«إندبندنت»: وجود «الجزيرة» مهم لكل العالم العربي

alarab
حول العالم 12 سبتمبر 2017 , 01:13ص
ترجمة: العرب
اعتبرت فاطمة العيساوي، الباحثة اللبنانية والمحاضرة في الصحافة بجامعة «إسكس»، أن وجود قناة الجزيرة القطرية مهم جداً للعالم العربي، مشيرة إلى أن الشبكة غيرت كثيراً من الأمور في المنطقة وأن إغلاقها الآن سيمثل انتكاسة للشرق الأوسط برمته.
وقالت العيساوي، في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن الجزيرة أطلقت في عام 1996، ولم تكن بالنسبة لها كصحافية لبنانية أكثر من مجرد لاعب جديد في سوق الإعلام الخليجي، لكن سرعان ما أصبحت الشبكة منصة للأصوات الناقدة العربية التي تتناول الأزمات العربية بشكل غير مسبوق.
وأضافت أن الجزيرة أيضاً -وبشكل غير مسبوق- تجاوزت الخطوط الحمراء الصارمة التي وضعت أمام الصحافيين في المنطقة، وناقشت قضايا لم يكن مسموح الاقتراب منها، مشيرة إلى أن صحافيي وسائل الإعلام الحكومية في الدول العربية لم يتصوروا دوراً آخر لأنفسهم غير دور «حراس الأنظمة»، وبأغلبية كبيرة، لم يبذلوا أي محاولة جادة لكسر الرواية الموحدة والرقابية التي يطلب منهم نشرها يومياً نيابة عن الحكومة. وقالت الكاتبة إن أسامة سرايا، رئيس التحرير السابق لصحيفة «الأهرام» المصرية، قال لها ذات مرة: «إن المهمة الرئيسية لوسائل الإعلام الحكومية هي تجميل وجه النظام، وليس مراقبته. من المستحيل تصور دور آخر لها».
وأشارت الكاتبة إلى أن شبكة الجزيرة العربية كانت رائدة في وضع نموذج جديد من التقارير التي تتحدى المحرمات من خلال فتح موجات الأثير للمعارضة.
وأضافت أنه من الإنصاف القول إن الشبكة وسعت هذه المساحة بشكل هائل، رغم وجود بعض الخطوط الحمراء أمامها. وأشارت إلى أن تغطية الجزيرة الواسعة للانتفاضات العربية أعطت هذه الحركات رؤية إقليمية ودولية. وفي حين أن دور وسائل الإعلام الاجتماعية كان له أهمية حاسمة في تمكين هذه الثورات، فإنه من الصعب تصور نجاح هذه الحركات الاحتجاجية دون التغطية الواسعة والإيجابية للقنوات الفضائية العربية بقيادة قناة الجزيرة.
ومضت الكاتبة للقول إنه ليس من قبيل المبالغة القول أن المنطقة تشهد حالياً واحدة من أحلك مراحل قمعها ضد حرية التعبير والحريات المدنية بشكل عام، مشيرة إلى أنه في الآونة الأخيرة حظرت الإمارات العربية المتحدة التعبير عن التعاطف مع قطر إلى حد تهديد الجناة المحتملين بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً. وأوضحت أن الضغط على الصحافة المستقلة أصبح أمراً واسع الانتشار، ومثال على ذلك أن الحكومة المصرية حجبت مؤخراً ما لا يقل عن 21 موقعاً إخبارياً حاسماً، بما في ذلك الجزيرة، والعربي الجديد، وهافينجتون بوست عربي، وموقع مدى مصر الإخباري المسستقل؛ وهو أحد المواقع القليلة التي لا تزال تقدم تغطية حرجة لما يحدث بعد الانقلاب والقمع الشديد ضد جميع أشكال المعارضة.
ولفتت الكاتبة إلى أن منظمة مراسلون بلا حدود وصفت مصر بأنها واحدة من أكبر سجون الصحافيين، حيث بلغ عدد الصحافيين الذين يقفون وراء القضبان ما يقدر بـ 26 شخصاً (وفقاً للمنظمات الدولية) إلى حوالي 60 شخصاً (وفقاً للمنظمات غير الحكومية المحلية، بما في ذلك العاملين في وسائل الإعلام).
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن نافذة المنابر الإعلامية العربية أضيق من أي وقت مضى، ومن الأهمية بمكان أن تستمر الأصوات الناقدة في إيجاد منصة لها على قناة الجزيرة، وأيضاً من خلال منصات أخرى في وسائل الإعلام العربية التقليدية والاجتماعية.