ابنة ياسر عرفات: والدي أوصاني بعدم التفريط في فلسطين
حول العالم
12 نوفمبر 2011 , 12:00ص
رام الله- أ.ف.ب
تتذكر زهوة عرفات ابنة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والدها الذي توفي وهي في التاسعة من عمرها وأوصاها «بعدم التفريط بوطنها فلسطين» والحفاظ على الحقوق الفلسطينية.
وقالت زهوة (16 عاماً) في أول مقابلة لها عبر الهاتف من مالطا حيث تقيم مع والدتها سها، في الذكرى السابعة لوفاة والدها التي صادفت أمس الجمعة «أوصاني والدي أبوعمار بعدم التفريط بوطننا فلسطين والتمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية».
وتضيف «أفتقد والدي الذي لم أعرفه كثيراً وحرمني الاحتلال الإسرائيلي من رؤيته بعد قصف منزلنا في غزة حيث طلب من والدتي أن نغادر فلسطين حتى لا يضغط عليه الاحتلال بابنته وزوجته». وتتابع «غرفتي مليئة بصوره، فأنا أعرف أن والدي هو رمز للشعب الفلسطيني وقضيته وأعرف أن كل فلسطيني يحبه ويعرف أنه قدم حياته من أجل فلسطين وحرية شعبها».
وتضيف «أرى أنني أشبه والدي كثيراً وأتمنى لو أنه لم يستشهد وكان معي الآن».
وتوفي ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا بمرض غامض لم يحدد حتى الآن. ويتهم مسؤولون فلسطينيون إسرائيل بتسميم عرفات.
وبحسب أرملة عرفات سها، فإن التقرير الطبي الفرنسي الرسمي الذي تسلمته لا يذكر سبب الوفاة.
وقالت سها عرفات إن «الرئيس عرفات مات ومات سر وفاته معه، حيث تسلمت التقرير الطبي الرسمي باعتباري زوجته الذي يقول إن سبب وفاته هو تكسر في كريات الدم الحمراء دون ذكر سبب ذلك».
وأوضحت أن «التقرير لم يتحدث عن وجود سموم أدت إلى وفاته ولا أعرف إن تم اطلاع أحد آخر على شيء لا أعرفه، وأمنيتي أن أعرف سبب وفاته الغامضة بالنسبة لنا وللجميع».
وقالت سها عرفات إن «الحكومة الفرنسية بصدد إقامة نصب تذكاري لأبوعمار في باريس أو أحد ضواحيها تخليداً لذكراه».
وأضافت «ستتم تسمية أحد الميادين أو الشوارع باسمه وينسق سفير فلسطين في باريس هايل الفاهوم ذلك مع الحكومة الفرنسية».
وبعد وفاة عرفات توجهت أرملته للعيش في تونس مع ابنتها.
ونشبت خلافات بعد ذلك بينها وبين السيدة الأولى سابقاً ليلى الطرابلسي، وفي 14 أغسطس 2007 أصدر بن علي أمراً بتجريد سها عرفات من الجنسية التونسية التي منحها إياها بعد وفاة زوجها عام 2004، ثم غادرت مع ابنتها زهوة التي كانت في الثانية عشرة من عمرها تونس لتستقر في مالطا حيث يمثل شقيقها السلطة الفلسطينية.
وتوضح أرملة عرفات أن همها الأساس «هو نقل جثمان عرفات إلى القدس الشريف لدفنه كما كان يوصي دائماً».
وتابعت «أنا أتعهد أنه فور تحرر القدس من الاحتلال سننفذ وصيته».
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل يوصي دائماً بدفنه في ساحات المسجد الأقصى المبارك في القدس إلا أنه دفن مؤقتاً في مقر المقاطعة في مدينة رام الله التي حاصرته إسرائيل فيها لمدة ثلاث سنوات.
وتقول القيادة الفلسطينية إنها ستنقل جثمان أبوعمار لدفنه في القدس الشرقية في اليوم الذي تصبح فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وتتحدث زهوة عن يوم وفاة والدها «كنت في تونس حيث اتصلت بي والدتي من باريس وأبلغتني بوفاة والدي وبكيت كثيرا من شدة الحزن على والدي الذي لم أره كثيراً». وتضيف «توجهت إلى مصر لحضور جنازته مع الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وزوجته وكان أصعب يوم في حياتي».
وتتابع «كان والدي يحب الأطفال ويدللهم ويحضنهم إلا أنني حرمت من حنانه والعيش معه».
وتشير زهوة عرفات إلى أنها تشاهد «أجزاء من خطاباته والأفلام التي تتحدث عن حياته علها تعوضني عن جزء من فراقه».
وتتابع «والدي كان رئيساً وزعيماً للشعب الفلسطيني ولكنه كان متواضعاً وأنا أحب التواضع مثله».
وترغب زهوة عرفات التي ستدخل الجامعة العام المقبل في دراسة الهندسة مثل والدها أو المحاماة «لتدافع عن الشعب الفلسطيني».
وتقول «أنا أدرس في المدرسة الدولية في مالطا وأعيش مع والدتي وأتمنى أن يتحقق حلم والدي بحرية فلسطين وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة».
وتتمنى زهوة «العودة إلى فلسطين» قائلة «لأنني أكره الغربة وأحب فلسطين كثيرا وأرى معاناة شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي الذي أتمنى أن ينتهي ويتحقق حلم والدي بالاستقلال».
ويعتبر الفلسطينيون ياسر عرفات رمزاً لقضيتهم ومؤسس ثورتهم المعاصرة منذ ستينيات القرن الماضي عن طريق حركة فتح التي شارك في تأسيسها ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كان رئيسها بعد الاعتراف بها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.