عبدالله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الإمام: التربية الصالحة للأبناء تحمي الأوطان

alarab
محليات 12 نوفمبر 2022 , 12:12ص
الدوحة - العرب

قال فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة إن الأولاد هبة الله تعالي للآباء يسر الفؤاد بمشاهدتهم وتقر العين برؤيتهم وتبتهج النفوس بمحادثتهم، هم ريحانة الألباب وزهرة الحياة وثمرة الفؤاد وزينة العمر (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا).
وأضاف خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن نعمة الأولاد متعة حقيقية ورزق حسن تصلح به الأرض وترتاح إليها النفس، وتقر بها العين وتسعد: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما). روى ابن ماجة وأحمد عن يعلي العمري رضي الله عنه أنه قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهمهما إليه وقال: «إن الولد مبخلة مجبنة» أي من أجلهم يبخل الإنسان بالمال ويجبن عن الجهاد فيرغب في البقاء معهم محبة لهم وحرصا عليهم، لافتاً إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم لحفيديه على ما يقتضيه المقام، وحرص الإسلام على السعي في طلب الولد حين شرع النكاح، وقد جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة) رواه أحمد وأبو داود والنسائي ولا تزال هذه حقيقة قائمة إلى يوم القيامة لم يطرأ عليها ما ينقصها أو يغيرها.
وذكر الشيخ عبدالله النعمة أن تربية الأولاد أصبحت قضية من أهم قضايا المجتمعات تمس حياة الأمم والأفراد والأسر والمجتمعات على حد سواء وتتصل بجميع أفراد المسلمين وتتعلق بحياتهم وتؤثر فيها سلبا أو إيجابا بصلاحها تبنى الشعوب وتحمى الأوطان وتصلح الأحوال وبفسادها تهزم الأمم ويعم الفساد ويختل المجتمع ولأجل هذا اهتم الإسلام بتربية الأبناء وإصلاحهم وتعاهدهم وتهذيبهم وتنشئتهم على النهج القويم والصراط المستقيم.
وأكد أن البيت هو ركيزة التربية الأساسية والمؤشر الأقوى في الصلاح والفساد ولأجل هذا جعل الإسلام الآباء والأمهات أصحاب المسؤولية الأولى في تربية الأولاد وتنشئتهم والمحافظة على الفطرة التي فطرهم الله تعالي عليها يقول النبي صلي الله عليه وسلم (كل مولود يولد علي الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، اقرؤوا «فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم». لافتا إلى أن الأولاد يشبون على ما تعلموه من آبائهم وأمهاتهم فإن تعودوا الخير وتعلموه نشؤوا عليه وتعودوا عليه، وإن علموا الشر وتعودوا عليه تربوا على الفساد وألفوه، لافتا إلى أنه حين كان المسلمون يعنون بتربية أجيالهم ويهتمون بها كانت بيوتهم وأسرهم تخرج أجيالا صالحة نافعة لأمتها ودينها متحلية بالأخلاق والأدب وحافظه لحقوق الناس وأعراضهم يتعاملون مع الآخرين وإن كانوا غير المسلمين بهدي الإسلام في سلوكه وأقواله وتعاملاته وأفعاله، كانت هذه الأجيال تتربى على الكتاب والسنة وسير سلف الأمة، يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمهم السورة من القرآن).
وأكد النعمة أن أجيال الأمة كانت تلازم أهل العلم والصلاح والتقوى والزهد، يتعلمون من هديهم وسمتهم وينهلون من أدبهم وصلاحهم روى الترمذي وأحمد بسند حسن أنه صلي الله عليه وسلم قال (ما نحل (أي: أعطي) والد ولده أفضل من أدب حسن) وعليكم بالدعاء لصلاح الأبناء فهو هدي الأنبياء دعا إبراهيم الخليل عليه السلام فقال (رب هب لي من الصالحين)، لافتا إلى دعوة زكريا عليه السلام (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يدعو لأهل بيته وأقاربه وأصحابه وجاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم «ثلاث دعوات سيستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده) رواه ابن ماجه وأحمد.