مباراة النرويج والكيان الإسرائيلي تتحول لمنصة داعمة لغزة.. أوسلو تهتف: «الحرية لفلسطين»

alarab
حول العالم 12 أكتوبر 2025 , 01:25ص
هشام يس

لم تكن مباراة كرة القدم بين النرويج وفريق الكيان الإسرائيلي، التي أقيمت، أمس، في ملعب أوليفال بأوسلو ضمن تصفيات كأس العالم 2026 لأوروبا، مجرد حدث رياضي، بل تحولت إلى منصة سياسية وإنسانية.
وشهدت المباراة هتافات داعمة لفلسطين مثل «دعوا الأطفال يعيشون»، و»الحرية لفلسطين».
وامتلأت الشوارع والمدرجات بأعلام فلسطين وهتافات تدعم غزة، مع إعلان الاتحاد النرويجي لكرة القدم عن التبرع بجميع إيرادات المباراة لجهود الإغاثة في القطاع المحاصر.
وشهد وسط أوسلو مظاهرات حاشدة، حيث خرج آلاف النرويجيين بقمصان المنتخب الفلسطيني، في مسيرة تضامنية، رافعين أعلام فلسطين ومشاعل حمراء أضاءت شوارع المدينة.
وردد المتظاهرون شعارات مثل «لا مباراة أكبر من الإنسانية»، حاملين صورا لأطفال فلسطينيين خلف أسلاك شائكة، في إشارة إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة. وأدت الاحتجاجات إلى تعطيل جزئي في وسائل النقل العام، مما أعاق وصول الجماهير إلى الملعب، في محاولة للضغط على الاتحاد النرويجي لإلغاء المباراة احتجاجا على سياسات الاحتلال الإسرائيلي. 
وأدى التوتر إلى تقليص سعة الملعب إلى 3000 متفرج فقط بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة، بما في ذلك تفتيش الحقائب وإغلاق بعض المداخل مسبقا. 
وتوترت الأجواء مع انتشار قوات الشرطة النرويجية بكثافة لتأمين الملعب وسط مخاوف من تصعيد الاحتجاجات، وبعد انطلاق المباراة، استمر عشرات المتظاهرين في الاحتجاج خارج الملعب، بينما صاحت بعض الجماهير داخل المدرجات ضد نشيد الكيان الإسرائيلي، رافعين بطاقات حمراء رمزيا، وكشفوا عن علم فلسطيني عملاق مبكرا في المباراة. 
ووصفت شبكة الجزيرة الإخبارية الأجواء بأنها «مشحونة»، مع فعاليات تجمع بين الرياضيين والناشطين الإنسانيين.   ولم يستجب الاتحاد النرويجي، رغم تبرعه بإيرادات المباراة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في غزة، لمطالب إلغاء المباراة.

صوت فلسطين
وفي الملعب لم تخيّب الجماهير النرويجية التوقعات، حيث تحولت المدرجات إلى منصة تضامن مع فلسطين. 
وكشف المشجعون عن علم فلسطيني ضخم يحمل عبارة «دعوا الأطفال يعيشون»، وسط هتافات «الحرية لفلسطين».  واقتحم أحد المشجعين الملعب مرتديا قميصا مكتوبا عليه «غزة حرة»، في مشهد ألهب حماس الناشطين.
وأثارت المباراة نقاشا دوليا حول موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الاحتلال الإسرائيلي، مع انتقادات لرئيسه جياني إنفانتينو بسبب رفضه استبعاد الكيان من المنافسات، مقارنة بمعاقبة روسيا في ظروف مماثلة. ومع بدء المباراة، سيطرت النرويج على مجريات اللعب. وفازت بنتيجة 5-0 بفضل أداء متميز، لتحافظ على صدارة مجموعتها برصيد 18 نقطة من ست مباريات.  
وتألق إرلينغ هالاند رغم إهداره ركلتي جزاء في الشوط الأول (الدقيقتين 18 و32)، ليعود ويسجل هدفا برأسية في الدقيقة 72 من تمريرة عرضية. وسجلت النرويج أهدافها في الدقائق 6، 27، 28، 45، و72، محققة 16 تسديدة.
وعكست المباراة تضامنا شعبيًا واسعًا مع فلسطين. ومع فوز النرويج الرياضي، تبقى الصورة الأبرز هي أعلام فلسطين وهتافات غزة، التي رددت في قلب أوروبا، داعية إلى عدالة إنسانية تتجاوز حدود الملاعب.