات الغالبية السُّنية هجمات متكررة لتنظيم القاعدة الذي استولى الخميس على معسكر للجيش وكميات كبيرة من الأسلحة في محافظة شبوة جنوب اليمن، إلى الشرق من صنعاء.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الخميس، مجلس الأمن الدولي من أن اليمن "ينهار أمام أعيننا"، داعيا إلى التحرك لوقف انزلاق هذا البلد نحو الفوضى.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الجمعة، أن المملكة علقت أعمال سفارتها في اليمن، وأجلت دبلوماسييها بسبب "تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في صنعاء".
والسعودية أول دولة عربية تُخلِي سفارتها بعد عدد من الدول الغربية.
ودانت السعودية - مثل باقي دول مجلس التعاون الخليجي - ما وصفته بأنه "انقلاب" في اليمن، عندما أعلن الحوثيون - قبل أسبوع - حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسي يتولى السلطة التنفيذية.
ويجتمع وزراء خارجية مجلس التعاون السبت في الرياض لبحث الأزمة في اليمن.
وبالمثل أعلنت ألمانيا وإيطاليا الجمعة إجلاء دبلوماسييهما من اليمن وإغلاق سفارتيهما مؤقتا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "قررنا أمس (الخميس) إغلاق سفارتنا في صنعاء مؤقتا"، موضحا أن "كل الطاقم غادر الأراضي اليمنية". وأضاف أن الوضع السياسي الحالي في اليمن أصبح على درجة من الخطورة "غير مقبولة إطلاقا" للعاملين.
وفي روما ذكرت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان أنها "قررت إغلاق السفارة الإيطالية في صنعاء مؤقتا بعد تسارع الأحداث في البلاد والتفاقم التدريجي للظروف الأمنية". وأضافت أن "السفير (لوتشيانو) غاللي وجميع أعضاء السفارة يعودون بأمان في هذا الوقت إلى إيطاليا".
وتابع: "إن الوزارة تأمل في أن تتيح جهود الوساطة - التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر - عودة الظروف الأمنية الكفيلة بالسماح في أسرع وقت بعودة الموظفين الدبلوماسيين إلى اليمن".
وكانت السفارة الإيطالية في صنعاء أغلقت الثلاثاء الماضي مكاتبها أمام الجمهور، ونصحت وزارة الخارجية الإيطاليين بعدم السفر إلى اليمن، ومن هم فيه إلى المغادرة.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد أعلنت هذا الأسبوع إغلاق سفاراتها في صنعاء.
وقد عرض الأمين العام للأمم المتحدة، مساء أمس، أمام مجلس الأمن نتائج زيارته إلى السعودية والإمارات، إذ أجرى محادثات ركزت على "منع حرب أهلية في اليمن" كما قال.
وأضاف بان كي مون أمام أعضاء المجلس أن "اليمن ينهار أمام أعيننا، ولا يمكن أن نقف جانبا ونشاهد"، مضيفا: "يجب أن نقوم بكل شيء لمساعدة اليمن في تجنُّب الانهيار".
ولفت بان النظر إلى "التحديات" التي يواجهها اليمن، مشيرا في هذا السياق إلى "أزمة سياسية خطيرة" و"توترات انفصالية متزايدة في جنوب" البلاد و"أزمة إنسانية خطيرة" تطال 16 مليون شخص.
وأكد الأمين العام أن كل هذه التحديات تشكل "خطرا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
ودعا بان إلى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوثه إلى اليمن، الذي يبذل جهودا لاستئناف المفاوضات، بعد سيطرة الحوثيين الشيعة على السلطة إثر استقالة الرئيس عبد ربه هادي منصور والحكومة.
وقال ابن عمر للمجلس عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة: "اليوم يقف اليمن على مفترق طرق، إما الانزلاق إلى حرب أهلية والتفكك، أو أن البلاد ستجد سبيلا لتطبيق الانتقال السياسي".
وأضاف: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي في الأيام المقبلة، هناك مخاطر فعلية أيضا لانهيار الريال"، مما سيؤدي إلى تخلف البلاد عن الدفع أو تسديد الرواتب. وأضاف: "قد يجد عشرات آلاف الأشخاص أنفسهم بدون وظيفة".
وأكد أن الأمم المتحدة - رغم الصعوبات - "لن تغادر البلاد، وتؤكد مجددا التزامها بمساعدة اليمن".
وقال: "رغم كل العراقيل لا يزال بإمكان اليمنيين النجاح" في عملية الانتقال الديمقراطي التي بدأت بعد تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة إثر ثورة شعبية في 2012.
وأكد مشاركون في جلسة حوارية عقدت مساء الأربعاء الماضي أن المحادثات لم تحقق أي تقدم مع تمسك الحوثيين بـ"الإعلان الدستوري" الذي أصدروه في 6 من فبراير، وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة أمنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي.
وسيطر الحوثيون في 21 من سبتمبر على صنعاء، ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقي الأحزاب، إلا أن الاتفاق فشل.
وفي 20 من يناير سيطروا على دار الرئاسة، ثم أبرموا اتفاقا جديدا مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجددا؛ مما دفع بالرئيس إلى الاستقالة مع الحكومة.
ويواصل الحوثيون - الذين يسيطرون على صنعاء والمحافظات الشمالية - هجومهم في وسط البلاد، إذ استولوا الثلاثاء الماضي على البيضاء، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.
وتنظَّم تظاهرات شبه يومية احتجاجا على سيطرة الحوثيين في صنعاء وغيرها من المدن.