

دشنت اللجنة المنظمة لمهرجان قطر للإبل ٢٠٢٢، الهوية الجديدة والشعار اللفظي للمهرجان (جزيلات العطا)، الذي سيظهر هذا الموسم بحلة جديدة، تتمثل في دمج جميع الفئات من الأصايل والمجاهيم والمغاتير، ليصبح تحت مسمى (مهرجان قطر للإبل)، وذلك حرصاً من اللجنة المنظمة على تطويره وظهوره بأفضل صورة.

ويأتي هذا الاهتمام لأن للأبل منزلة رفيعة عند العرب، فكانت لأهلها عزاً، ومظهراً للثراء، ومصدراً للرزق والعطاء، يأكلون من لحومها، ويشربون من ألبانها، ومتاعاً يحملون عليها أثقالهم، وفي قوله تعالى «أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت» دعوة للتفكر في عجيب صنع الله لهذه الدابة، التي لازمت الآباء والأجداد، فكانت عوناً لهم، على مشقة الحياة، لنراها اليوم رمزاً من رموز تراثنا وثقافتتا، المستمدة من أصالة وجداننا، لتعبر عن تاريخ عريق، ومجد خالد للإنسان القطري، وحاضرة في قصائد تغنت بالدهاء والصبر وجزيل العطاء، ليأتي اليوم دور الشباب، في الحفاظ على موروث الأجداد، ونقله للأجيال القادمة (جزيلات العطا).
تعتبر هذه النسخة هي الأولى لـ مهرجان قطر للإبل بثوبه الجديد، حيث يضم المهرجان أكثر من فئة من الإبل وهي (الأصايل، المجاهيم، المغاتير)، والمهرجان قائم على عدة مسابقات خاصة بمزاين الإبل، يتم فيها التنافس لاختيار أجمل ناقة أو مجموعة من الإبل، ويتم تقييم واختيار الإبل الفائزة وفق مواصفات ومعايير محددة، ومتعارف عليها عند أهل الاختصاص.
يهدف المهرجان إلى العديد من الأهداف منها المحافظة على الموروث وتعزيزه في الثقافة القطرية، والحفاظ على سلالات الإبل، وملتقى لملّاك الإبل وعشاقها، كما يهدف إلى توعية الأجيال الناشئة حول أهمية التراث والتقاليد القطرية، والمحافظة على رياضة الآباء والأجداد وتعريف النشء بها، كما يساهم المهرجان من خلال الفعاليات والأنشطة في تطوير السياحة الثقافية وتحفيز النشاط الاقتصادي، استقطاب المزيد من الزوار لحضور الفعاليات.
حمد جابر العذبة: تطوير المهرجان يتم وفق إطار مدروس
قال حمد جابر العذبة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان قطر للإبل، إن تطوير المهرجان يتم وفق إطار مدروس، ليسهل على الجميع المشاركة والاستمتاع في الوقت نفسه بهواية الآباء والأجداد، فضلاً عن استحضار كل التقاليد والعادات التراثية القديمة.
وقال العذبة، إنه تم تصميم الشعار الجديد الخاص بمهرجان قطر للإبل ليعبر عن التراث، حيث إنه مستوحى من حبال الجمل «المطية» (الجنايب)، والتي تستخدم لتزيين الجمال، بالإضافة إلى استخداماتها الأخرى لدى أهل الإبل، كما يظهر في الشعار شكل جمل (مطية) مرسومة بالسدو الذي يدل على أحد أهم المهن في التراث القطري القديم. وتسليط الضوء على مكانة الإبل منذ القدم لدى أهل الخليج وارتباطها بتراثنا العريق، ونوعاً من التقدير أو الاعتزاز بها، حيث كانت تستخدم صورة الناقة في نسيج السدو كنوع من التقدير أو الاعتزاز بها.
وأوضح العذبة، أن مهرجان قطر للإبل هذا الموسم سيكون نسخة مختلفة واستثنائية، حيث تم دمج مهرجاني الأصايل والمجاهيم والمغاتير في مهرجان واحد، على أن يقام المهرجان من فترتين؛ الأولى منافسات محلية مخصصة للملاك القطريين، والثانية منافسات دولية مخصصة لجميع ملاك الإبل في العالم وخاصة الأشقاء في دول الخليج.
وسيشهد مهرجان قطر للإبل هذا الموسم العديد من الأشواط الجديدة، والفعاليات الثقافية والتراثية المصاحبة، فضلاً عن زيادة حجم الجوائز المادية والعينية للملاك الفائزين.
وأشار رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إلى أن جوائز المهرجان ستشمل كافة أشواط المهرجان، وذلك مع مراعاة توزيعها حسب نوع الأشواط وقوة وصعوبة المنافسة، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان عن الجدول التفصيلي لمنافسات المهرجان في شهر نوفمبر المقبل.
وشدد العذبة على أن جميع اللجان العاملة على تنظيم الحدث تبذل مجهودات ضخمة من أجل إخراجه بالصورة التي تليق باسم دولة قطر، مشيرا الى أن العمل يجري على قدم وساق من أجل تطوير المهرجان من جميع الجوانب.