وقعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مذكرة تفاهم بشأن التعاون مع مفوضية حقوق الإنسان في جمهورية طاجيكستان، تتضمن التعاون في مجالات حقوق الإنسان المختلفة، إضافة إلى تبادل الخبرات بشأن قضايا تعزيز الامتثال لالتزامات الدولة المتعلقة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان، ورفع مستوى جودة الخدمة العامة وتعزيز مبادئ الحكم الرشيد. جاء ذلك على هامش المؤتمر الدولي حول: «حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة»، الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة الإعلامية، والذي عُقد يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، وشهد مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين حول العالم.

وأكدت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية- رئيسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- حرص اللجنة على التوسع في الشراكات الدولية، بما يكفل إيصال رسائلها للعالم، وأن اللجنة تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية من إبرام عدد كبير من الشراكات الحقوقية، والتي كان لها دور كبير في ترسيخ الوجود القطري في المشهد الحقوقي العالمي، وأن هذا التوجه يتجلى في الحضور الكبير بمختلف المناسبات التي تنظمها اللجنة.
وأشادت سعادتها بتوقيع مذكرة التفاهم مع مفوضية حقوق الإنسان في طاجيكستان، والذي يأتي استناداً إلى مبادئ باريس، وغيرها من المواثيق الدولية التي تهدف إلى تحسين آلية حماية حقوق الإنسان، وضمان تمتع المواطنين بحقوقهم المرتبطة بالخدمات العامة، وترسيخ مبادئ الحكم الرشيد في إدارة الخدمة العامة، وتعزيز سيادة القانون.
وبموجب مذكرة التفاهم يتبادل الطرفان المعلومات والمطبوعات المتعلقة بقضايا حماية حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية، وأشكال وأساليب حمايتها في البلدين، بما في ذلك من خلال المواد الإعلامية والتحليلية في إطار الوفاء بالالتزامات الدولية للطرفين في مجال حقوق الإنسان.
كما نصت على إجراء أنشطة عملية وبحثية، وفعاليات إعلامية وتثقيفية، وتنظيم مؤتمرات علمية تطبيقية وندوات ودورات تدريبية بهدف تحسين آليات العمل في إطار حماية حقوق الإنسان على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وتبادل المساعدة في توسيع نطاق التعاون مع المؤسسات الوطنية الأجنبية المعنية بحماية حقوق الإنسان، وأمناء المظالم، والمنظمات الدولية، ويطلع كلٌ منهما الآخر على الأنشطة التي يجري تنفيذها.
كما أكدت مذكرة التفاهم على عقد مشاورات ثنائية بشأن قضايا حماية واحترام حقوق الإنسان والحقوق المرتبطة بالخدمات العامة ووضع وتنفيذ برامج زيارات وتدريب داخلي وأنشطة تدريبية أخرى، بهدف تبادل الخبرات على المستويين الثُنائي والمُتعدد الأطراف، وغيرها من أوجه التعاون التي تصب في صالح المؤسستين، وترسخ عملهما في مجالات حقوق الإنسان.

تطلعات للشراكة مع الفريق المعني 
بـ «الاختفاء القسري» 
وفي السياق أجرى مسؤولو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان سلسلة من الاجتماعات شملت السيد محمد العبيدي، عضو الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، والسيد عبدالمجيد المراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة AFD الدولية. والبروفيسور سامية بوروببا، عضو المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وعضو اللجنة الأفريقية للقانون الدولي والسيد خالد ميري، الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب.
وفي اجتماعهم مع العبيدي أكد مسؤولو اللجنة خلال الاجتماع على تطلع اللجنة إلى إقامة شراكة مثمرة مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي. 
من جانبه، عبّر السيد محمد العبيدي عن شكره للجنة الوطنية لحقوق الإنسان على الدعوة الكريمة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول: «حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة»، موضحاً أن أعضاء الفريق العامل متطوعون، وأن عملهم يتركز على توثيق الجرائم والانتهاكات. 
وأعرب العبيدي عن شكره لدولة قطر على تنظيم مؤتمر بهذا الحجم وعلى اختيار موضوعه الحيوي والمشاركات الفاعلة التي تضمنها، كما أشار إلى الاعتذار الذي قدمته إسرائيل لدولة قطر بعد العدوان الأخير، واصفاً إياه بأنه سابقة في تاريخ إسرائيل لم تحدث من قبل.
 
إشادة دولية بجهود «اللجنة الوطنية»
وخلال الاجتماع مع السيد عبدالمجيد المراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة AFD الدولية. وأكد المراري أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر دائماً سبّاقة في مبادراتها، حيث تقوم بزيارات دورية للمؤسسات الحقوقية الدولية مثل منظمة العفو الدولية (أمنيستي) وهيومن رايتس ووتش، وتستمع لملاحظاتها، ثم تعمل على زيارة المواقع ذات الصلة بالقضايا المثارة. 

موضوعات هامة بمؤتمر «حماية الصحفيين»
ولدى اجتماعهم مع البروفيسور سامية بوروببا، عضو المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وعضو اللجنة الأفريقية للقانون الدولي، وذلك على هامش مؤتمر حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، حيث عبّرت عن شكرها للجنة الوطنية لحقوق الإنسان على الدعوة الكريمة للمشاركة في المؤتمر، مؤكدة على الموضوعات الهامة التي تناولها.
فيما أكد السيد خالد ميري، الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، في الاجتماع مع مسؤولي اللجنة على الأهمية البالغة لموضوع المؤتمر في ظل ما يواجهه الصحفيون من مخاطر جسيمة، مضيفاً أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستوى فظيع، وأن الحرب على غزة هي حرب تجويع ممنهجة تستهدف المدنيين ووسائل الحياة الأساسية.