جراحة نادرة وناجحة.. المستشفى الأهلي يستأصل كيسة طحالية عملاقة

alarab
محليات 13 يناير 2021 , 12:30ص
الدوحة - العرب

أجرى المستشفى الأهلي مؤخراً عملية جراحية ناجحة لاستئصال كيسة طحالية عملاقة، وهي من الحالات النادرة وقليلة الحدوث في مجال الجراحة. ومن جانبه قال الدكتور عبد العظيم عبدالوهاب استشاري جراحة أول ورئيس الطاقم الطبي في المستشفى الأهلي: إن المريض البالغ من العمر السادسة والخمسين عاماً، راجع إحدى المشافي الخاصة في الدوحة بشكوى آلام مزمنة في الظهر، بعد أن اشتدت عليه الآلام.
وأوضح أن المريض عانى أيضاً من ارتفاع التوتر الشرياني المزمن، وارتفاع شحوم الدم، مع قصور في الغدة الدرقية. وكان يتلقى العلاج بانتظام لجميع هذه الأمراض المزمنة، ولدى إجراء تصوير مقطعي للبطن تبين لديه وجود كيسة طحالية كبيرة الحجم تقيس حوالي 10 سم X 10 سم مع كيسة كلوية يسرى تقيس حوالي 9 سم.
ولفت إلى أن المريض راجع عيادة المسالك البولية في المستشفى الأهلي وتم تقييمه من ناحية الكيسة الكلوية اليسرى، وأعطي التوجيهات والنصائح اللازمة بخصوصها.
ومن ثم تم تحويل المريض إلى عيادة الجراحة العامة في المستشفى الأهلي، حيث تم تقييمه سريرياً من قبل الدكتور عبد العظيم حسين، ونصح بإجراء تدخل جراحي لاستئصال الكيسة الطحالية نظراً لحجمها الكبير والأعراض المرافقة لها.
ونوه بأنه بعد إجراء تفاعل الكيسات المائية الطفيلية لدى المريض تبين أنه سلبي، وبالتالي تم استبعاد احتمالية كون هذه الكيسة الطحالية من منشأ طفيلي، فتلقى المريض من بعدها مجموعة اللقاحات الوقائية الضرورية قبل التداخل الجراحي على الطحال بحوالي 2-3 أسابيع.
وقال د. عبد العظيم حسين: تم إجراء العمل الجراحي للمريض في الثاني من نوفمبر 2020، حيث تم البدء بالمقاربة الجراحية التنظيرية، حيث بين استقصاء جوف البطن وجود كيسة عملاقة (عرطلة)، تحتل معظم النسيج الطحالي مع وجود مساحات واسعة من جدار الكيسة متكلسة بشدة مشكلة التصاقات شديدة بالأعضاء المجاورة بما فيها المعدة والقولون والحجاب الحاجز، وتم التحول لفتح البطن نظراً لتعذر إجراء الاستئصال بالجراحة التنظيرية بسبب الالتصاقات الشديدة للكيسة الطحلية بالأعضاء المجاورة، وتم بعد ذلك وبنجاح عزل الكيسة عن البنى المجاورة واستئصالها بالكامل مع ما تبقى من نسيج طحالي قليل نسبياً.
وأضاف: تعافى المريض بشكل جيد وسريع بعد الجراحة، وتم إخراجه من المستشفى الأهلي في اليوم الثالث بحالة عامة حسنة، ومن دون حدوث أي مضاعفات تذكر.
ولفت إلى نتيجة التشريح بينت أن مرض الكيسة الطحالية من نوع الكيسات الكاذبة العرطلة في الطحال Giant Splenic Pseudocyst، حيث يعتبر وجود هذا النوع من الكيسات الطحالية العملاقة نادراً وقليل الحدوث، وتعتبر كيسات الطحال من الناحية العلمية حالة سريرية نادرة للغاية تحدث في حوالي 0.07% من إجمالي عدد السكان.
 وأوضح أن المرضى الذين يعانون من تكيسات الطحال بشكل عام لا يظهرون أي أعراض سريرية محددة، وغالباً ما يتم العثور على هذه الأكياس عرضياً أثناء الفحص الشعاعي، ويمكن استخدام الموجات فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي للتشخيص الأولي.
وتُصنف كيسات الطحال إلى كيسات طفيلية وكيسات غير طفيلية، فيما تصنف الكيسات الطحالية غير الطفيلية إلى كيسات كاذبة وكيسات حقيقية. والكيسات الطحالية الحقيقية هي تلك التي تحتوي على بطانة بشروية (ظهارة سطحية)، أما الكيسات الكاذبة فلا تحتوي على بطانة بشروية (ظهارة سطحية)، وعادة ما تتكون بعد رض أو التهاب أو احتشاء جزئي في الطحال.
وتعتبر تكيسات الطحال الكاذبة نادرة جداً، وتوجد في أقل من 1% من عمليات استئصال الطحال التي يتم إجراؤها، أما الكيسات الكاذبة في الطحال أكثر شيوعاً أربع مرات من الأكياس الحقيقية، وفي عام 1829 وصف أندرال أول كيس غير طفيلي في الطحال.
وفي عام 1978، أبلغ روبنز عن سلسلة من 42327 عملية تشريح جثث على مدى 25 عاماً، والتي كشفت فقط عن 32 مريضاً يعانون من كيسات الطحال، وفي عام 1953، نشر فاولر مراجعة جماعية لتشمل 265 حالة من أكياس الطحال غير الطفيليّة. 
وحتى عام 1978، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 600 حالة جراحية وتشريح لهذه الأكياس في الأدبيات العالمية، من المهم التمييز بين كيسات الطحال الكاذبة وكيسات الطحال الأخرى الخبيثة والحميدة بما فيها الكيسات المائية الطفيلية من أجل اتباع العلاج المناسب، تظل الكيسات الطحالية الكاذبة بدون أعراض في الغالب، ونادراً ما تنمو إلى حجم كبير ولا تتطلب العلاج إلا عندما تصبح عرضية، وعادة ما تكون الكيسات الكبيرة فقط عرضية، ويتم علاجها جراحياً عن طريق استئصال الطحال. فهي تتطلب التدخل الجراحي فقط في الحالات التي تظهر فيها الأعراض، وتكون فرص الحفاظ على الطحال في هذه الحالات أقل عادةً.